ليست كل الألعاب ذات فائدة للطفل، فهناك ألعاب إيجابية وأخرى سلبية، والفرق بينهما يكمن في الفوائد التي تعود على الطفل من ممارسته لهذه اللعبة. هل يشارك بإيجابية؟ أم أنه مجرد متلقٍّ سلبي في هذه العملية؟
هذا ما سوف نتعرف عليه في هذه المقالة التي تفرق بين نوعين من اللعب، هما اللعب الإيجابي، واللعب السلبي.
اقرأ أيضًا أهمية اللعب في تطوير السنوات الأولى
اللعب الإيجابي
الصورة الأولى للعب هي اللعب الإيجابي، وتعني الممارسة الفعلية والانخراط الفعلي في النشاط، وليس الاكتفاء بالمشاهدة فحسب، فالطفل هنا يشارك بحواسه، سواء كان ذلك بشكل فردي أو جماعي.
ومع أنَّ المتعة والتسلية هي القاسم المشترك بين الصورتين – الإيجابي والسلبي – غير أن اللعب الإيجابي يعود بالنفع على الطفل لأنه ينمي شخصيته من كافة الجوانب. مثال ذلك، عندما يلعب الطفل مع أقرانه في النادي، أو حتى بألعابه في البيت، فهو بذلك ينخرط فعليًّا في اللعب عن طريق الممارسة الفعلية، يحرك أعضاء جسده، ويكون عقله حاضرًا.
لذلك كثيرًا ما ننصح الآباء والأمهات والمربين بتوفير ألعاب متنوعة للطفل، من حيث الألوان والأصوات والأشكال؛ لأن الطفل في مرحلة استكشاف، وخلال هذه المرحلة يعمل الوالدان على إثراء حصيلته اللغوية والمعرفية عن طريق التعرف على الأشياء المحيطة به.
فالأم تأخذ طفلها إلى المطبخ، وتعرِّفه على أنواع الخضروات والفاكهة، أصناف البهارات، الأجهزة الكهربائية الموجودة داخل المطبخ، والألوان التي تقع عليها عينه سواء من الخضروات أو الفاكهة وغيرها.
من فوائد اللعب الإيجابي، أن الطفل يكتشف قدراته وإمكاناته، يتفاعل ويتواصل مع من حوله، تزداد حصيلته اللغوية، يتعلم أدواره الاجتماعية، يجرب حواسه المختلفة، فضلًا عن إعمال عقله، وكلها أمور غاية في الأهمية لطفل ما قبل المدرسة تحديدًا.
اقرأ أيضًا اللعب وأهميته في حياة الأبناء
هل الألعاب الإلكترونية من اللعب الإيجابي؟
نظرًا لجلوس معظم الأطفال بالساعات أمام الشاشات، تحديدًا شاشة الموبايل والتابلت، فقد يسأل سائل: هل الألعاب الإلكترونية التي يلعبها الطفل على الشاشة من اللعب الإيجابي؟
الجواب، نعم، لأن الطفل يستخدم يده في تحريك أحد اللاعبين، ويستخدم عقله في التفكير كيف يسدد أو يمرر أو يراوغ، وكذلك في لعبة الأتاري.
ومع ذلك، فإن هذا النوع غير مرحب به لأكثر من سبب. الأول أنه يضر بصحة الطفل ويجعله مشدودًا طوال الوقت، ومن ثم يقل تركيزه، وهو ما يظهر بوضوح في شكوى الأمهات من قلة تركيز الأطفال في أثناء المذاكرة؛ فحالة الطفل في أثناء لعب هذه الألعاب الإلكترونية تجعله مشدودًا طوال الوقت، لأنه لا يرغب في الخسارة.
الأمر الثاني أنها تتحول إلى إدمان مع مرور الوقت، فيجد الطفل نفسه جالسًا بالساعات أمام هذه الألعاب دون أن يشعر بالوقت، هذا فضلًا عن أن معظم هذه الألعاب يتضمن محتواها عنفًا مبالغًا فيه، وهذا يؤثر في شخصية الطفل ويجعله عدوانيًا مع من حوله.
اللعب السلبي
في هذا النوع من اللعب يكتفي الطفل بالمشاهدة والمتابعة دون الانخراط الفعلي في ممارسة اللعبة، والأمثلة على ذلك كثيرة، فأغلبنا يشاهد مباريات كرة القدم أو الرياضات المختلفة من أمام الشاشات.
يشعر الطفل في هذا النوع بالمتعة والتسلية، لكن لا يمكن مقارنتها بتلك التي تتولد من اللعب الإيجابي الذي يشارك فيه الطفل بنفسه.
مشاهدة السيرك مثال آخر لهذا النوع من اللعب، فالطفل يكتفي بمشاهدة العروض والفرق البهلوانية، وكذلك مشاهدة الألعاب الإلكترونية عبر شاشة التلفاز.
بالنظر إلى الألعاب، سواء كانت إيجابية أو سلبية، نجد أنها تندرج إما تحت ألعاب المنافسة والتحدي، مثل الرياضات الفردية والجماعية المختلفة، حيث هناك دائمًا ندية وتنافس سواء على مستوى الفرق أو المستوى الفردي للألعاب الفردية.
وهناك ألعاب مثل النرد أو الزهر تنطوي على الصدفة والحظ، ولا يوجد بها مهارات أو معرفة أو قدرة على التحكم والسيطرة.
نوع ثالث من الألعاب يمكن أن نطلق عليه ألعاب المغامرات، مثل تسلق الجبال والمرتفعات، والتزحلق على الجليد والطيران الشراعي.
نقطة من أول السطر
بالتدريج يتعلم الطفل قواعد اللعب، في البداية يبدو عشوائيًّا تلقائيًّا، غير متقيد بزمان أو مكان، ولا يلتزم بأية قوانين أو تعليمات، قبل أن ينتقل إلى مرحلة من النظام والالتزام بالقواعد في وقت لاحق.
أيضًا يبدأ اللعب البدني يقل تدريجيًّا لحساب اللعب المعتمد على النشاط العقلي، وهذا منطقي لأن الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة تكون لديه طاقة كبيرة يصرفها في اللعب والحركة والنشاط. يتناقص عدد الأصدقاء والأقران تدريجيًّا كلما تقدم الطفل في العمر؛ لأنه بمرور الوقت يصل لمرحلة من النضج تمكنه من انتقاء الأصدقاء والأقران الذين يشبهونه، ويشعر معهم بالارتياح والقبول.
وأنتم أعزائي الآباء والأمهات، شاركونا آراءكم من واقع تربيتكم لأبنائكم، عن أهمية اللعب في حياة أطفالكم، وكيف تفاعلتم مع هذه الرغبة لدى الأطفال.
أحسنت النشر.. بالتوفيق
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.