متى يبدأ التغيير في طفل طيف التوحد؟

لكي تتمكن من هزيمة التوحد لدى طفلك، يجب عليك أولًا أن تدرك حقيقة التوحد، وما يحدثه في الشخص المصاب به من تغييرات وتأثيرات، تنقله من حال إلى حال، وتجعله شخصًا مختلفًا تمامًا عن الشخص العادي.

في هذه المقالة سوف نسلط الضوء على كلمة السر في الانتصار على طيف التوحد، وإنقاذ طفلك من براثنه، عن طريق تطبيق بعض النصائح البسيطة.

اقرأ أيضًا كيف تنقذ طفلك من التوحد؟ خطوات عملية

هكذا يمكنك هزيمة التوحد

في المرحلة العمرية من عام إلى عام ونصف تبدأ بعض العلامات أو التغيرات في الظهور لدى الطفل المصاب بطيف التوحد، فيبدأ بالانفصال والانعزال التدريجي عن المحيط الأسري والعائلي.

وعلى الرغم من محاولات التواصل اللفظي وغير اللفظي من قبل أفراد الأسرة، الأبوين والإخوة تحديدًا، فالطفل لا يبدي أية استجابات تجاه هذه الرغبة في التواصل.

وتصل الرسالة بالخطأ إلى الأبوين أن الطفل لا يفهم الإشارات سواء اللفظية أو غير اللفظية.

وهذا هو الفخ الأول الذي يقع فيه الوالدان، عندما يقتنعان أن الطفل لا يفهم ولا يدرك ما يُطلب منه، وفي الحقيقة أنه يدرك ويفهم ولكنه لا يرغب بالتواصل معهم.

والإشارات التي تصل إلى طفل طيف التوحد لا يستجيب لها؛ كونها تسبب الإزعاج له، والاستجابة تكون في حالة واحدة فقط، وهي أن ترتبط بتحقيق مصلحة خاصة لديه، عندها يبدي استجابة لهذه الإشارات.

اقرأ أيضًا هل التوحد وراثي في العائلة؟

الخطوة الأولى

يجب على الوالدين ألا يسمحا لطفل طيف التوحد بعدم إبداء أي رد فعل تجاه ما يطلب منه، وهذه الخطوة الأولى في العلاج، سوف تقابل هذه الرغبة الأبوية برفض من الطفل، وهو ما يجب أن يقابله إصرار من الوالدين على حدوث استجابة من الطفل.

بمرور الوقت يستمتع طفل طيف التوحد بالحالة التي يعيشها، ويرفض الخروج منها، ويقاوم أية محاولات من الأبوين لتغيير هذا الروتين الذي اعتاده ويشعر بالأمان بداخله.

لذلك إذا ترك الوالدان الطفل، ولم يظهرا أية ردود فعل قوية تجاه إصرار الطفل على العزلة والبقاء منفردًا فإننا نتركه فريسة لهذا الاضطراب، والعكس صحيح.

إغراق الطفل بعشرات الطلبات والأوامر وعدم تركه بمفرده، والإصرار على الحصول على استجابة لما يطلب منه، كل هذه الأشياء، تأخذ بيده خطوة بخطوة للخروج من الحالة التي يعيشها نحو حالة أقرب للشخص العادي.

من غير المقبول، الجلوس صامتًا، أمام محاولات طفلك المستميتة لكي يبتعد عنك شيئًا فشيئًا، وتكتفي بالفرجة، أنت بذلك تساعده لكي ينغمس أكثر في هذه الحالة، خاصة عندما يلجأ الطفل إلى البكاء والصراخ، فيكون رد فعل الآباء أكثر سلبية بتركه على هذه الحالة من أجل التوقف عن البكاء.

اقرأ أيضًا أنواع التوحد وأعراضه.. تعرف إليه

 عندما تتحول العزلة إلى عادة

أخطر ما في الأمر أنك عندما تترك طفلك منعزلًا، مرة تلو الأخرى، تطلب منه أمرًا معينًا، يرفض، يقاوم، يبكي ويصرخ، فتتركه وشأنه، مع تكرار هذه المحاولات يبدأ الطفل ينعزل رويدًا رويدًا إلى أن تصبح هذه العزلة عادة وروتينًا له.

وعندما تتحول أي عادة إلى روتين يومي يكون من الصعب مقاومتها، ولذلك عندما يصل طفل طيف التوحد إلى هذه الدرجة، يعاني الآباء والمختصون في إعادته مرة أخرى، ومحاولة إخراجه من التقوقع على نفسه.

مشكلة أمهات طيف التوحد -خاصة في السنوات الأولى من حياته- أنها ترى هذا الطفل لطيفًا ومريحًا جدًّا.

بمعنى أنها تتركه بالساعات جالسًا بمفرده في غرفته أو مع ألعابه أو شاشة الهاتف النقال، ولا يبدي انزعاجًا ولا يحدث ضجيجًا، وبذلك تروق لها كثيرًا هذه الحالة التي يصل إليها الطفل، وتجد نفسها قادرة تمامًا على القيام بواجباتها ومسؤولياتها المنزلية دون إزعاج طفلها، خاصة وأن طفل طيف التوحد طلباته محدودة، مثال ذلك عند الشعور بالجوع.

طفل طيف التوحد يزعجه التواصل مع الآخرين ولا يرغب في ذلك، وجلوسه أمام الشاشات بأنواعها لا يعني أنها السبب في الإصابة، لكنها تزيد حالة الإصابة، وتجعله أكثر عزلة؛ لأن المسألة بالنهاية مسألة جينات.

فالتواصل الاجتماعي مع المحيطين به أمر مزعج جدًا لطفل طيف التوحد، وهو ما يدفعه إلى العزلة والانطواء، ولا سيما إذا كان ذلك أمام الشاشات بأنواعها المختفة، سواء التليفزيون أو اللابتوب أو الهاتف النقال.

اقرأ أيضًا أفضل طريقة لتحسين التركيز عند طفل التوحد

ماذا لو تغير سلوك أمهات أطفال طيف التوحد؟

هذه السلوكيات من غالبية أمهات أطفال طيف التوحد، تدفعنا لطرح هذا التساؤل وهو: ماذا لو تغير سلوك أمهات أطفال طيف التوحد؟

بمعنى ماذا لو قررت أمهات أطفال طيف التوحد منذ البداية أنها لا تترك طفلها أبدًا بمفرده، تصطحبه معها في أي مكان تذهب إليه، إذا ذهبت إلى المطبخ تجلسه بجوارها، أو تتحدث إليه وتعرفه بأسماء وأنواع الخضر والفاكهة، بلا شك النتيجة ستكون أفضل، والتأهيل سيكون أسهل وأسرع.

للأسف استسهال بعض الأمهات والقول بمبررات واهية، كأن تقول: طفلي لا يفهم، طفلي لا يستجيب، طفلي لا يسمع الكلام، وغيرها من المبررات هي ذريعة تتخذها الأمهات للتخلص من الشعور بالتقصير تجاه طفلها المصاب بطيف التوحد، خاصة إذا علمنا أن النسبة الأكبر لنجاح تأهيل طفل طيف التوحد تتوقف على الأسرة.

وأنتم أعزائي القراء من الآباء والأمهات، شاركونا آراءكم في التعليقات أسفل هذه المقالة، حول تجربتكم مع أطفالكم المصابين بطيف التوحد، وإلى أي مرحلة وصلت معركتكم مع هذا الاضطراب الخبيث.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة