أسباب وأعراض «متلازمة توريت» وأخطاء التشخيص والعلاج

إحدى المتلازمات التي تجعل المصاب بها يُصدر حركات لا إرادية وأصواتًا اندفاعية مفاجئة، قد لا تكون محببة في بعض الأحيان؛ ما يجعل بعض الثقافات تشخِّصها على أنها أرواح شريرة تسكن الشخص المصاب بها وتتحكم في تصرفاته، إنها متلازمة توريت.

ما متلازمة توريت وأسباب الإصابة بها؟

متلازمة توريت هي اضطراب عصبي وراثي نادر يتميز بتشنجات حركية وصوتية متكررة، وتكون على شكل تشنجات عضلية لا إرادية وأصوات، ما يعني أن الوراثة لها دور فاعل في الإصابة بهذه المتلازمة. عادة ما تكون هذه الحركات غير مقتصرة على الوجه والعينين، بل يجب أن يصاحبها حركات صوتية لا إرادية اندفاعية مفاجئة لكي يكتمل التشخيص، إذ تسبق التشنجات الحركية، التشنجات الصوتية في نحو 80 % من الحالات، والأصوات هنا قد تكون بذيئة أو غير محببة، وقد تكون كلمات خادشة للحياء، لكنها غير مقصودة.

ويكون المريض غير قادر على التحكم في حركات أعضاء جسده، أو الأصوات الاندفاعية المفاجئة التي تخرج من فمه التي غالبًا ما يُساء تفسيرها، وتكون الحركات عادة في الأكتاف أو الرموش والعين والفم مع تشنجات في الرقبة أو الرأس.

من الأعراض الأخرى لمتلازمة توريت، الإيكولاليا أو تكرار الكلمات التي قد تحدث في أشكال وصور مختلفة مثل الأنين أو النباح أو الهسهسة أو الصفير، وأصوات أخرى لا معنى لها. في الوقت الذي يؤدي النوم والتركيز الشديد والجهد البدني إلى كبح هذه الأعراض، فإن التوتر والقلق من شأنه أن يؤدي إلى تفاقمها.

 لماذا سميت «توريت» بهذا الاسم؟

أما سبب التسمية، فمثلها مثل كل المتلازمات يعود سبب التسمية في الغالب إلى الطبيب الذي قام بتوصيفها أو اكتشافها، لذلك سُميت هذه المتلازمة تيمنًا بجورج جيل دو لا توريت، الذي وصفها أول مرة عام 1885.

مكتشف متلازمة توريت

وينتشر هذا الاضطراب بين الذكور أكثر بثلاث مرات منه بين الإناث، وتحدث الإصابة به في وقت مبكر جدًّا، تبدأ من عمر عامين، وتظهر بدقة في عمر السابعة، وتستمر حتى مرحلة البلوغ. وعلى الرغم من أن سبب متلازمة توريت غير معروف، وتشير الدلائل إلى احتمال وجود خلل في واحد أو أكثر من النواقل العصبية الكيميائية في الدماغ.

كيفية تشخيص متلازمة توريت

تشخيص هذه المتلازمة يكون بالفحص السريري والتاريخ الطبي للمريض، ولذلك عادة ما يلجأ المعالجون إلى مراقبة الأعراض مدة من الزمن، مع سؤال الأهل عن التاريخ المرضي، والحركات التي تصدر عن الشخص المصاب، ومعدل تكرارها على مدار اليوم، إضافة إلى إجراء بعض الفحوص الأخرى.

أخطاء التشخيص والموروث الثقافي

الملاحظ في السنوات الماضية، انتشار بعض التشخيصات الخاطئة للأعراض السابقة التي يكون تفسيرها وفقًا لبعض الثقافات والمجتمعات على أنها نتاج وجود «أرواح شريرة» أو «مس شيطاني»، دون الاستناد إلى أساس علمي أو طبي، وهو ما يزيد خطورة الأمر؛ نظرًا لما يترتب عليه من علاجات خاطئة للمشكلة.

تشخيص متلازمة توريت

في المجتمعات التي يزداد فيها الجهل والأمية، ومع صعوبة تفسير الأعراض غير المألوفة، يميل البعض إلى فكرة الذهاب إلى شيخ أو مشعوذ، ظنًا منهم أنها أرواح شريرة أو مس شيطاني أصاب المريض، خاصة مع الحركات فير الإرادية والأصوات الغريبة التي يصدرها الشخص.

وعلى هذا تكون النتيجة، اللجوء إلى الرقية أو التعاويذ، وإضاعة الوقت بدلًا من التشخيص الصحيح والسعي للحصول على العلاجات الدوائية التي يمكنها التخفيف من هذه الأعراض، وإتاحة الفرصة لإساءة الاستغلال من قبل المروجين للعلاجات الروحانية لأغراض تجارية أو شخصية.

من الضروري الإشارة إلى أن المصابين بهذه المتلازمة حتى الأهل، يعانون عزلة اجتماعية، خشية التنمر أو تجنب الاختلاط بهم والتعامل معهم، ومن ثم انتقال الأرواح الشريرة إليهم.

فاعلية العلاجات الدوائية لمتلازمة توريت

في البداية لا بد من التأكيد على أنه لا يوجد علاج لهذه المتلازمة، فقط توجد علاجات بالأدوية لتقليل التشنجات، وأخرى بالجراحة لتقليل الحركات غير الإرادية وإن لم يثبت نجاحها في تقليل الأصوات، وقد يلجأ بعض المصابين إلى علاجات منومة في حالات الصرع. ومع ذلك فإن الأعراض قد تتحسن مع التقدم في العمر.

عامة تضم قائمة العلاجات الدوائية، الأدوية المضادة للقلق والاكتئاب التي تفيد في بعض الحالات، لا سيما وأن المصاب بهذه المتلازمة يتعرض لضغوط نفسية كبيرة، وحرج اجتماعي، ما يترك آثارًا نفسية عميقة، إضافة إلى الأدوية المضادة للتشنجات وتقليل الأعراض.

أهمية التوعية بمتلازمة توريت

لذلك يبدو منطقيًا، ومنعًا لوقوع المصابين بهذه المتلازمة وذويهم لإساءة الاستغلال، كان من المهم نشر التوعية والتثقيف عن هذه المتلازمة، حسب الأعراض والأسباب الحقيقية والعلاجات المتوفرة أمامهم، بما يسهم في تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لمساعدة المصابين بها على التكيف مع حالته، ما يؤثر على نفسيته، وتقليل الشعور بالعزلة أو الوحدة.

أهمية التوعية بمتلازمة توريت

لم يعد الأمر مقتصرًا على وسائل الإعلام التقليدية، كالصحف والمجلات والتليفزيون حتى السينما، فهناك منصات التواصل الاجتماعي التي تحظى بمتابعة ملايين الناس في أنحاء العالم التي يمكن استغلالها جيدًا من أجل التعريف والتوعية بهذا النوع من المتلازمات، والطريقة العلمية الصحيحة للتعامل معها، وهو ما يفرض على المختصين، ضرورة التفاعل في هذا الجانب، ومشاركة تجاربهم ودراساتهم لتوعية المصابين بهذه المتلازمة وغيرها، وعدم تركهم فريسة للمشعوذين والدجالين.

مشاهير أُصيبوا بمتلازمة توريت

يُعتقد أن الكاتب الإنجليزي صموئيل جونسون عانى من أحد أنواع هذا الاضطراب، استنادًا إلى الأوصاف المعاصرة لتشنجات وجهه وأصواته الغريبة التي تُقاطع كلامه الطبيعي.

مشاهير أصيبوا بمتلازمة تورنت

وأنتم أعزائي القراء، شاركونا آراءكم بالتعليقات أسفل هذه المقالة، عن أي من الأعراض التي تم ذكرها في هذه المقالة، عن متلازمة توريت، وكيفية التعامل معها.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.