"البلطجى" من أشهر الكلمات المنتشرة في مصر، وهي دائمًا ما تصف الشخص الذي يتسم بالقوة، ويمارس أعمالًا ضد القانون، وأيضًا في القاموس الشعبي المصري الأعمال التي تكون ضد القانون توصف بالبلطجة.
ما أصل كلمة بلطجي؟
"البلطجى" هي مهنة مصرية قديمة جدًّا، ويأتي الأصل اللغوي لمصطلح البلطجي، من كون أن ذلك الشخص كان يحمل "بلطة" لتكسير الأخشاب للاستفادة منها. و"البلطة" هي أداة حادة ثقيلة ذات يد خشبية تُستخدم في تكسير الأشياء الكبيرة التي تحتاج قوة، مثل الأخشاب أو العظام وغيرها. وبذلك يكون البلطجي هو ذلك الشخص الذي يحمل بلطة ويذهب إلى الأراضي لتكسير الأخشاب.
ثم تطورت هذه المهنة مع الزمن فأصبحت لا تقتصر على تكسير الأخشاب للحصول عليها، بل أصبح يساعد الحكومة في شق الطرق، والتخلص من الأخشاب والشوائب التي تحتويها باستخدام البلطة، لتسهيل على الحكومة إنشاء الطرق.
انتشرت مهنة البلطجي في مصر مدة طويلة، حتى جاء حكم محمد علي باشا في مصر، وفكَّر في إنشاء جيش قوي لحماية البلاد. وفي أثناء تأسيس جيش قوي قرر الوالي محمد علي إنشاء فرقة جديدة في الجيش، هي فرقة البلطجية، وأنشأ مدرسة عسكرية لتعليم فن البلطجة.
قامت المدرسة العسكرية التي أنشأها محمد علي بتعليم كل ما يخص آلة البلطة، وتسخير أعمالها في الحرب، مثل شق الطرق للجيش وقت الحرب، وإنشاء مخيمات للجيش بالأخشاب وقت الحرب، وهكذا. وكان من شروط الالتحاق بهذه المدرسة أن يكون المتقدم للدراسة شخصًا قوي البنية، وبعد اختبارات يُقبل ويبدأ الدراسة، وبعد التخرج يلتحق بالجيش.
كيف تغيَّر المسمَّى القديم إلى المسمى المنتشر في مصر الآن؟
أنشأ الوالي محمد علي مدرسة تمريض لتعليم الفتيات المصريات التمريض، والعمل في المستشفيات، وكانت هذه المدرسة ظاهرة جديدة في المجتمع المصري الذي كان لا يقبل بتعليم الفتيات في ذلك الوقت. ولكن بعد تشجيع الحكومة للأسر، فبعض الأسر ألحقت بناتهن للدراسة في مدرسة التمريض، ولكن أصبح الأمر أغرب، ليس بسبب ذهاب البنات إلى المدرسة، ولكن بسبب ارتدائهن ملابس موحدة دون ارتداء غطاء الوجه كما كان شائعًا في ذلك الوقت؛ وهذا الأمر جعل منظر الفتيات يلفت أنظار الجميع وبالأخص الشباب، الذين بدأوا في مضايقتهن بالكلام؛ ما جعل هذه الأسر تمنع بناتهن من الذهاب إلى المدرسة بسبب هؤلاء الشباب.
وعندما علمت الحكومة بهذا الأمر، اقترح أحد المسؤولين الاستعانة بفريق من الخريجين من مدرسة البلطجية للحفاظ على هؤلاء الفتيات من الشباب الذين يضايقوهن. وكانت فرقة البلطجية تقف في الشارع للتصدي لحركات المشاغبين الذين يضايقون الفتيات. وكما ذكرنا من قبل أن البلطجية أقوياء البنيان، ومع الوقت اتخذ اسم البلطجي مسمى مختلفًا عما كان معروفًا من قبل، خاصة بعد ظهور القنابل والأسلحة، وتخلى الجيش عن هذه الفرقة، وبعد ذلك أصبحت كلمة بلطجي تُطلق على الشخص الذي يضايق الآخرين ويرهبهم.
احسنت
احسنت
احسنت
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.