«متاهة الضياع: العيش في زمن الخذلان».. خواطر وجدانية

ما أصعب العيش في متاهة التيه، وفي زمن الخذلان، وخيبة البشر بكل أصنافهم..

حين تظن أنك ملكت كل شيء، وأنك بجانب أفضلهم، وتشعر أنك تتمسك بأقوى جذع، وتفاخر بأنك تملك الدنيا، وأنك لن تسقط يومًا ما دمت تتمسك بأيديهم، وتفاخر بأنهم سندك وأنك لا تخشى العالم بأسره، وتكتشف مؤخرًا حسن نواياك وسوء نواياهم، وتدرك أن قربهم منك والتصاقهم بك لم يكن سوى هدف منهم ليوقعوك في الفخ.

اقرأ أيضًا: العجز لا قاعدة له.. خواطر وجدانية

حينها تخجل من طيبتك ونيتك الصافية تجاههم، وتختبئ في وكر قهرك، وتنسحب رويدًا رويدًا من ميدان رجولتك وعزة نفسك، وتتخذ من زواياك المظلمة مكانًا لممارسة طقوسك ومحاسبة ضميرك الحي، والانطواء في عزلة مظلمة بعيدًا عن جميع البشر.

ثمة تساؤلات ترهق تفكيرك، وتحاول جاهدًا أن تشعر أنك لا تفكر ولا تسترجع تلك الذكريات التي صنعتها بيديك، وكنت على ثقة أنك لن تندم يومًا حين وضعت كل ثقتك في يد من لا يعرف الحب ولا الثقة، ولا يشعر بثقل الأمانة.

وما زلت تعيش في متاهة التيه، وتشعر بهول الصدمة، وتعاني أشد المعاناة من مرض (عدم الاعتراف) بالخسارة، وعدم الاعتراف بالخطأ، وتكابر بإظهار ابتسامتك الحزينة، وتشعر بطعم الفوز بلذة الخسارة، وطعم السعادة بحلاوة الخيبة والتعاسة، والفرح بطعم الحزن المرير، وحين تشعر أنك لم تعد تحتمل أن تخرج للاحتفال بين الجميع بفوز الخسارة، وتجهش بالبكاء وتنهار دموعك وما زلت  تسمي ذلك (دموع الفرح والسعادة).

اقرأ أيضًا: خاطرة "توأم الروح".. خواطر وجدانية

حقًّا إنها المعركة الأصعب التي تكون فيها عاجزًا عن اتخاذ القرار والسير نحو المحتوم أو الغرق في عمق المجهول بغية البحث عن أجزاء منك، وأنت نفسك لا تملك القدرة على إعادة تشكيل بقاياك، ولا يمكنك أن تكون كما كنت سابقًا، وليست لديك القدرة على إعادة ترتيب ما تصدع في داخلك، ولا تملك القدرة على تجاوز الصراط الممتد بين الوهم والحقيقة، ولا تستطيع أن تجمع شتاتك وتلملم بقاياك وأجزاءك الصغيرة..

بالأخير أريدك أن تدرك أن حياتك من صنع أفكارك أنت، وهي نتيجة قراراتك التي منها تتشكل شخصيتك، وتعبر فيها عما يدور في داخلك من صراع أو توافق أو اضطراب وتوازن، وفي داخلك أنت فقط (بطلك) ينتظر بفارغ الصبر أن تبعث فيه الحياة، وتوقظ في داخلك الشعور بالقوة لتكون أنت من جديد..

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

اه حقا ما أصعب العيش فى
متاهة التيه فى زمن الخذلان
كلمات عظيمة هى يا سلطان
👍🌹🌹
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

حلو وووو حقيقة وواقعية عشناها
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة