الأنهيدونيا باختصار فقدان القدرة على الإحساس بالمتعة، وعدم القدرة على الإحساس بالسعادة من التجارب الممتعة التي كانت محببة إلى النفس في المعتاد، وهو شعور قاسٍ ومزعج إلى أقصى حد.
قد يبدو الكلام معقدًا غير مفهوم، إلا أنك بعد قراءة هذا المقال ستدرك حجم المعاناة التي قد تصيب إنسانًا في أسهل شيء قد يحصل عليه أشقى الناس في لحظة ما، وهو الشعور بالمتعة ولو للحظات.. مصاب الأنهيدونيا يعجز عن هذا، حتى لو لم يكن يعاني أي شيء في الواقع قد يجعله حزينًا.
اقرأ أيضاً أعراض الاكتئاب وأسبابه وطرق التغلب عليه.. لا تفوتك
ما هي الأنهيدونيا؟
تعد الأنهيدونيا أو الاكتئاب غير الشعوري من الأمراض النفسية التي تصيب الإنسان بتزايد في العصر الحالي، وتتميز هذه الحالة بعدم الشعور بالحزن أو الاكتئاب الواضح، بل يعاني المصابون الشعور بالتعب والفراغ وعدم الاهتمام بالأمور المهمة في حياتهم.
تعد الأنهيدونيا حالة معقدة وصعبة التشخيص، إذ إن التعب والفراغ عرضان شائعان في الحياة اليومية، ولكن الفرق بين الأنهيدونيا والحالات الطبيعية يأتي من عدم استجابة المصابين للعلاجات الطبية الشائعة.
يعتقد العلماء أن الأنهيدونيا قد تكون مرتبطة بالنواحي السلبية للتكنولوجيا الحديثة، إذ تجعل الحياة الرقمية الحديثة الإنسان يعيش حياةً منعزلة وغير متصلة بالعالم الحقيقي، ومع تزايد الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي وتقنيات الاتصال الحديثة، يصبح الإنسان أكثر عرضة للأنهيدونيا.
اقرأ أيضاً أعراض الاكتئاب وطرق التخلص منه
طرق حديثة وفعالة لعلاج الأنهيدونيا
تعد العلاجات النفسية والسلوكية من العلاجات الفعالة للأنهيدونيا، إذ يتعلم المصابون كيفية التعامل مع الأفكار السلبية والتفكير بطريقة أكثر إيجابية، كما يعد التواصل الاجتماعي والتفاعل مع العالم الحقيقي والطبيعة وسيلة فعالة لعلاج هذه الحالة.
العلاج السلوكي المعرفي CBT
يعلم العلاج السلوكي المعرفي استراتيجيات لمنع التفكير السلبي والمساعدة في إعادة بناء التفكير الإيجابي، ويعلم العلاج السلوكي المعرفي أيضًا تقنيات الإلهاء، بما في ذلك:
- التقنيات التي تستدعي الحواس لمساعدتك على الشعور بمزيد من التواصل مع المشاعر، وتشغيل موسيقى صاخبة لجذب السمع، أو حمل مكعب ثلج لتشعر بالارتباط بالإحساس.
- التقنيات الديناميكية النفسية التي تركز على العمل بالنزاعات والمشاعر السلبية التي يميل الناس إلى الانفصال عنها، والتتبع اللحظي (مع التركيز على ما يحدث في الوقت الحالي) جنبًا إلى جنب مع وصف الانفصال والتأثير.
تسهم تمارين الاسترخاء والتنفس والتأمل واليوجا في بعض التحسن فينصح بها باستمرار.
يوجد بعض العلاجات الحديثة المبشرة أيضًا التي يجربها العلماء حاليًّا،إلا أنها تظل في نطاق التجارب حتى الآن ولا ينصح بتجربتها بعد.
بالنظر إلى تزايد انتشار الأنهيدونيا في العصر الحالي، يجب على المجتمعات والدول التوعية وتقديم الدعم اللازم للأفراد المصابين بهذه الحالة، وتعزيز التواصل الاجتماعي والتفاعل مع العالم الحقيقي، كما يجب على الأفراد الاهتمام بصحتهم النفسية والتواصل مع الآخرين والتفاعل مع الطبيعة والعالم الحقيقي، لتجنب الأنهيدونيا والحفاظ على صحتهم النفسية.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.