متى يصل الإنسان إلى مرحلة النضج الوجداني؟ وما سن الاختيارات الكبرى للمراهق ومتى يبدأ؟ وما المؤثرات النفسية التي تصيب المراهق؟ وما الذي يصنع الإنسان، عقله وعلمه أم قلبه ومشاعره؟
في هذه المقالة نجيب عن كل هذه الأسئلة التي تدور في أذهان الآباء والأمهات والمربين عن النضج الوجداني عند المراهقين؟
اقرأ أيضًا: العوامل المؤثرة على النمو الوجداني للأطفال
ماذا يعني النضج الوجداني؟
النضج الوجداني أو العاطفي في أبسط معانيه يعني أن يصبح الإنسان قادرًا على التحكم في مشاعره وانفعالاته ويتخذ قرارته بتأنٍّ وهدوء دون عجلة أو تسرع.
هذا النضج ليس مرتبطًا بسن محدد، ولكنه عملية تتطور عبر الزمن، وقد تختلف من شخص لآخر بناءً على مجموعة من العوامل، وتستمر طوال حياة الإنسان، فيواصل الناس التعلم والنمو في كيفية فهم مشاعرهم وإدارتها بفاعلية.
والسؤال..
اقرأ أيضًا: هل يعامَل المراهق معاملة الرجال أم الأطفال؟
متى يكون المراهق قادرًا على الوصول إلى هذه المرحلة؟
يقول بعض الناس إن الإنسان يصل إلى مرحلة النضج الوجداني في العقد الثاني من عمره -21 سنة-، ويقول آخرون إن الإنسان يصل لهذه المرحلة في الأربعين من عمره، ولكل رأي شواهده ودلائله.
ففي العلاقات الأسرية، نجد أن أغلب حالات الطلاق تقع في السنوات الأولى من الزواج، تحديدًا السنوات الثلاث الأولى، وأكبر نسب الطلاق تتم قبل سن الـ 35، بعد هذا السن تقل نسب الطلاق على نحو كبير، ويرجع الخبراء والمختصون ذلك إلى أن الإنسان ببلوغه الأربعين من عمره، يكون قد وصل إلى مرحلة النضج الوجداني الذي نحن بصدد الحديث عنه في هذه المقالة.
عادة تكون بداية الزواج في سن 18 – 25 سنة إلى 35 سنة. ووفق الرأي الثاني القائل إن النضج الوجداني في الأربعين، فإن هؤلاء الأزواج من هذا المنظور غير ناضجين عاطفيًّا، فأبسط المواقف تجعل المرأة تغضب وكذلك الرجل، فتفسد الحياة الزوجية، وتنتهي بقرار متعجل بالطلاق وما يترتب عليه من شتات الأطفال بينهما.
فالنضج يعني الحكمة والتأني والصبر، وحدوث حالات الطلاق في أغلبها يقع بسبب الغضب والعجلة في اتخاذ قرار مصيري كإنهاء الزواج وشتات الأبناء دون حساب للعواقب المترتبة على هذا القرار، فهو قرار انفعالي بالدرجة الأولى وليس عقلانيًّا بالمرة.
ويذهب البعض إلى القول إن أغلب الأنبياء -باستثناء قلة قليلة منهم- بُعثوا بعد الأربعين أو في سن الأربعين، حتى إن بعض المذاهب لا تعطي منصب الولاية العامة لإنسان قبل بلوغه الأربعين من عمره. حتى في الغرب كثير من الدول تضع شرط السن -ألا يقل عن 40 سنة- ضمن شروط الترشح لرئاسة الجمهورية.
اقرأ أيضًا: كيف يصبح الإنسان ناضجاً؟ وهل النضج له علاقة بالسن؟
المراهق والنضج الوجداني
بالعودة إلى المراهق فإنه لم ينضج بعد وجدانيًا وعاطفيًا على نحو كبير؛ لذلك فكثيرًا ما نجده متسرعًا في غضبه وردود أفعاله، لا يمكنه التحكم بمشاعره وعواطفه، ويؤثِّر تأنيب الضمير على حياته ومستقبله وقراراته واختياراته في الحياة عامة.
فعندما يبدأ المراهق في اختيار الاتجاه الفكري الذي يعني التدين وعدم التدين، وهذه هي الاختيارات الكبرى التي تحدد مسار الإنسان على نحو كبير في قادم حياته التي تبدأ بوادرها في سن المراهقة على نحو كبير، فضلًا على الاختيارات الأخرى كالتخصص في الثانوية العامة، وبعد ذلك في الجامعة، ثم الوظيفة التي يرغب في العمل بها، وكل هذه الاختيارات المهمة في حياة الإنسان تكون غالبًا قبل سن الـ25.
في المراهقة يختبر المراهق طيفًا واسعًا من المشاعر المختلطة والمختلفة، ويتعلم كيف يتعامل مع الضغوط الاجتماعية والعاطفية والصراعات النفسية التي يمر بها.
وتؤدي التجارب الشخصية والحياتية دورًا كبيرًا في الوصول إلى مرحلة النضج الوجداني، فالإنسان يكبر كلما كبرت تجاربه الشخصية، وتصقل بالعلم والتعلم الرسمي وغير الرسمي، بما يساعد المراهق على فهم مشاعره والتعبير عنها.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.