تعد متلازمة نقص الانتباه من أكثر الأمراض النفسية خطورة، فمعناها هو اختلال أو اضطراب في الحركة والنشاط، ويأتي هذا المرض نتيجة خلل ما في نمو أحد الأعصاب داخل الإنسان.
اقرأ أيضاً التحقيق في تأثير وقت الشاشة على فترة الانتباه
متلازمة نقص الانتباه
يبدأ هذا المرض مع المصاب منذ طفولته، فلا يستطيع الطفل السيطرة على حركاته وتصرفاته، ولا ينتبه للأوامر والقوانين، فهو في حالة دائمة من الحركة لا يستطيع التوقف خلالها.
والمصابون بهذه المتلازمة دائمًا ما يكونون غير قادرين على الاندماج مع زملائهم في فصولهم الدراسية ما يؤدي إلى تدهور حالتهم الدراسية والتعليمية؛ لأنهم لا يستطيعون الانتباه أو التركيز.
كما يعتقد البعض أن هؤلاء الأطفال بطبعهم مشاغبون، وهذه المتلازمة أو المرض النفسي الخطير هو أكثر الأمراض النفسية انتشارًا في العالم، لكن يوجد أطفال وكبار هم شديدو النشاط بطبعهم، وكثيرو الحركة؛ لذلك دعونا نعرف كيف نميز بين فرط النشاط وهذه المتلازمة، وذلك بالتعرف إلى هذه المتلازمة أكثر، سنتحدث عن:
- أعراض متلازمة نقص الانتباه أو ADHD.
- أنواع متلازمة ADHD.
- أسباب متلازمة ADHD.
- طرق العلاج من مرض ADHD.
- كيفية التأقلم والتكيف مع متلازمة ADHD.
اقرأ أيضاً متلازمة أليس في بلاد العجائب وأعراضها الغريبة
أعراض متلازمة نقص الانتباه ADHD
أولًا: لنتعرف إلى الحالة لنميزها بالأعراض التي تظهر على المصاب:
إثباتًا لكلام الجمعية الأمريكية للطب النفسي يوجد أعراض واضحة تظهر على مريض ADHD، وهي بالطبع تبدو بسلوكه وفرط حركته وقلة الانتباه لديه، ونلاحظ ذلك بـ:
-
ظهور مشكلات في الانتباه والتركيز عند تأدية الواجبات أو المهمات.
-
نسيان إكمال أو إنهاء مهامه.
-
معاناة قلة الانتباه، والتشتيت العالي من أي شيء.
-
احتمال مقاطعة حديث مجموعة دون استئذان أو أي مقدمات فيه.
-
كثرة الحركة الشديدة وغير الطبيعية لدى الأطفال.
-
مواجهة مشكلات كثيرة عند دراسته بالمدرسة، وذلك يؤثر في مستواه الدراسي كثيرًا.
-
مواجهة مشكلة الجلوس في أي مكان.
اقرأ أيضاً مفهوم متلازمة المنحبس وأهم أعراضها
أنواع متلازمة ADHD
النوع الأول
يعاني الأشخاص المصابون بمرض فرط الحركة وقلة الانتباه صعوبة أداء الأشياء الواجبة عليهم أو المطلوبة منهم.
كما يعانون أيضًا قلة التركيز الشديد وزيادة تشتت الانتباه أو قد ينسون أيضًا الانتهاء من الشيء المفروض عليهم أو المطلوب منهم، وهذا النوع عند الأطفال المصابين بمتلازمة ADHD لم يستطع الأطباء تشخيص حالتهم جيدًا، وهذا النوع منتشر أكثر عند الفتيات اللائي يُصبن بمرض فرط الحركة وقلة الانتباه.
النوع الثاني
الاندفاع الزائد أو الاندفاع المفرط، ويكون بسلوك أو تصرف غير سليم من الأشخاص المصابين بمتلازمة ADHD، فمن الممكن أن يكون رد فعلهم مندفعًا على أي فعل لا يستحق الاندفاع أو أنهم يقاطعون الناس في حديثهم دون أي مقدمات أو استئذان ولا يستطيعون السيطرة على نفسهم في انتظار الرد.
النوع الثالث
هو نوع يضم بعض الأعراض من فرط النشاط أو الحركة وبعض الأعراض من قلة التركيز وتشتيت الانتباه، وهو أكثر الأنواع انتشارًا من متلازمة فرط الحركة وتشتيت الانتباه، فالأشخاص المصابون يظهرون عادة تصرفات لا يدركونها ويكثرون من الحركة دون أن يشعروا بها.
بم يتعلق مرض فرط الحركة؟
عندهم ميول نحو الاندفاع، ومستوياتٌ عالية من فرط الحركة والنشاط والطاقة، لكن عندما ندرس ونبحث نجد أن الأطفال الذكور أكثر إصابة بمرض فرط الحركة وقلة الانتباه من الفتيات، فمن كل 10 أطفال يتراوح سنهم بين 5 إلى 17 سنة يُشخّص طفل واحد بفرط الحركة ونقص الانتباه في الولايات المتحدة الأمريكية.
يتعلق مرض فرط الحركة في بعض الأوقات بمشكلات توجد في المدرسة، لذلك يواجه الأطفال المصابون بمرض فرط الحركة ونقص الانتباه صعوبة كبيرة في النجاح، وأوضحت الدراسات والأطباء أن الذكور أكثر عرضةً للإصابة بمتلازمة ADHD، فنسبة إصابتهم ضعف نسبة إصابة الفتيات؛ لأن الأطفال الذكور بطبعهم أكثر نشاطًا وحركة ومشاغبة من الفتيات.
ومن الممكن أن تخرج الفتيات المصابات بمرض فرط الحركة ونقص الانتباه طاقتهن في الصوت العالي وكثرة الكلام وأحلام اليقظة بدلًا من كثرة الحركة.
أسباب تؤدي لمتلازمة نقص الانتباه
على الرغم من انتشار مرض الإصابة بفرط الحركة ونقص الانتباه عند كثير من الأطفال، فإن الأطباء والباحثين حتى الآن ليسوا متأكدين من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بهذا المرض.
ويعتقد البعض أنه يحدث نتيجة نقص في نمو الأعصاب، وفي الغالب له عوامل وراثية، وأشارت الأبحاث والدراسات إلى أن نقص هرمون الدوبامين -المسؤول عن نقل الإشارات من عصب إلى عصب آخر، ويعمل على إثارة وقبول الاستجابات والحركات العاطفية- يؤدي إلى الإصابة بمرض فرط الحركة ونقص الانتباه.
وتوجد دراسات أخرى تشير إلى أن نقص المادة الرمادية المسؤولة عن الكلام والتحدث مع الآخرين والسيطرة على النفس واتخاذ القرارات والتحكم والسيطرة على العضلات، يعود إلى الاختلاف الهيكلي في الدماغ.
ولا يزال العلماء والباحثون يعملون على إيجاد أسباب للإصابة بهذه المتلازمة، فقد قالوا إن من المحتمل أن التدخين في أثناء الحمل يؤدي إلى الإصابة بهذا المرض، وهذا يتحدد بالفحوصات والتحاليل في أثناء مرحلة الحمل، لكن لا يوجد اختبار واحد من الممكن أن يتعرف إلى إصابة الطفل بمرض فرط الحركة ونقص الانتباه.
علاج متلازمة نقص الانتباه
لكن بالتأكيد يوجد علاج لحل ومعالجة الإصابة بمرض نقص الانتباه وفرط الحركة؛ إذ يلجأ الطبيب في البداية إلى العلاجات السلوكية كتعديل السلوك، وقد يتجه إلى العلاج بالأدوية، لكن العلاج عن طريق السلوك أفضل بكثير؛ لأنه يشمل العلاج النفسي، ويعلم الآباء والأمهات كيفية التعامل مع الطفل المصاب ومراقبة سلوكه وإدارته.
كما أكد الأطباء والباحثون أن الدواء سوف يكون مفيدًا في حالة الإصابة بمرض فرط الحركة ونقص الانتباه.
لذا صُنعت أدوية لمتلازمة ADHD تؤثر في المواد الكيميائية الخاصة بالدماغ، وكيفية التحكم بالسلوك والتصرفات والسيطرة عليهما، لكن لا بد أن يعلم الآباء والأمهات عندما يبدأ النمو والكبر كيفية التعايش مع ابنهم المصاب بهذا المرض.
كيف تتعامل مع طفلك المصاب بمتلازمة ADHD؟
يلاحظ كثير من الآباء والأمهات تغييرًا في سلوكيات أبنائهم وتصرفاتهم واستجابتهم للأوامر، فمن الواضح أنه عندما تعلم أن طفلك مصاب بمتلازمة ADHD عليك أن تبدأ تغيير سلوكك أنت وطفلك، وبالطبع سوف تواجه صعوبة في تغيير العادات التي اعتدت عليها قديمًا إلى أساليب جديدة من أجل طفلك.
فكن على هدوء تام عندما تجد طفلك يفعل سلوكًا غير صحيح لتعرف كيف تتعامل معه؛ فابنك سوف يتصرف كما يراك تفعل وتتصرف، فإذا كنت هادئًا وقتها، فمن الممكن أن يهدأ طفلك تمامًا ويبدأ السيطرة على تصرفاته، ومن الأفضل أن تجعل وقت فراغك لطفلك لتستمتع معه، وأن تبذل جهدًا لتقبل وتقدِّر تصرفات طفلك التي لا يملك السيطرة عليها.
فابذل ما في طاقتك لتقيم علاقات أسرية تجمع بين طفلك وعائلتك لتكون هذه العلاقات علاقات صحية تعمل على تحسين سلوك وتصرفات الطفل المصاب بنقص الانتباه وفرط النشاط والحركة، ونحن نعلم صعوبة هذا الأمر.
فمن الممكن أن تنشأ خلافات زوجية كثيرة بسبب هذا المرض، فإذا عملت العائلة على التعايش مع طبيعة الطفل لا يستطيع الغرباء التعايش مع هذا الموضوع، ما يؤدي إلى إحباط الطفل المصاب والآباء، لكن عليهم البعد عن جميع الناس الذين لا يقدرون حالة الطفل، والانتباه فقط لحالة الطفل وعلاجه وتقويمه وتغيير سلوكه.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.