دائماً ما يتفنن الدوري الإنجليزي الممتاز في جعلك تظن أن النسخة القادمة منه هي الأفضل على الإطلاق.
وبالتالي سيكون صعباً للغاية عليك كمتابع للدوري الإنجليزي أن تحدد ما هي النسخة الأفضل في التنافسية أو الأداء او جمالية الأهداف أو التكتيكات وخلافه، دوري يضم مدارس كروية متعددة وغنية كلها تسعى لنفس الهدف وهو التسبب بالأضرار للمنافس.
ستجد المدرسة الكلاسيكية الإنجليزية المتمثلة في الكرة الطولية خلف المدافعين والقوة البدنية، كما إنك لن تعاني إن أردت أن تستمتع بالإستحواذ وإحتكار الكرة بين الأرجل والأهداف التي تسجل ب٥٠ لمسة، والمدرسة المباشرة المعتمدة على الدفاع والتكتل والإرتداد، طبقُ كروي دسم يضمنه لك الدوري الإنجليزي الممتاز، أو الممتاز للغاية إن صح القول والذي تستعد فيه كل الفرق لخوض هذا النزال القوي.
نتيجة مباراة أرسنال وكريستال بالاس في الدوري الانجليزي 2022
ليست مباراة سهلة أو محسومة تاريخاً فالفريقين يعرفان بعضهما البعض جيداً والجدير بالذكر أن كريستال بالاس يعرف كيف يصعب الأمور على أرسنال دائماً ففي أخر 5 مباريات تواجه فيها الفرقين كانت النتائج كالتالي:
* 3-0 لصالح كريستال بالاس
*2-2 تعادل إيجابي
*3-1 لصالح أرسنال
*0-0 تعادل سلبي
*1-1 تعادل إيجابي
إذا فإن كريستال بالاس ليس فريقاً تحب أن تواجهه أو تلعب ضده كفريق كبير خصوصاً إن كنت ستلعب على ملعب كريستال بالاس الضيق وبه جماهير تجيد الضغط على الزائر ورفع معنويات فريقها.
مباراة أرسنال وكريستال بالاس الليلة أعطتنا فكرة واضحة عن معنى إنتظار الدوري الإنجليزي أن يعود، فهو بمثابة الرئة قي جسد متابع كرة القدم ولا يمكن الإستغناء عنه، مباراة الليلة كانت قوية وسريعة وانتهت نتيجة مباراة أرسنال وكريستال بالاس بهدفين مقابل لا شيء.
رأينا تطبيقاً عملياً عن مدارس كرة القدم في انجلترا والتي سنتحدث عنها قليلاً مدرسة تلو الأخرى.
مدرسة التيكي تاكا
لا يستقيم ولا يصح التحدث عن تلك المدرسة المحبوبة في وجود فيلسوفها ومطورها بيب جوارديولا الذي يصف تكتيكه للاعبيه ويقول: مسموح لك ان تخسر، مسموح لك أن تمرر تمريرة سيئة وأن تتلقى الأهداف، لكن ليس مسموحاً لك أن لا ترغب في الكرة.
بيب يلعب لعبة نفسية مع كل فرقه التي دربها وهي أنه لا يسمح لك أن تخسر نفسياً بأن تركض خلف الكرة ويرى بكل بساطة أن الكرة مادامت معك فهي ليست مع خصمك، أي بطبيعة الحال هو يركض أكثر طلباً للكرة أو في حال لن يركض فهو محروم من اللعب تماماً، وينتظر ما ستفعله أنت بالكرة فتنتصر أنت نفسياً.
وبمعدل استحواذ مرعب للسيتي يصل الى ٧٠٪ أو حتى ٨٠٪ في بعض المباريات فإن بيب حول الدوري الإنجليزي الى نزهة للاعبيه الذين يحركون الكرة كما يشاء كل منهم، أعلى معدلات المشاركة في الهجمة وأعلى معدلات بناء اللعب وأكثر تقييمات صناعة الأهداف هي دائماً بفرق هذا العبقري الأسباني بيب جوارديولا.
الأمور ليست على أفضل حال لفلسفة بيب مؤخراً وذلك لأنه أحياناً ينسى أن كرة القدم في بعض الأحيان والظروف تحتاج للبساطة، بساطة من نوعية رفع الكرة على رأس مهاجم طويل القامة لكي يسجل هدفاً وانتهى الأمر!
بيب أحياناً ينسى هذه المبادئ البسيطة لدرجة أنه أخر موسمين يلعب بدون مهاجم بوكس صريح لاعب رقم 9 وهذا ما جعله يستدعي هذا الموسم النرويجي إيرلينج هالاند المهاجم المرعب، سعياً من بيب ولاعبيه أن يحولوا سيطرتهم الى أهداف أكثر.
يتبنى هذه المدرسة أيضا ميكايل أرتيتا اللأسباني مدرب أرسنال، والهولندي إيرك تين هاج مدرب مانششستر يونايتد.
مدرسة الضغط العالي
على الجانب الأخر في الشق الأحمر من مدينة ليفربول يوجد المدرب الثوري يورجن كلوب الألماني الناري، الرجل الذي حول لاعبي ليفربول الي سيارات سباق وماكينات ضغط عالي!
يورجن لا يحب كل هذا التعقيد الذي يمارسه بيب ولاعبيه، يعتقد أن كرة القدم قائمة على الركض أكثر والضغط المتتابع على خطوط الخصم بكثافة عالية والسيطرة على مجريات المباراة عن طريق جعل الخصم ينهار من الضغط على أضعف حلقاته.
يورجن لا يحب أن يشعر خصومه بالراحة في التحضير ولذلك تجد حتى الأظهرة ومنتصف الملعب يشاركون في عمليات الضغط العالي التي يقوم بها حين قيام المنافس أمامه ببناء الهجمة، سمة اللاعبين المشاركين دائماً نع كلوب هي السرعة وخير دليل هي انتدابه للاعب لويس دياز والأخر نونيز واللاعب دييغو جوتا البرتغالي.
طريقة لعب يورغن كلوب تجعل الخصم دائماً في وضع الحيرة من هذا الفريق المجنون الذي يمارس عليك الضغط ويحتكر اللعب الهجومي ولا يسمح لك حتى بالتنفس عوضاً عن بناء اللعب وتنظيم صفوفك.
غالباً ما يكون الصراع بين المدرستين قوي للغاية مثل مباراة ليفربول ومانشستر سيتي الأخيرة في الكأس.
مدرسة الدفاع والتكتلات
تنتهج هذه المدرسة الطريقة الواقعية للتعايش مع عمالقة الدوري الإنجليزي ومحاولة تقليل الخسائر وتأخير إستقبال الأهداف قدر الإمكان، فرق مثل بيرنلي و ولفرهامبتون وكريستال بالاس ونيوكاسل وليستر سيتي يعرفون جيداً كيف يتركون لك الكرة تماماً، في حين أن اللاعبين نتظرون خطأ واحد لا غير لينقضوا عليك بكل قوة ويسجلوا هدفاً.
هذه المدرسة تعرف جيداً كيف تُبعد الخطر عن فريقها وكيف تستطيع أن تبتعد باللعب عن مرماها مسافة 20-30 متر وتدافع بخط متقدم لتجبر المنافس على حصر اللعب في منتصف الملعب ينقلات سلبية لا تساعده على الإقتراب من مرماها وتعتمد في الغالب هذه المدرسة على الخشونة في الإلتحامات البدنية وصراعات الهواء والعاب الرأس وخلافها، ويجب أن تملتك هذه الفرق مهاجم قناص يعرف كيف يحول الفرصة الى هدف بدون فلسفة أو تعقيد.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.