في البداية علينا معرفة المقصود بكلمة "تربية إيجابية". يمكن إيجازها في أنها طريقة بناء علاقات قوية بالأطفال باستخدام نهج وأسلوب صحي وقوي بدلًا من استخدام أسلوب العقاب والتشدد. وحسب ما ذكرته شبكة (سي بي سي) الأمريكية أن هذه الطريقة هي الأكثر فاعلية في التربية.
وهي نهج قائم على التعاطف وإعادة التوجيه والرعاية، بدلًا من الطريقة الاستبدادية القديمة، واستخدام العقوبات القاسية والتوقعات العالية من الأطفال.
ما أدوات التربية الإيجابية؟ وما أهم الأسس العامة لتربية الأطفال؟
فيما يلي أمثلة وتلخيص لمبادئ وأسس التربية الإيجابية للطفل.
المكافآت من حين لآخر
تقول بعض الدراسات إن كثيرًا من الأطفال يفقدون اهتمامهم بالنشاط عند مكافأتهم كثيرًا؛ ولذلك لا ضرر من استخدام بعض الكلمات الجيدة في بعض الأوقات بدلًا من استخدام أسلوب المكافأة.
ولكن ذلك لا يمنع من إعطائهم بعض المكافآت التي يستحقونها عند فعلهم السلوك الإيجابي.
الاحترام المتبادل
كثير من الأطفال يرتاحون أكثر عند وضع الكبار لهم حدودًا يظهر فيها أنه يجب على الكبار والصغار احترام بعضهم بعضًا، واحترام المواقف والاحتياجات الخاصة لكل شخص.
فذلك يوضح للطفل أنه طرف في هذه العلاقة وله احترامه، لذا يصبح أكثر جدية في احترام والديه.
التواصل الدائم
قضاء الوقت مع طفلك بصورة يومية، والتواصل معه يخلق شعورًا ممتعًا لدى الطفل، ويخلق رابطة عاطفية تجعله يهتم بوجودك، ويظهر عواطفه لك، ويسهل عليه التواصل والتعاون معك فيما بعد.
فهم طبيعة عقل الطفل
بالطبع تختلف عقلية الأطفال عن الكبار في كثير من الأمور. وطريقتك في فهمه وكيفية التعامل معه هي أولى خطوات النجاح في بناء شخصيته المستقرة فيما بعد.
فيجب عليك أن تلعب معه، وأن تجعله يشاركك في بعض الأعمال البسيطة لتفهم ما يحبه وما يكرهه.
ويجب أيضًا أن تتيح له فرصة الاختيار بين الأشياء، وأن تتجنب الجدال في كثير من الأحيان، واهتم بجميع جوانبه النفسية وسلوكياته، وحاول تحليلها للوصول إلى فهم أعمق لطفلك.
الإنصات والمشاركة
الاستماع إلى طفلك هو أساس تقوية العلاقات والروابط بينكما، وخلق شعور بالدفء والتقدير، ويجعله يستمتع بالمشاركة معك، وينعكس ذلك على سرعة اكتسابه للمعلومات وسهولة التواصل بينكما.
يجب أن تنصت له وتعلِّمه مهارات عدّة تمكنه من فهم أكثر عن نفسه ومشاعره.
فالانتباه والاستماع له تجعله يتعلم أسرع. والمشاركة سلاح فعال في تعليم الأطفال، وتجعل الطفل قادرًا على الحكم على الأشياء، والمشاركة في الحلول.
أيضًا المشاركة من أهم المبادئ التي تغرسها في طفلك لكي يساعد الآخرين ولا يصبح أنانيًّا.
التشجيع والمدح
يحتاج الطفل دائمًا التشجيع من والديه؛ لزيادة نضجه، وخلق شعور بالتحفيز والسعادة، وعلى هذا يستمر في السلوك الإيجابي.
احرص كثيرًا على مدح طفلك والإشادة بالأفعال الإيجابية، وأن توصل له شعورك بالحب تجاهه؛ فذلك يجعله أكثر شعورًا بالرضا عن النفس، والإحساس بالإنجاز والثقة في النفس، ويجعله يتشجع لبذل مجهود كبير للتعلم والشعور بالأمان، ويصبح أكثر ثقة في الاعتماد على نفسه.
التركيز على الحلول
عند فعل الطفل الخطأ، وبعد تواصلك معه، يجب أن تتعامل بالطريقة الصحيحة. فبدلًا من لومه أو جعله يشعر بالذنب عليك أن تتصرف تجاهه بإيجابية، وتجعله ينظر إلى الأمور بشكل آخر.
فمثلًا عندما يخطئ في حق شخص عوِّده أن يعتذر، فكثرة لوم الطفل على ذنبه لن تجعله يتصرف بشكل صحيح في المرة القادمة، ولن يتغير سلوكه حينها، بل بالعكس يمكن أن يستخدم أسلوب العناد، ويصبح محبطًا، وتتراكم لديه مشاعر سلبية.
اجعله يشارك في اقتراح حلول للمشكلة التي كان هو سببًا فيها؛ فذلك سوف يعزز لديه مهارات تجاوز الأزمات على المدى البعيد، والتفكير على نحو صحيح.
التعاطف الإنساني
مهارة التعاطف ينبغي تعليمها للطفل في بداياته ليكون أكثر لطفًا في التعامل والرفق بالآخرين، ويهيئه تدريجيًّا على العطاء والإحساس بمشاعر الآخرين.
استغل بعض المناسبات لتعلم طفلك تقديم المساعدات للأشخاص المحتاجين؛ فذلك يعلمه تقدير النعم، ويحترم الاختلافات بين الناس.
أهمية التربية الإيجابية لطفلك
بالطبع يتأثر نمو الأطفال بالجو المحيط بهم، والأسلوب والعلاقات التي توفر لهم الأمان بالتالي، فالتربية الإيجابية هنا هي المنفذ الآمن لتربية ابنك.
فهي تساعد كثيرًا في بناء ثقة الطفل بنفسه والشعور بقيمته، وتقوية العلاقات الأسرية، وتخلق جوًا من الحب والعاطفة، وتؤدي لتطوير مهارات الطفل الاجتماعية، وتساعده في إتقان التواصل والتعامل مع مشاعر الآخرين، وتحسن سلوكه، وتؤدي إلى سهولة السيطرة على تصرفاته، وحمايته من السلوكيات الخاطئة.
وفي آخر كلماتنا، وبعد أن وضحنا لك مفهوم التربية الإيجابية وأسسها وفائدتها، نذكِّرك أنها رحلة طويلة المدى وليست سهلة، ولكنها رحلة مليئة بالمغامرة وممتعة كثيرًا وتحتاج صبرًا وقوة مثابرة، فعليك أن تشعر بالامتنان لخوضك تلك التجربة.
جميل جدا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.