من بين سير الكُتَّاب والأدباء العرب، تُعد سيرة الشاعر والأديب السوري الكبير محمد الماغوط الأكثر درامية، فقد مرَّت عليه سنوات من الأوضاع المعيشية القاسية والظروف السياسية الصعبة، وعاش إحساسًا بالظلم الاجتماعي، وواجه صعوبات كبيرة في التعلُّم حتى في تجربته السياسية، فقد عانى السجن والملاحقات المستمرة.
وكذلك كانت حياة محمد الماغوط مع المرأة التي أحبها التي عانت كثيرًا بسببه وبسبب تركيبته النفسية التي صنعتها ظروف الجوع والخوف والقلق، لكنه وسط كل هذه الغيوم، خرجت لنا قصيدة محمد الماغوط التي وضعته على قمة مشهد الشعرية العربية، وبالتحديد مشهد قصيدة النثر، ليصبح محمد الماغوط أحد أهم الكُتَّاب العرب وأحد فرسان النص الجديد.
وفي هذا المقال، نقدم لك جولة سريعة في سيرة محمد الماغوط الكاتب والمفكر والأديب السوري الكبير، لنتعرف على أهم محطاته الشخصية والإبداعية وأعمال الماغوط التي مثَّلت بأسلوبه الساخر والمتمرّد نقلة نوعية في الشعر والنثر العربي والمسرح السياسي العربي، في السطور التالية.
مولد ونشأة محمد الماغوط
وُلِد محمد الماغوط يوم 12 ديسمبر عام 1934 في مدينة حماة السورية شمال دمشق، وكان الابن الأكبر لأسرة ريفية تقليدية، إذ كان والده يملك دكانًا ثم باعه، فتغيَّرت حياة الأسرة تمامًا، إذ اشترى بثمنه حصانًا نفق بعد ذلك بسبب ظروف الغلاء وعدم توافر العلف، ما جعله أجيرًا يعمل في الحقول بمقابل لا يكفي سوى بضع أكياس من الشعير أو القمح في كل موسم.
وبناء على هذا، صارت حياة الأسرة من سيئ إلى أسوأ، وربما كانت هذه الصعوبة في حياة محمد الماغوط هي ما أدت إلى هذا التمرد والجنوح والقسوة في تركيبته الشخصية.
ونتيجة للأحوال الصعبة، فقد كان محمد الماغوط يعمل في صغره في مجالات عدة من أجل الحصول على النقود، حتى إنه كان يقرأ سورة الرحمن في المقابر للحصول على قروش أو فرنكات من رواد المقابر في الأعياد والمناسبات.
وكان الفتى عصبي المزاج، لا يحب البقاء في البيت، كما كان يميل إلى العراك والعنف مع أقرانه، وذلك بسبب ظروف الفقر، إذ لم يكن يستطيع ارتداء الملابس الجديدة، فكان دائمًا ما يكره زملاءه لأنهم أبناء موظفين، وغالبًا ما كانوا يسخرون من فقر والده.
وعلى مستوى التعليم، فقد تلقى محمد الماغوط تعليمه الأول في الكُتَّاب، ومن هناك تعرَّف على اللغة العربية وعشقها وختم القرآن، ثم تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة القرية. وفي عمر الرابعة عشرة، دخل محمد الماغوط إلى المدرسة الثانوية الزراعية في دمشق، وذلك لأنها كانت تمنح الطعام والمبيت للطلاب. وبعد تجاوزه العام الدراسي الأول، خرج من المدرسة قبل أن ينتهي العام بسبب عدم تسديد الرسوم المتوجبة على والده.
الحياة المهنية والتجربة السياسية لمحمد الماغوط
فقد التحق محمد الماغوط في شبابه بـالحزب القومي السوري، ولم يكن يعرف مبادئ الحزب بعد -على حدِّ قوله- فقد صرّح بأنه دخل إلى مقر الحزب عام 1950 لأنه كان قريبًا من سكنه. وبنفس صراحته المعهودة، علَّق محمد الماغوط على ذلك قائلًا: «لقد وجدت في مقر الحزب مدفأة تقي عظامي برد الشتاء بدلًا من التدفئة السيئة في منزلنا الطيني».
كما يقول محمد الماغوط عن تجربته السياسية وعلاقته بالحزب القومي السوري إنه لم يحضر أي اجتماع ولم يقم بأي نشاط، سوى أنه جمع اشتراكات لأعضاء الحزب، ثم صرف ما جمعه من نقود في شراء بنطلون! لكن بعض الباحثين قد تحدثوا عن الحياة الحزبية لـمحمد الماغوط بكونها قد استمرت نحو 12 عامًا، وهو ما قاده بعد ذلك إلى الدخول إلى السجن مرتين؛ كانت المرة الأولى في عام 1955 إذ سُجِن مدة تسعة أشهر، والمرة الثانية في عام 1961 وسُجن فيها محمد الماغوط ثلاثة أشهر، لكن الأمر لم يخلُ من الملاحقات على مدار عدة سنوات.
وعلى الرغم من أن تجربة السجن في حياة محمد الماغوط لم تتخطَّ الشهور؛ فإنها تركت في شخصيته أثرًا كبيرًا، إذ ظل يشعر دائمًا بالخوف والقلق، حتى بعدما ابتعد عن السلطة وأمِن جانبها. فكان دائمًا ما يكتب من أجل ترميم الكسر الذي ورثه من السجن على حدِّ قوله.
وعلى مستوى الحياة المهنية، فقد عمل محمد الماغوط في مجال الزراعة قبل أن يلتحق بالخدمة العسكرية الإلزامية، وبعدها انتقل إلى بيروت ليعمل في مجلة «شعر» حتى عام 1961، إذ انسحب من المجلة بسبب الخلافات الفكرية التي حدثت بينه وبين زملائه وأصدقائه من العاملين بالمجلة. وقال عن هذه المناسبة: «لقد افترقنا لأنني شاعر أزقة لا شاعر قصور».
عمل بعد ذلك محمد الماغوط في صحيفة «الزمان»، إذ كان يتولى عملية التصحيح، حتى توقفت المجلة عن الصدور، ليعمل بعد ذلك في صحيفة «صباح الخير» وينشر مقالاته الساخرة في مجلة «البناء» تحت أسماء مستعارة، ثم انتقل بعد ذلك إلى مجلة «الأنوار اللبنانية»، التي كانت في خلاف إيديولوجي كبير مع مجلة «شعر» التي كان جزءًا منها فيما سبق.
كذلك عمل محمد الماغوط رئيسًا لتحرير مجلة «الشرطة السورية»، إضافة إلى مشاركته في تأسيس صحيفة «تشرين»، لكن الأمر لم يستمر طويلًا، فعمل كاتبًا في صحيفة «الرأي العام»، فقد كان ينشر زاوية بعنوان «بالعربي الفصيح»، كما ضمت المسيرة المهنية للكاتب الكبير محمد الماغوط العمل في مجلة «المستقبل» التي كانت تصدر في ذلك الوقت في العاصمة الفرنسية باريس.
وفي بداية الثمانينيات، عمل محمد الماغوط في صحيفة الخليج في الشارقة، وشارك أيضًا في تأسيس القسم الثقافي بالصحيفة، كما عمل أيضًا في مجلة «الوسط» اللندنية منذ أواخر الثمانينيات حتى بداية القرن الجديد، إذ كان ينشر نصوصه الشعرية في صفحة تحت عنوان «تحت القسم»، ثم إن عمله في المسرح القومي يُعد من أهم محطاته المهنية، إذ عمل في الثمانينيات مع الممثل السوري الشهير دريد لحام، وكذلك عمل مع الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السوري.
الأسلوب الأدبي لمحمد الماغوط بين السخرية والتمرد
بدأ التكوين الأدبي للشاعر السوري الكبير محمد الماغوط في مرحلة الدراسة، إذ تعرف على الشاعر سليمان عواد الذي كان سببًا في اطلاعه على الشعر الحديث الذي منحه بعض المؤلفات للشاعر الفرنسي رامبو. ثم بدأ محمد الماغوط في قراءة أعمال الكاتب التشيكي فرانس كافكا والفرنسي شارل بودلير، إضافة إلى قراءته للشعر العربي القديم، حيث اطلع على أشعار أبي نواس والمتنبي والشعراء العرب الحديثين مثل جبران خليل جبران.
وفي نهاية الأربعينيات وبداية الخمسينيات كان محمد الماغوط قد بدأ كتابة الشعر ونشر القصائد والمقالات في المجلات السورية. وكانت قصيدته «لاجئة بين الرمال» من أوائل أعماله التي ظلت مجهولة مدة طويلة التي نشرها عام 1951 في مجلة الجندي.
ثم جاءت قصيدته «السيوف العربية» التي نشرها في صحيفة «البناء» التابعة للحزب السوري القومي. لكن البداية الأدبية الحقيقية للشاعر الكبير محمد الماغوط بدأت في سجن «المزة» في دمشق، إذ كتب قصائده على وريقات لف السجائر بعدِّها مذكرات سجين، فجاءت قصيدته المكتملة الأولى بعنوان «القتل» التي كانت القصيدة الرئيسة في ديوانه الأول.
وفي المعتقل، كتب محمد الماغوط مسرحيته الأولى «العصفور الأحدب» التي لم يكن يعرف أنها مسرحية، وإنما كان يعتقد أنها قصيدة طويلة. كذلك كتب بدايات روايته الأولى والوحيدة «الأرجوحة». كما تعرف في مدة السجن على الشاعر الكبير «أدونيس» الذي كان له تأثير كبير على تجربته الأدبية.
بعد خروجه من المعتقل، قدم محمد الماغوط الأوراق التي هربها من السجن إلى الشعراء والأدباء في مجلة «شعر»، فأثارت جدلًا كبيرًا ونقاشًا طويلًا، فمنهم من قال إنه شعر، ومنهم من أطلق عليه نثرًا جميلًا. وكانت قصيدته «القتل» هي أول ما نُشر في مجلة «شعر» تحت مسمى «قصيدة النثر» عام 1958، وهي القصيدة التي عدها كثير من النقاد في ذلك الوقت بداية لتأسيس قصيدة النثر، فكانت القصيدة لا تتبع أي تيار أو مدرسة، ولا تلتزم سوى بالصورة الشعرية والموسيقى الداخلية.
ثم كانت المحطة المهمة في حياة محمد الماغوط الأدبية حينما فاز بجائزة صحيفة النهار عن قصيدته «احتضار» التي صنعت له شهرة كبيرة، وجعلت كثيرًا من الأدباء يتحدثون عن أدائه الشعري، على الرغم من الاعتراضات الكبيرة من بعض النقاد والكُتَّاب، وعلى رأسهم الأديب عباس محمود العقاد الذي أطلق على محمد الماغوط «الشاعر السائب».
وفي عام 1959، جاءت المجموعة الشعرية الأولى للشاعر محمد الماغوط تحت مسمى «حزن في ضوء القمر»، وهو الديوان الذي لاقى نجاحًا كبيرًا، ثم تبعه بالديوان الثاني بعنوان «غرفة بملايين الجدران».
أما الديوان الثالث فجاء بعد 10 سنوات تحت مسمى «الفرح ليس مهنتي» الذي نشره عام 1970، والذي يُعد أيضًا الديوان الأخير للشاعر محمد الماغوط الذي كان يكتب دون وزن أو قافية أو إيقاعات مباشرة، ولم يكن يشغل باله بآراء النقاد أو المعارك الأدبية الدائرة حينذاك، قائلاً: «إن همومي لا تسمح لي بالبحث عن القافية إذا كنت هاربًا وجائعًا ومشردًا يبحث عن مخبأ يؤويه».
محمد الماغوط وروافد إبداعية أخرى
لم يكن الشعر هو المجال الوحيد الذي أبدع فيه الشاعر الكبير محمد الماغوط، إذ قدَّم أعمال عدة للتلفزيون السوري منذ بداية تجربته الإبداعية، فكتب تمثيلية عام 1964 تحت عنوان «مجلة الهموم»، وكتب مسلسل «حكاية الليل» عام 1968، وفي عام 1972 كان له مسلسل آخر بعنوان «مغامرات أبو الفتح السكندري»، ثم كتب مسلسله الشهير «مبروكة» عام 1977.
وفي المسرح، كتب محمد الماغوط مسرحيته الأولى «العصفور الأحدب»، ثم المسرحية الثانية «المارسيلز العربي»، قبل أن يكتب مسرحية «المهرج» التي اشتراها الأخوان رحباني مقابل 1000 ليرة، وحولاها إلى مسرحية بعنوان «ناس من ورق».
إضافة إلى أعماله الأخرى، مثل مسرحية «المحطة» التي كتبها ولم يُوضَع اسمه على العمل، لكنه حصل على المقابل المادي الذي كان يبحث عنه. وكذلك كتب محمد الماغوط مسرحية «خارج السرب» التي عُرِضَت عام 1999 التي كانت سببًا في بعض الخسائر المادية والمعنوية، قبل أن يكتب مسرحيته الأخيرة «قيام، جلوس، سكوت».
وفي جانب آخر من جوانب التجربة الإبداعية للشاعر الكبير محمد الماغوط، برزت شراكة كبيرة بينه وبين الفنان السوري الكبير دريد لحام في عدد من الأعمال التي حققت نجاحًا كبيرًا على المستوى الفني والجماهيري، والتي كان لها تأثير كبير على حياة محمد الماغوط، نظرًا للعائد المادي الذي أدخل عليه نوعًا من الرفاهية وجعله ينتقل من بيت بالإيجار إلى شراء منزل خاص.
ضمت تجربة الشراكة الفنية بين دريد لحام ومحمد الماغوط عدد من الأعمال التلفزيونية، على غرار مسلسل «وين الغلط» ومسلسل «وادي المسك»، ثم انتقلت هذه الشراكة إلى السينما وظهرت في فيلم «الحدود» وفيلم «التقرير».
حياة محمد الماغوط الشخصية
على مستوى الحياة الشخصية، فقد كان محمد الماغوط شخصية صعبة ومركبة، ولم يكن يحب الأماكن المرتبة والأنيقة، وكان يكتب في أي مكان وتحت أي ظروف وعلى أي ورقة، لذا كانت معظم أعماله مجموعة من الأوراق المتناثرة التي تُجْمَع بصعوبة من أجل مراجعتها وتدقيقها مرات عدة.
تزوج الشاعر محمد الماغوط مرة واحدة في حياته من الشاعرة «سنية صالح»، ورُزِقَ منها بابنتين. وكانت علاقته بزوجته التي يحبها ويعدها جمهوره ونقاده صعبة، تتسم بالمشاجرات المستمرة، إذ كان محمد الماغوط عنيفًا دائمًا مع زوجته، وهو ما تسبب في إجهاضها في إحدى المرات وهي في الشهر التاسع.
تكريمات وجوائز محمد الماغوط
- جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية للشعر عام 2005.
- وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى من سوريا عام 2005.
- جائزة صحيفة النهار اللبنانية لقصيدة النثر عام 1958.
- جائزة سعيد عقل للمسرح عام 1973.
- تصنيف محمد الماغوط كأحد الشعراء والكتاب العالميين في لندن عام 1999.
- ميدالية المسرح التجريبي من القاهرة عام 2000.
- وسام الفاتح من ليبيا عام 1988.
- إطلاق اسم محمد الماغوط على مهرجان مسرحي وأدبي يُقام كل عام في مدينة السلمية تكريمًا له في ذكرى رحيله.
- إطلاق اسم محمد الماغوط على حديقة في وسط المدينة.
- تكريم محمد الماغوط في دمشق عام 2002 بمناسبة صدور كتاب «حطّاب الأشجار العالية».
أعمال محمد الماغوط
أعمال محمد الماغوط في الشعر:
- «حزن في ضوء القمر» – عام 1959.
- «غرفة بملايين الجدران» – عام 1960.
- «الفرح ليس مهنتي» – عام 1970.
في مجال الرواية والمسرح:
- رواية «الأرجوحة» – عام 1974.
- مسرحية «ضيعة تشرين» – عام 1973.
- مسرحية «شقائق النعمان» – عام 1986.
- مسرحية «كاسك يا وطن» – عام 1979.
- مسرحية «خارج السرب» – عام 1999.
- مسرحية «العصفور الأحدب» – عام 1963.
- مسرحية «المهرج» – عام 1998.
أعمال محمد الماغوط التلفزيونية
- مسلسل «حكايا الليل».
- مسلسل «وين الغلط».
- مسلسل «وادي المسك».
- فيلم «الحدود».
- فيلم «التقرير».
- فيلم «المسافر».
مقتطفات من أشعار محمد الماغوط
هذه بعض المقتطفات من أشعار محمد الماغوط توضح مهارته في الأدب:
من قصيدة «المجد خريف»
قالوا لي إن الحب موجود في كل مكان
عليك فقط أن تبحث عنه، ورحت أبحث وأنقّب ولكن دون جدوى
كمن يبحث عن قطة في عرين أسد
وكانت قواي تستنفد كشجرة على ضفة نهر يجف تارة ويفيض تارة أخرى
ولذلك قررت أن أفتح صفحة جديدة مع الغيوم مباشرة
وأذلل العقبات التي تعترض طريقنا كالظلام والمجد وعزة النفس
حتى الغيوم والطيور المعقدة نفسيًا
من قصيدة «طريق الحرير»
كل يوم أكتشف في وطني مجدًا جديدًا وعارًا جديدًا، أخبار ترفع الرأس وأخرى ترفع الضغط
مللت اللجوء إلى التبغ والخمر والمهدئات وأبراج الحظ
إن ساعة الخيال تمزق أعصابي، ولم تعد عندي حدود واضحة أو آمنة بين المجد والعار، والأمل واليأس، والفرح والحزن، والربيع والخريف، والصيف والشتاء، والمذكر والمؤنث، والمرفوع والمنصوب
وها أنا أضع أجمل وآخر قصائدي في أذني وأصبعي على الزناد، وأنا واثق بأن حلقات من الدخان ستتصاعد كأنها رصاصة حقيقية
من قصيدة «المسافر»
بلا أمل، وبقلبي الذي يخفق كوردة حمراء صغيرة
سأودع أشيائي الحزينة في ليلة ما
بقع الحبر، وآثار الخمرة الباردة على المشمع الذي وصمته الشهور الطويلة
والناموس الذي يمص دمي، هي أشيائي الحزينة سأرحل عنها بعيدًا
وراء المدينة الغارقة في مجاري السل والدخان
بعيدًا عن المرأة العاهرة التي تغسل ثيابي بماء النهر، وآلاف العيون في الظلمة تحدّق في ساقيها الهزيلتين
وسعالها البارد يأتيني ذليلًا يائسًا عبر النافذة المحطمة، والزقاق المتلوّي كحبل من جثث العبيد
وفاة محمد الماغوط
منذ بداية عمره، كان محمد الماغوط مرتبطًا بالتدخين ارتباطًا شرهًا، والأسوأ من ذلك هو إدمانه على الكحول. وفي أيامه الأخيرة، دخل الشاعر الكبير محمد الماغوط في حالة من الكآبة الشديدة، والإحساس بالوحدة والضجر، فكان لا يغادر أريكته أبدًا، حتى توفي في 3 إبريل عام 2006 في منزله بالعاصمة السورية دمشق عن عمر ناهز 72 عامًا، بعد معاناة مع المرض.
وهو اليوم نفسه الذي كان مقررًا من وزارة الثقافة السورية لتكريم محمد الماغوط، فنُقِل جثمانه إلى مسقط رأسه في السلمية ليُشَيَّع في جنازة شعبية كبيرة، ويُدْفَن في مقبرة العائلة بعد رحلة طويلة من المعاناة والنجاح والإبداع والقلق والخوف والتوتر.
وفي نهاية هذا المقال الذي تضمن جولة سريعة في حياة الشاعر السوري الكبير محمد الماغوط، نرجو أن نكون قد قدمنا لك المتعة والإضافة، ويسعدنا كثيرًا أن تشاركنا رأيك في التعليقات، ومشاركة المقال على مواقع التواصل لتعم الفائدة على الجميع.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.