ما هي حكايات أشهر اللوحات العالمية؟

ما هي حكايات أشهر اللوحات العالمية؟

لم يدر بخلد كثير من الفنانين أن ما أبدعته أيديهم من لوحات سيخلدها التاريخ، وستكون من أشهر وأغلى الأعمال الفنية، فتباع اللوحة الواحدة بملايين من الدولارات رغم أن أغلب مبدعيها عانوا ما عانوا من شظف العيش، وقسوة الظروف والأحوال، والسطور الآتية -على قلتها- لن تستطيع حصر كل اللوحات العالمية الشهيرة، أو إلقاء الضوء المكثف عليها.

1.الموناليزا (الجيوكاندا)، والعشاء الأخير

من أشهر اللوحات العالمية، أنجزها بالألوان الزيتية الفنان الإيطالي (ليوناردو دافنشي ‏1452م – 1519م) في السنوات تقريباً ما بين 1503م – 1506م، حاول كثيرون تفسير أسباب شهرتها البالغة حيث تتصف صاحبتها -وهي مثار جدل كبير- بجمالها، وصفائها، ووضعية جسدها، وابتسامتها الغامضة الباردة الأكثر جدلاً، كما تمثل صورة حية تعكس حالتك النفسية عندما تنظر إليها مُبتهجاً، أو حزيناً.

ويحكى أن الموناليزا (Mona Lisa) بورتريه للسيدة (ليزا ديل جيوكوندو) زوجة التاجر الفلورنسي (فرانسيسكو جيوكوندو)، صديق دافنشي، وقد طلب منه رسم لوحة لها، ويُقال أيضاً إن الصورة لزوجها (فرانسيسكو)، أو لوالدة دافنشي، أو حتى لدافنشي نفسه، وكان دافنشي يحمل الموناليزا معه أينما سافر قائلاً: من الصعب الابتعاد عن أسمى عمل عبّرت فيه عن الجمال الأنثوي.

ولما حملها إلى فرنسا عام 1516م اشتراها منه ملك فرنسا فرنسيس الأول، ومن ثم وضعت في قصر (شاتو فونتنبلو)، ثم نقلت لقصر فرساي، وبعد الثورة الفرنسية علقها نابليون الأول في غرفة نومه، والآن هي ضمن مقتنيات متحف اللوفر بباريس، وتبلغ أبعاد اللوحة 77 × 53 سـم، وقدر ثمنها بمليار دولار إلا أنها لا تقدر بمال، وقد تعرضت للسرقة عام 1921م، وتم استردادها، كما رسم دافنشي لوحة جدارية في قاعة الطعام في دير (سانت ماريا ديلي) في ميلانو، تناول فيها العشاء الأخير (The Last Supper) الذي جمع المسيح عليه السلام بتلامذته، وحواريه عندما أخبرهم أن واحداً منهم سيخونه.

رسمها الفنان دافنشي ‏عام 1498، كأشهر لوحة في عصر النهضة، وما زالت تتمتع بشهرة عالمية واسعة، وله أيضاً العديد من اللوحات الشهيرة منها (سانت جيروم)، و"عذراء الصخور" نسخة متحف لندن، رسمت عام 1508م. 

2.الفتاة ذات القرط اللؤلؤي (موناليزا هولندا)

يُعدّ الفنان الهولندي (يوهانس فرمير 1632م – 1675م) واحدًا من أشهر فناني القرن السابع عشر رغم قلة إنتاجه أو ضياعه، وتأتي على رأس أعماله لوحته: (الفتاة ذات القرط اللؤلؤي Girl with a Pearl Earring) والتي انتهى منها عام 1665م، وتُعرف أيضاً باسم موناليزا هولندا أو موناليزا الشمال، كثاني أشهر بورتريه لامرأة في تاريخ الفن الأوروبي، وفتاة (فيرمير) لا تقل جمالاً بصفاء وجهها، وتعبير نظراتها، وشهرتها عن موناليزا دافنشي، وتختصر أسلوب فيرمير وغموضه، وروعته التلوينية، كما يمكن للفتاة -تتباين الآراء حول حقيقة شخصيتها أيضاً- بكل خطوط رأسها وجسمها وثيابها وملامحها التعبير عن الجمال الأنثوي كما كان معروفاً في زمنه، أو كما كان يراه هو، فقرط أذنها مصنوع من لؤلؤة تبدو مضيئة، وهي من نوع وحجم من الصعب العثور على ما يماثله في حُلي الأوروبيات، ولعله بهذا -بجانب زيها الذي يشبه الزي التركي- يمثل سمة شرقية في اللوحة الفنية، أما فمها فنصف مفتوح، كأنها تريد التحدث إلى مُشاهدها، وتعطي انحناءة الرأس انطباعاً بأنها غارقة في أفكارها، مع كونها تحدق بحيوية في المشاهد، واللوحة الآن ضمن مقتنيات متحف (ماورتشوس) في هولندا.

3.وصـيفــات الـشّـــرف

هي واحدة من أعظم الأعمال في تاريخ الفنّ الغربيّ، وأكثر اللوحات إثارةً للغموض والجدل، ومنذُ رسمها قبل ثلاثة قرون ونصف وهي تتبوّأ موقع الصّدارة في كل قوائم أفضل الأعمال التشكيلية العالمية، وكتب بيكاسو عدّة دراسات عنها ورسم سلسلة لوحات  تعطي وصيفات الشرف تفسيرات متباينة، ويعتبر الفنان الإسباني (دييـغـو فـيلاســكيــز 1599م – 1660م) أحد أعظم الرسّامين في التاريخ، وله مهارته الفائقة في مزج الألوان، وتعامله مع الضوء والكتلة والفراغ، ورسم هذه اللوحة في قصر الكازار في مدريد عام 1656م حيث كان يعمل رسّاماً أوّلاً في بلاط الملك فيليب السادس، ورئيساً لتشريفات القصر، واللوحة تصوّر (إنفانتا مارغاريتا) كبرى بنات الملك، وهي محاطة بوصيفاتها وكلبها، وعمد فيلاسكيز إلى رسم نفسه أيضا في اللوحة، ويظهر منهمكاً في الرّسم ومرتدياً ملابس محاربي القرون الوسطى، وبها مفردات وتفاصيل رائعة، وهذا الأثر الفنّي موجود حالياً في متحف (ديل برادو) في مدريد.

4.ثلاث نساء تاهيتيات

 في عام 1891م باع (بول غوغان 1848م – 1903م) ثلاثين لوحة من أعماله، وادخر قيمتها لكي يذهب إلى تاهيتي، وهناك قضى سنتين وعاش حياة فقر وبؤس، لكنه أنتج أفضل لوحاته، وكتب مذكراته الشخصية، وهو يتبوأ مكانة عالمية مرموقة بين مؤسسي الفن الحديث ورواده البارزين، ولوحته ثلاث نساء تاهيتيات تعتبر من أشهر أعماله، وهي رمز للفترة التي قضاها في تاهيتي، وقد فتن بنساء الجزيرة، واكتشف أن قوامهن مشابه كثيراً لقوام الرجال، وعمل جهده في تجسيد ملامحهن وسماتهن.

5.البورتريه الأول لأديل بلوخ باور

كانت (أديل بلوخ باور) زوجة لـ (فرديناند بلوكباور) رجل الأعمال الثريّ الذي يرعى الرسّام (غوستاف كليمت 1862م – 1918م) ويدعم أعماله، لذا أصبحت أديل سيّدة المجتمع الوحيدة التي رسمها كليمت مرّتين، كما استخدمها كموديل في اثنتين من لوحاته الأخريات، وهذه اللوحة تعتبر نموذجاً لأسلوبه الفنّي من حيث غلبة الطابع الزخرفي وكثرة المساحات الذهبية والفضيّة فيها، وقد نهب النازيون اللوحة بعد غزوهم النمسا، ولم تعد إلى الورثة الشرعيين إلا منذ سنوات، وفي عام 2006م بيعت اللوحة إلى أحد جاليريهات نيويورك بمبلغ 135 مليون دولار، ولهذا الفنان أيضاً لوحة القبلة، وتعتبر من أشهر الأعمال الفنية العالمية التي أنجزت في القرن العشرين، بل إن كثيراً من نقاد الفن لا يتردّدون في تصنيفها ضمن أفضل خمس لوحات في تاريخ الفن التشكيلي العالمي.

6.بـورتريـه لأم الفنـان، أو والدة ويسلر

أيقونة ترمز للفن الأمريكي، وكرمز للأمومة، والرفق بالوالدين، ونسق القيم العائلية بشكل عام، طافت اللوحة معظم متاحف العالم، وكان الفنان (جيمس ويسلر 1834م  - 1903م) وهو من أنصار مدرسة الفن للفن، وقد أمضى سنوات من حياته في روسيا ولندن قبل عودته الاضطرارية لبلده أمريكا بعد وفاة والده بالكوليرا، ورسم هذه اللوحة لأمه (آنــا) بعد انتقالها إلى بريطانيا للعيش معه عام 1863م، وفي هذه اللوحة برع في تصوير الشخصية القوية لأمه البروتستانتية، وأودعها عناصر تشي بثراء التقنيات الفنية التي وظفها في عمله، جذبت اللوحة انتباه عدد كبير من الفنانين، فقلدوها ونسجوا على منوالها من حيث الألوان والخلفية وطريقة جلوس السيدة، وإلى اليوم ما يزال يُنظر إلى اللوحة في الولايات المتحدة باعتبارها اللوحة المعروضة في إطار من تصميم الفنان نفسه، وهي اليوم ضمن مقتنيات متحف (أورساي) في باريس.

7.الأرجوحة

بروح الولع بالنساء ما إن أنهى الفنان الفرنسي (جان أونوريه فراغونار 1732م - 1806م) رسم الأرجوحة حتى أصبحت حديث نقاد الفن في أوروبا، كما أنجز (فراغونار) عدداً من لوحاته الأخرى الشهيرة مثل قبلات مسروقة، وخدعة الرجل الأعمى، وبعد زواجه في 1769م بدأ (فراغونار) رسم لوحات تصوّر مشاهد عائلية وطفولية.

8.رقم 5، 1948.

من أشهر لوحات المدرسة التجريدية، رسمها الفنان الأميركي (جاكسون بولوك 1912م – 1956م) والذي قتل في حادث سيارة بالقرب من منزله في (لونغ بيتش – نيويورك)، وقد عاش حياة بائسة، وصراعاً مع نفسه، انعكس بقوة على لوحاته، فلم يكن يخطط ويختار موضوع اللوحة وألوانها، وإنما كان يصارعها بعنف، تراه يرش الألوان بحركات سريعة على لوحاته المفروشة على الأرض، يقول: "إنني لا أبدأ من مسودات أو تخطيطات مسبقة، فلوحاتي تولد مباشرة تعبيراً عن مشاعري، أكثر مما أريد أن أرسم هذه المشاعر، وعندما أرسم تتكون لديّ انطباعات عامة عما أفعل، وهكذا أستطيع أن أسيطر على تدفق اللوحة، ويبدو الأمر ليس له بداية أو نهاية"، ومع ذلك كان بارعًا في التجديد في أعماله، وتبنّى ما أسماه الرسم الحركي، أو المباشر، ويغلب على اللوحة رقم 5، 1948 اللون البني والأصفر، وتُعد من أغلى اللوحات، فثمنها 140 مليون دولار في تاريخ الفن بعد لوحة (النازا) لدافنشي، وكانت في حوزة المنتج الموسيقي والمسرحي الأميركي (ديفيد جيفين) من جامعي اللوحات الفنية.

9.ليلة مرصعة بالنجوم، ولوحات أخرى لـجوخ

استدعاها من ذاكرته ليلة مرصعة بالنجوم أثناء إقامته في مدينة (سان ريمي دو بروفنس) في باريس، فكانت من أشهر أعمال الفنان الهولندي (فينسنت فان جوخ) 1853م - 1890م، شكلها بالألوان الزيتية عام 1889م تعبيراً عن الليل والنجوم (Starry Night)، وقد ظهرت ملامح الاضطراب العصبي الذي عاناه في ألوان اللوحة وطريقة رسمها، وحظيت اللوحة بنقد فني كبير ومحاولات تخمين المعنى المتضمن فيها وأهميته كما كانت مصدر إلهام لكثير من القصص الأدبية، والنصوص الشعرية، والأعمال الموسيقية منها أغنية (دون ماكلين) الشهيرة (فانسيت أو استيري نايت)، واللوحة الآن ضمن مقتنيات متحف الفن الحديث في ولاية نيويورك الأمريكية، كما رسم فان جوخ لوحة أزهار السوسن التي وصل سعرها 54 مليون دولار أثناء إقامته في المصحة النفسية في سان ريمي في باريس مصارعاً نوبات الصرع التي انتابته كثيراً، وفي السنوات الأخيرة أصبحت زهرة السوسن رمزاً لمرضى الفصام أو الشيزوفرينيا الذي يعتقد أن جوخ كان يعاني منه.

وتعبيراً عن مدى امتنانه لطبيبه المُعالج له من نوبات الصرع رسم فــان جوخ لوحته بورتريـه (الدكتـور جاشيـه) 1890م في الأشهر الأخيرة من حياته وفيها وضع أمام الدكتور جاشيه نبتة قفاز الثعلب التي اشتق منها عقار الديجيتاليس، ولعله يشير إلى كفاءة ومهارة الدكتور جاشيه، وأنه كان يعالج بذلك العقار، ومن بين ستمئة لوحة وسبعمئة رسمة خلفها لم يبع في حياته سوى واحدة ببضع فرنكات أعطاها لفتاة فقيرة مرت به في قارعة الطريق، في حين أنه بعد ثلاثة دقائق من طرح لوحة بورتريه الدكتور جاشيه في مزاد عام 1990م بيعت للثري الياباني (روي ساتو) بــ 82.5 مليون دولاراً، أما قيمتها حسب أسعار عام 2010م فتقدر بـ 139 مليون دولار، كما تعتبر دوار الشمس من أشهر لوحات فان جوج وتمتاز بألوانها المشرقة على عادة الانطباعيين، وقد بيعت هذه اللوحة عام 1987م بـ 39,9 مليون دولار، وكان جوخ في الأشهر الثلاثة الأخيرة من حياته قد رسم اثنتي عشرة لوحة كانت من أروع ما أنتج، وخاصة لوحة غربان فوق حقل القمح، وترمز إلى الموت الذي ينقض على الحقل بدون إرادته، وعقب فراغه منها وضع حداً لشقائه ومعاناته، فانتحر في أحد الحقول مطلقاً الرصاص على نفسه في 29 يوليو 1890م.

10رؤية ليلية:

 تتميز بقدرات فنية تعبيرية عميقة، ومعرفة بارعة بالظل والنور، واهتمامه بالأفكار والرؤى الإنسانية العامة.

يُعدّ الفنان الهولندي (رامبرانت هرمنسزون فان راين 1606م - 1669م) واحدًا من روّاد الفن التشكيلي الأوروبي، وقد رسم لوحته الشهيرة رؤية ليلية (Night Watch) عام 1642م خلال العصر الذهبي الهولندي على المستويات الفنية والاجتماعية والاقتصادية، وتُعتبر من أهم وأشهر لوحات رامبرانت المعروفة، وتوجد ضمن مقتنيات متحف ريجكس في العاصمة الهولندية أمستردام.

11.زنابق الماء

  ظهرت زنابق الماء (Water Lilies) للنور ما بين 1920م – 1926م، رسمها الفنان الفرنسي (كلود مونيه 1840م – 1926م) بألوان الزيت على خامة القماش، وهي عبارة عن سلسلة من 250 لوحة زيتية بأبعاد 219 X 602 سم، وتُجسدُ مشهدًا استوحاه من حديقة منزله في جيفرني في فرنسا، وتعتبر من أهم إبداعاته -وهو أحد رواد المدرسة الانطباعية- خلال ثلاثين عامًا الأخيرة في حياته، وقد بيعت في أحد مزادات العاصمة البريطانية لندن بمبلغ 31.7 مليون جنيه إسترلينى، و(لمونيه) أيضاً لوحة ذائعة الصيت، وهي امـرأة بمظلـة (مدام مونيه وابنها)، وبالإمكان رؤية العمل على أغلفة العديد من الروايات العاطفية، وكتب النقد الفني وأقراص الموسيقى المدمجة وخلافها، وفي هذه اللوحة يلخص مونيه المفهوم الانطباعي عن اللمحة الخاطفة، فاللوحة تصل بطريقة رائعة الإحساس باللقطة عندما تقتنص في اللحظة المناسبة خلال رحلة لزوجة الفنان وابنه في يوم مشمس جميل.

12.الشتاء

مع بدايات القرن التاسع عشر أعيد اكتشاف فن (غيوسيبي أرشيمبولدو) الذي توفي 1593م، وكان فناناً بارعاً، واسع الخيال، تجاوز المألوف -على زمنه- في تصوير الطبيعة، فأبدع لوحات تتسم بالابتكار، والتجريد، والفانتازيا، وتعتبر لوحة  الشتاء من أشهر لوحات (أرشيمبولدو) وأكثرها انتشاراً إلى اليوم، وهي واحدة من أربع لوحات تتناول رؤية الفنان للفصول الأربعة، ففي الشتـاء نرى رأس رجل على هيئة شجرة ضخمة مليئة بالنتوءات، وتبدو ملامحه متجهّمة والأوراق شاحبة، والأغصان جرداء، وهناك ليمونتان متدلّيتان من جهة العنق، وكأنهما تؤديان وظيفة مشبكي المعطف، لذا يعتبر أنه سبق عصره بقرنين على الأقل ليكون رائداً من رواد السريالية التي أخذت شكلها النهائي في بدايات القرن العشرين.

13.منـظر سـاحـة بعـد المطـر

يعتبر (بول كورنوير 1864م - 1923م) أحد أهمّ أقطاب المدرسة الانطباعية الأمريكية، درس الرسم في الولايات المتحدة قبل انتقاله إلى باريس لخمس سنوات، تلقّى خلالها دروساً على يد الفنان (جول لوفافر)، يميل الانطباعيون لرسم المناظر الحضرية والطبيعة، طالما استهواه تصوير مدينة نيويورك بساحاتها المبللّة بالمطر، وشوارعها، وأشجارها، وعربات النقل التي تجرّها الخيول مع نقل تأثير الضوء المتغير دوماً، وإيصال صورة متعاطفة وإنسانية لسكان المدينة، وفي لوحة  منظر الساحة بعد المطر 1910م طبيعة صامتة وألوان حيوية ناعمة، كاللون الأخضر الفاتح للأوراق الصغيرة في الجزء العلوي من اللوحة، واللون الزهري الفاتح كما تعكسه المباني في الخلفية وهي تنزاح تدريجياً عن لحظة إنسانية يصبح الناظر مشاركاً فيها؛ فهو يحس بالمطر الربيعي الدافئ، ويتنسّم رائحة الهواء الطلق مما يعطي إحساساً شاعرياً بالسعادة والأمل.

14.أزهـار الريـح، وسيدة جزيرة شارلوت

تخصص الفنان البريطاني (جون ووترهاوس 1849م – 1917م) في تصوير مشاهد كلاسيكية من أساطير القرون الوسطى، والشخصيات الأدبية والتاريخية، كما صُنف أسلوبه  كأسلوب ما قبل الرافائيلي لتركيزه على رسم النساء الجميلات وافتتانه بفكرة الأنوثة، وتبنيه الاتجاه الواقعي، لكنه في أزهار الريح 1902م عالج فكرة جديدة وهي تصوير فتيات في ملابس فضفاضة وهن يجمعن الأزهار في طبيعة مفتوحة، وتتميز برومانسيتها الفائقة، ورقّة خطوطها، وأناقة توزيع ألوانها، وللفنان أيضاً لوحة شهيرة هي سيدة جزيرة شارلوت، واللوحة تُجَسَد مشهد سيّدة هَاربَة في زورق وتُواجِه مَصيرَهَا الأخير، وهي من وحي الأساطير الإنجليزية تحكي عن امرأه حكم عليها بالعيش في قلعة منفردة في جزيرة شارلوت، وكان غير مسموح لها بالنظر إلى خارج القلعة إلا بمرآة عاكسة، فكانت تقضي وقتها في غزل النسيج والغناء، وذات يوم لمحت خيال فارس أحبته منعكساً عليها في تلك المرآة، فلم تستطع المقاومة، وأطلت من النافذة متجاهلة أوامر الكهنة، فسقطت المرآة وانكسرت وأصابتها اللعنة، وبعد ذلك تقرر الرحيل ومغادرة القلعة على متن زورق منقوش عليه اسمها، ويتحطم الزورق وتموت في عرض البحر، وهي تغني أغنية الموت الأخيرة، كما حكى عن هذه الأسطورة الشَاعِر الإنجِليزي الفِكتوري (ألفريد لور تينيسون) في قصيدة مِن أَهم رَوَائِعه فِي ذَلِك العَصر.

15.الحلم، ولوحات أخرى لبيكاسو:

لوحة الحلم للفنان الإسباني (بابـلو بيـكاسـو 1881م - 1973م) من اللوحات التي أدهشت العالم هي بورتريه لحبيبة بيكاسو (ماريا تيريز والتر) حين كانت في الثانية والعشرين من عمرها، اشترى اللوحة بعد ست سنوات من تضررها البليونير الأميركي (ستيفن كوهين) بمبلغ 155 مليون دولار، وكانت قد تعرضت عام 2006م للتهتك والتلف في قماشها تسبب بشق طوله 15 سم، ومن ثم أعيد ترميمها بكلفة 90 ألف دولار بطريقة رائعة، ولم تتعرض اللوحة لمحاولات سرقة لتأمينها الجيد من قِبل مالكها.

ويعتبر بيكاسو رائد المدرسة التكعيبية في الفن التشكيلي المعاصر، نال في حياته شهرة وشعبية فائقة، أما عازف الغيتار العجوز فرسمها خلال مرحلته الفنية الزرقاء 1901م - 1904م، وفيها أصبح اللون الأزرق طاغـياً علـى لـوحاته ربما لتصوير حالته النفسية التـي يمـر بـها آنـذاك؛ وهـي مزيـج مـن الحـزن والسوداويـة نتيجـة ظروف عـدة عاشهـا من أهمهـا انتحـار أحـد أصدقـائـه المقربيـن، أمـا المـوضـوع المهيـمن علـى لوحـات تلك المرحلـة فكـان حيـاة الفنـان نفسـه الذي كان يعانـي البؤس، والحرمان، والنبذ، والعزلة، وابتعـاده عن عائلتـه في برشلـونة، وقـد كـان يـرى ذاتـه فـي صـور المحرومين والمتسوليـن والمنبوذين وذوي العاهـات الذيـن كـان يرسمهـم، وتعتبر لوحـة عـازف الغيتـار العجـوز نموذجـاً بارزاً لهذه المرحلة حيث تمكّن من التعبيـر ببراعـة عـن التـدهور الجسمانـي والمعنـوي لشخصيـة موضوع اللـوحة.

هنـا يبـدو العـازف العجـوز الأعمـى بملابسـه الرثـة وجسـده الكليـل وهـو يعزف على غيـتاره بـلا اهتـمام، وقـد اتـخذ وضـع جلـوس غيـر مريـح وبـدا كمـا لـو أنـه لا ينتـظر أي إشـادة ممن حوله أو أن الحيـاة مادياً ومعنوياً تسربـت من جسـده الشاحـب والهزيل.

وله لوحة امرأة تضع يداً فوق يد 1904م، وتنتمي لنفس المرحلة الزرقاء في حياة بيكاسو، والسيّدة التي تظهر فيها غير معروفة، لكن يقال إنها كانت نزيلة أحد المصحّات النفسية في باريس، وتبدو في اللوحة وهي تحدّق في الفراغ اللامتناهي وقد علت ملامحها علامات حزن وشرود، بلغ سعر هذه اللوحة 55 مليون دولار.

أما لوحته الفتى والغليون 1905م فتعتبر في نظر الكثيرين من أجمل لوحات بيكاسو، حيث برع في توزيع الألوان وإبراز تأثيرها على الوجه والجسم وشكل اليد اليسرى وهي تمسك بالغليون، وهي تصور صبياً باريسياً يمسك بغليون في يده اليسرى وعلى رأسه إكليل من الورود، ورسمت اللوحة خلال ما عرف بالمرحلة الزهرية للفنان الشهير وقد بيعت اللوحة مقابل 104 مليون دولار في صالة للمزادات في نيويورك.

أما جورنيكا (Guernica) فاسم إحدى القرى الإسبانية التي أُبيدت خلال الحرب الأهلية الإسبانية حين قامت طائرات حربية ألمانية وإيطالية مساندة لقوات القوميين الإسبان بقصف المدينة في 26 أبريل 1937م، وفي هذه اللوحة الجدارية سلط الرسام الأشهر (بابلو بيكاسو 1881م - 1973م) الضوء على ويلات الحرب، وتداعياتها على الناس ومعاناتهم، وصارت مَعلماً أثرياً يُذكر بمآسي الحروب وبالتالي دعوة وتجسيداً للسلام.

وهي الآن ضمن ممتلكات ومقتنيات متحف مركز الملكة صوفيا الوطني للفنون في العاصمة الإسبانية مدريد، وكانت حكومة الجمهورية الإسبانية الثانية 1931م - 1939م قد كلفت بيكاسو برسم لوحة جدارية لتعرض في الجناح الإسباني في المعرض الدولي للتقنيات والفنون في الحياة المعاصرة المُقام في باريس عام 1937م، فانتهى منها في أواسط يونيو 1937م، بينما كانت الحرب الأهلية لم تضع أوزارها بعد، وبعد الانتهاء منها طافت اللوحة في جولة عالمية أكسبتها شهرة مضاعفة، ولم تعرض لوحة (دورا مار والهر) 1941م لـبيكاسو منذ أكثر من أربعين سنة، وتظهر (دورا مار) في اللوحة مقاساتها 130 *  97 سم مرتدية ثوباً أحمر وأزرق مرصعاً بلآلئ سوداء وبرتقالية، وتجلس على كرسي معتمرة قبعة كبيرة، ويداها ممددتان على مسندي الكرسي، وأظافرها نافرة وزرقاء وخلفها هر صغير أعلى الكرسي، وقد بيعت بـ 95.2 مليون دولار.

16.الصرخة

رغم بساطتها الظاهرية اكتسبت الصرخة (The Scream) شعبية كاسحة منذ الحرب العالمية الثانية، وفي اللوحة حالة ذهنية تجسّد القلق، والفزع، والمعاناة، والخوف الوجودي الذي يُعبر عنه الشخصية الرئيسة التي تحتل فضاء اللوحة، وتضع يديها على جانبي وجهها مُطلقة صرخة قوية يتفاعل ويتماوج معها الفضاء المحيط بها بينما خلفيتها سماء دموية، وطاقة تعبيرية تُمثل خليج أوسلفورد في أوسلو عاصمة النرويج، وكان (إدفارد مونش 1863م - 1944م) الفنان النرويجي، وأحد أهم أعمدة المدرسة التعبيرية في الفن التشكيلي الحديث، قد رسمها عام 1893م، ومنذ ظهورها تحولت إلى موضوع لقصائد الشعراء وصرعات المصممين، وفي مذكراته أوضح (إدفارد مونش) ملابسات رسمه للصرخة: "كنت أمشي في الطريق بصحبة صديقين، وكانت الشمس تميل نحو الغروب، عندما غمرني شعور بالكآبة، وفجأة تحولت السماء إلى لون أحمر بلون الدم، توقفت وأسندت ظهري إلى القضبان الحديدية من فرط إحساسي بالإنهاك والتعب، واصل الصديقان مشيهما، ووقفت هناك أرتجف من شدة الخوف الذي لا أدري سببه أو مصدره وفجأة سمعت صوت صرخة عظيمة تردّد صداها طويلاً عبر الطبيعة المجاورة".

وتوجد اللوحة ضمن مقتنيات متحف (إدفارد مونش)، وتوجد نسخة أخرى محفوظة في معرض النرويج الوطني، وكغيرها من الأعمال الفنية القيمة تعرضت الصرخة للسرقة لعدة مرات، فقد تمت سرقتها من المعرض الوطني بالنرويج، وتم استردادها بعد بضعة شهور، وفي عام 2004م تم سرقة لوحة الصرخة، ولوحة مادونا من متحف مونش وتم استردادهما عام 2006م، كما تعرضت اللوحة لبعض الضرر وتم إرجاعها للعرض في مايو 2008م بعد خضوعها للترميم، مؤخراً كشفت جريدة ستريت جورنال الأمريكية أن الملياردير الأمريكي (ليون بلاك) هو الذي اشترى الصرخة التي بيعت في مزاد في نيويورك بمبلغ 120 مليون دولار.

17.الطـفـل البـاكـي

هذه اللوحة مألوفة لكثيرين، ونالت شهرة طاغية بسبب انتشار نسخها المُكررة، وهي للفنان (جيوفاني براغولين)، واسمه الحقيقي (برونو أماديو 1911م – 1981م)، لا يعرف عنه سوى أنه عاش في فلورنسا، ورسم سلسلة من اللوحات الفنية لأطفال ما بين 2-8 سنوات دامعي العيون تحت عنوان الطفل الباكي (The Crying Boy)، وهذه اللوحة من أشهر لوحات المجموعة، وتصوّر طفلاً ذا عينين واسعتين، وتنهمر دموعه على وجنتيه، هيئة الطفل تشعر بالحزن والرثاء والتعاطف، والتساؤل: لماذا كل هذا الحزن؟

ويقال إن لها قصة، ففي عام 1985م نشرت جريدة بريطانية سلسلة من التحقيقات عن حوادث اندلاع حرائق غامضة كان البطل فيها هذه اللوحة بالذات، كانت اللوحة ذات شعبية كبيرة في بريطانيا حيث كانت تُعلّق في المنازل والمكاتب والمحال لمضمونها الإنساني العميق، لكن الصحف ربطت بينها وبين بعض الحرائق التي شهدتها المنازل والتهمت النيران كل شيء عدا تلك اللوحة، وتواترت القصص التي تتحدث عن القوى الخارقة لها، وعن الشؤم الذي تمثله، وكلما وقع حريق في مكان تشكل تلك اللوحة عنصراً فيه، وحده الطفل كان ينجو من الحريق في كل مرة ودون أن يلمسه أذى، ولم تلبث الجريدة أن نظمت حملة عامة أحرقت فيها آلاف النسخ من اللوحة، واستغل الناس الفرصة ليخلصوا بيوتهم من الضيف الصغير الخطير، فأصابت اللعنة الجريدة نفسها، ليس بسبب حريق وإنما بفعل الإضراب واسع النطاق الذي قام به عمالها ومحرروها وانتهى بطريقة عنيفة، مما دفع أصحاب الجريدة إلى التفكير جدياً في إغلاقها في نهاية الثمانينات.

18اتـصال الـذاكـرة

بالإضافة إلى سرياليته، ونرجسيته كان (سلفادور دالي 1904م – 1989م) فناناً بارعاً متعدد المواهب، يرسم، وينحت، ويحفر... إلخ، وكان ذكر اسمه أو توقيعه يُنعش السوق والطلب على السلع التي يعمل على الدعاية لها، من أشهر أعماله لوحته اتصال الذاكرة 1931م، وبدأ رسمها بمنظر طبيعي لساحل البحر في مقاطعة كاتالونيا، ثم ضمّنها مشاهد لثلاث ساعات جيب منصهرة، وعلى إحداها ذبابة، وساعة رابعة يفترسها النمل. وفي وسط اللوحة وتحت إحدى الساعات المذابة يظهر معصم يد على هيئة وجه بشري مشوّه، ولعله يريد التعبير عن أن الزمن أقل صلابة مما يفترضه الناس عادة، وكان الفنان الإسباني قد رسم هذه اللوحة إثر حلم رآه بعد تناول عشاء من الجبنة الطرية، ولذا تبدو الساعة طرية لدرجة الذوبان، ومنذ نهاية ثلاثينات القرن الماضي أصبحت اللوحة جزءاً من الثقافة الشعبية الأوروبية والغربية، وتم توظيفها في العديد من الأعمال الأدبية والمسرحية والسينمائية والإعلانية.

19.الجـواد ويسـل جاكيـت

يُعتبر (جورج ستبس 1724م – 1806م) من أشهر من رسم الحصان من الفنانين القدامى والمُحدثين على حدٍّ سواء، فقد أنجز سلسلة من اللوحات لجياد جماعية، أو بصحبة كلاب، فدرس بشكل معمق تشريح جسم الحصان، وخصائصه الجسدية، ورصد انفعالاته الداخلية، كما اشتهر أيضاً برسم المناظر الطبيعية وبورتريهات الأشخاص، وقد رسم هذه اللوحة الضخمة حوالي عام 1762م بناءً على طلب الماركيز (بروكنغهام) صاحب الجواد، ما زال الجواد (ويسل جاكيت) يفتن الفنانين ودارسي الفن، ويعتقد البعض أن الرسم لم يكتمل، إذ يُفترض أن الفنان كان ينوي ملء الخلفية بمنظر طبيعي، وبصورة لجورج الثالث ملك إنجلترا، لكن الخلافات بين الماركيز والملك أدت إلى الاقتصار على صورة الجواد، ويبدو الحصان قوياً فخماً، يثب في الهواء بحرية وانعتاق، وهو يرمق الناظر بعين براقة، وعزيمة متوثبة فوارة، وكان الجواد بطلاً لا ينازع في سباقات الخيول التي كانت تجري آنذاك.

20.لاعبــو الـــورق، وطبيعة ساكنة

تـُعد لوحة لاعبــي الـــورق 1892 للفنان الفرنسي (بـول سيـزان 1839م – 1906م) واحدة من خمس لوحات ضمّنها نفس الفكرة، أشخاص يلعبون الورق، وقد رسمها فيما بين 1885م – 1890م، واستمدّ موضوعها من أجواء منطقته الباريسية (إيكسان بروفانس) التي تضم أخلاطاً من الناس، وفيها حبكة التصميم حيث حاول إعادة اكتشاف الحيّز والخطوط، كما يبدو الجوّ جادّا وكئيباً إلى حدّ ما، ومما يعزّز ذلك تلك الطاولة ذات الألوان البنّية والخلفية الأكثر قتامةً بفعل مزج الألوان الزرقاء والسوداء، وربما ظهرت فكرة لعب الورق في المراحل الأخيرة من حياة سيزان الفنية، ولعله أراد تصوير المواجهات الجارية بينه وبين والده الذي كان ينتقص منه، ويشكّك في موهبته، كما كان يهتّم برسم الأشياء الأكثر ثباتاً وديمومة كالمناظر الطبيعية والمباني والطبيعة الساكنة، كما في لوحة طبيعة ساكنة مع سلة فواكه 1889م – 1890م، وكان سيزان قد حقّق مكانة أسطورية بين فنّاني عصره، وُعرضت أعماله في أكبر المعارض الفنية، ويتقاطر على مرسمه الكثير من الفنانين لملاحظته والتعلّم منه، وفي عام 2012م شهدت صالة مزادات كريستي في نيويورك بيع لوحة لاعبي الورق بمبلغ 19 مليون دولار، كما بيعت لوحته "ستارة وآنية خزف وصحن فاكهة" في مزاد سوثبي بستين مليون دولار.

21.رقص في مولان دو لا جاليت

ترك رائد الحركة الانطباعية خلفه أكثر من 600 لوحة متميزة، لكنه في "رقص في مولان دو لا جاليت 1867" يعبر الفنان الفرنسي (بيير أوجست رينوار 1841م – 1919م) عن أفراح الطبقة العاملة الفقيرة، وذلك من خلال رصد تفاعلاتهم وانسجامهم وبهجتهم في أحد المقاهي الكبرى في باريس، وقد عرضت للبيع فاشتراها رجل الأعمال الياباني روي ساتو عام 1990م بمبلغ 78.1 مليون دولار، وأوصى الرجل بحرق اللوحة مع لوحة "دكتور جوشيه" لـفان جوخ مع جثته عندما يموت، لكن اللوحة بيعت ليستطيع سداد الديون المتراكمة عليه قبل وفاته، وبلغ سعرها الآن 143.3 مليون دولار، ومن أعمال رينوار الشهيرة أيضا عشـاء فـي رحلـة بالقــارب، وقد رسمها أثناء رحلة له مع بعض أصدقائه بالقارب على ضفاف السين.

22.نـوم العقـل يوقـظ الوحــوش

يعتبر الفنان الإسباني (فرانشيسـكو دي غــويا 1746م – 1828م) أحد كبار روّاد الفن الحديث خلال القرن التاسع عشر، تميّز إنتاجه الفني الذي امتدّ أكثر من ستين عاماً بالتنوّع والغزارة، جرّب الأساليب الكلاسيكية في بدايات احترافه للرّسم، لكنه تحوّل إلى الرومانسية التي طبعت جزءاً مهمّا من أعماله، تمتّع بشعبية كبيرة عند العامة، لكن الكثير من لوحاته لم ترَ النور إلا بعد وفاته، عرف عنه ميله إلى ملاحظة السلوك الإنساني وتمثيل الطبيعة البشرية في لوحاته بأسلوب لا يخلو من السخرية والرؤى الفنتازية، وفي عام 1799م رسم غويا مجموعة من 48 لوحة أسماها الـنـزوات (Los Caprichos)، وعندما عرضها للبيع سرعان ما تمّ سحبها بأمر من محاكم التفتيش الإسبانية، إذ كانت إحدى اللوحات تصوّر مشهداً لإحدى ضحايا تلك المحاكم، الأمر الذي كان يشي بتعاطف الفنان مع الضحايا ومعارضته للفظائع التي كانت ُترتكب في ذلك الوقت، ومن بين لوحات تلك المجموعة حظيت لوحة "نـوم العقـل يوقـظ الوحــوش" بشهرة واسعة، وفيها يظهر رجل نائم وقد أسند رأسه ويديه إلى طاولة بينما نحّى قلمه جانباً، وخلف الرجل تظهر مجموعة من البوم والخفافيش الضخمة تصفق بأجنحتها وتصيح، كما يظهر في اللوحة وحشان أحدهما رابض على الأرض، وقد صوّب نظراته الشرّيرة إلى الرجل بينما قفز الآخر على ظهره وعيناه تلمعان في الظلمة، وعلى مقدّمة الطاولة التي ينام عليها الرجل كتبت عبارة: إذا نام العقل استيقظت الوحوش، هذه اللوحة اعتبرت ترجمة بسيطة ومباشرة لأفكار (غويا) الذي كان يحترم العقل ويؤمن بحرية الفكر.

23.خلق آدم

ضمن فناني عصر النهضة وعلى رأس القائمة يقف الفنان الإيطالى الشهير (مايكل أنجلو 1475م – 1564م)، وبالرغم من تفضيله للنحت رسم العديد من الأيقونات وأسقف الكنائس، واستطاع إنتاج لوحات وتصاوير تنبض بالفن والحياة، وضمن أعماله الهامة تأتي لوحة خلق آدم (The Creation of Adam) التي رسمها عام 1512م ولمدة أربعة أعوام راقداً على ظهره على سقف كنيسة سيستين في الفاتيكان، وهي أكبر لوحة فنية على سقف الكنيسة، ومن مفاخر الفن الإيطالي، وتُجسّد تصور هذا الفنان لخلق الإنسان.

24.الـفـــردوس

لقيت موهبة الفنـان الأمريكـي (جيفـري بيـدريك من مواليد عام 1960م) اعترافاً مبكراً، منذ منتصف السبعينات، فقد أنتج لوحات فنية تعالج مواضيع متنوعة، وأقام العديد من المعارض الفنية داخل الولايات المتحدة وخارجها، وهو مصنّفٌ ضمن قائمة أشهر ألفي فنان ومصمم في القرن العشرين، وتُعد "الفردوس" من أشهر أعماله، وأكثرها رواجاً؛ بسبب فرادة موضوعها، وتنسيق عناصرها، وجمال ألوانها التي تبعث في النفس الراحة والسكينة، وفيها يجمع بين أسلوب فنان الفانتازيا الكبير (ماكسفيلد باريش)، وأسلوب زميله السريالي (نك هايد)، وجاءت فكرتها من الأسطورة الإغريقية عن حدائق الفردوس.

25.ميلاد فينوس

الفنان الفلورنسي الإيطالي (ساندرو بوتيتشيلى 1445م – 1510م) أحد رموز الحركة التشكيلية الصاعدة إبان عصر النهضة في أوروبا، وانتهى من رسم لوحته الشهيرة (ميلاد فينوس Birth of Venus) عام 1487م، ويجسدها -وهي إلهة الحب والشعر والجمال لدى الرومان- عند خروجها من البحر، واللوحة الآن ضمن مقتنيات معرض (أوفيزي) في فلورنسا في إيطاليا.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.