ما هي أكبر التحديات التي تواجهها اللغة العربية؟

اللغة العربية التي تعد كنزك الدفين الذي كلما حاولت استخراجه وجدت فيه كنوزًا جديدة، باتت اليوم مهددة! 

في ظل تسارع التكنولوجيا وطغيان عالم السوشيال ميديا على حياتنا اليومية، تتلاشى كثير من الهويات من بينها الهوية اللغوية، فهل ستكون العربية ضحية لهذا التلاشي؟ وما أكبر التحديات التي تواجهها اللغة العربية؟ هذا ما سنتناوله خلال السطور القليلة الآتية، فتابع للنهاية. 

اشترك الآن في كورس اللغة العربية للناطقين بغيرها للطلبة

ما أكبر التحديات التي تواجهها اللغة العربية؟ 

بصفتها لغة ذات تاريخ وثقافة عريقين، تواجه العربية عدة تحديات في العصر الحديث، من أبرز هذه التحديات: 

1- التلاعب في المناهج الدراسية 

نلاحظ مؤخرًا تقلص عدد مواد اللغة العربية في المناهج مقابل زيادة في المناهج الخاصة باللغة الإنجليزية، وهي إحدى تحديات اللغة العربية، على الجانب الآخر نلاحظ أن الغرب يقدرون تمامًا قيمة لغتهم الأم، ويدركون جيدًا أهمية اللغة التي تجعل الإنسان قادرًا على الاختراع، فتلك المكانة العظيمة التي وصلوا إليها ترجع إلى حفاظهم على لغتهم وافتخارهم بها.

الأمر عند العرب مختلف، يميلون إلى التقليد، فالتعرف إلى ثقافة الأمم الأخرى أمر مهم ولكن لا ينبغي أن يكون على حساب تراثنا ولغتنا، والأمة التي تقلد غيرها في اللغة، سيكون من الصعب عليها ابتكار أي منتجات جديدة، بل ستبحث عن كل ما هو جاهز لتشتريه. 

2- سلوكيات اجتماعية خاطئة

توجد سلوكيات اجتماعية خاطئة تمثل تحديًا من تحديات اللغة العربية، مثل اعتبار الشخص الذي يتحدث أي لغة أخرى غير العربية -وليكن مثلًا الإنجليزية- هو شخص متحضر ومهذب، فما علاقة التحدث بغير العربية بالتهذيب والأخلاق!

الأخلاق تعني معاملة الآخرين معاملة حسنة وبالمعروف والبعد عن أذاهم، ويمكنك بلغتك العربية أن تتحدث بأسلوب متحضر ومهذب، فلا تخجل عزيزي العربي من لغتك، فلغتك هي هويتك التي تميزك عن غيرك، وكفى تقليدًا أعمى. 

3- التفكير في الوظيفة 

تحدٍ آخر يواجه اللغة العربية، وهو حرص الأهل على تعليم أولادهم اللغة الإنجليزية أكثر من لغتهم العربية الأساسية، فهم يزرعون في نفوس أبنائهم منذ الصغر أن كل مجالات العمل مقتصرة على اللغة الإنجليزية، وإن كان لديهم الحق في ذلك، إلا أنه ليس أمرًا مطلقًا، فهم بذلك ينشؤون أطفالهم على عدم الاهتمام بلغتهم.

لابد أن يفهم النشء أن قوتهم في الحفاظ على لغتهم، فلكي يصبح ابنك ذا شخصية لا بد أن يحافظ على لغته ليفهم عادات وتقاليد مجتمعه، ويمتلك هوية حقيقية وليس تابعًا لأحد، وإن كانت معظم مجالات العمل تعتمد على الإنجليزية فتوجد مجالات أخرى تعتمد على العربية مثل الصحافة والكتابة والترجمة.

لا نقلل من تعلم الإنجليزية بقدر أن نؤكد ألا يكون على حساب لغتنا. 

4- المواقع الإلكترونية

قد تكون مواقع التواصل الاجتماعي تحديًا للغة العربية، فمن منا اليوم لا يتلقى الأخبار من تلك المواقع؟ فهل ترى عزيزي أن كل ما تقرؤه مكتوب بلغة عربية سليمة؟ لا أعتقد، فليس شرطًا أن تكون متخصصًا في اللغة حتى تكتب منشورًا على فيسبوك أو تويتر أو غيره من مواقع التواصل، تلك الأخطاء تجعلك وبدون أن تشعر تعتادها.

ولا يتوقف الأمر عند ذلك فقط، بل إن معظم تلك المنشورات التي تقرؤها مكتوبة باللهجة العامية، وشتان بين العامية والفصحى، وكلما رجعت بالزمن إلى الوراء ستجد أن التحديات تقل، فلم يكن هناك مواقع تواصل لتتلقى منها الأخبار، بل تتلقاها من الجرائد والمجلات التي كانت تكتب بالفصحى.

لذا وجب على الكبار والصغار أن يتحروا الدقة في اختيار المصادر التي يتلقون منها الأخبار، وليميزوا بين الكلمات الصحيحة والخاطئة. 

5- البعد عن القراءة

كلما ابتعدنا عن قراءة الكتب بعدنا عن لغتنا، بل إن كثيرين يهتمون بقراءة الكتب الغربية، فكيف يثقف المرء نفسه دون أن يعرف لغته! ابدأ بلغتك أولًا ثم انتقل إلى اللغات الأخرى وتعلمها، الأمر يؤثر في أمور أبعد من مجرد ضعف لغتك، بل هو ضعف في هويتك، ولا بد أن تحرص كل الدول العربية على تشجيع قراءة الكتب العربية، وتوافر الكتب القيمة التي تعلم قبل أن تمتع. 

وفي نهاية جولتنا نستخلص مما سبق أن اللغة العربية تشبه الشجرة المثمرة، تحتاج إلى عناية واهتمام حتى تثمر وتزدهر، فإذا أهملناها جفت وذبلت، لذا يجب علينا أن نكون سقاة لهذه الشجرة نسقيها بوعينا وثقافتنا، بل ونزرع في نفوس أبنائنا حب اللغة العربية بتعليمهم قيمها ومعانيها السامية، فهذا من وجهة نظري ضمان لمستقبل مشرق لنا ولأجيالنا القادمة إن شاء الله.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة