ما معنى إعادة التدوير؟

رغم أن الموضوع قديم جدًّا ومرتبط بالحضارات الأولى على كوكب الأرض، لكنه اكتسب أهمية كبيرة في الحروب والصراعات، ثم أصبح أكثر أهمية بعد ظهور الأخطار البيئية، ثم تحول إلى استثمار كبير في دول عدة استطاعت الاستفادة الكبيرة من ثقافة إعادة تدوير المنتجات.

وقد نحتاج في مجتمعاتنا العربية إلى تبني هذه الثقافة، وهو ما يدفعنا إلى معرفة وفهم الموضوع على نحو أعمق، والاطلاع على جوانبه المتعددة؛ فقد أصبح موضوعًا يرتبط بالحاضر والمستقبل، كما أنه يحمل وجهين أحدهما يمثل كارثة بيئية محتملة، والآخر يتحدث عن مكاسب اقتصادية وبيئية واجتماعية كبيرة.

 فما موضوع إعادة تدوير المنتجات؟ وكيف يمكنني الاستفادة منه لكونه مشروعًا ضخمًا؟ وهل يصلح في كل المنتجات؟

أسئلة نجيب عنها في هذه المقالة التي ستغير كثيرًا من وعيك ودرايتك ورأيك في موضوع تدوير المنتجات.

اقرأ أيضاً أهمية إعادة تدوير زيت الطعام في صناعات أخرى

ماذا تعني إعادة تدوير؟

يعني مصطلح إعادة التدوير مجموعة من العمليات تشمل جمع ومعالجة المواد التي استخدمت من قبل وإعادة تصنيعها منتجات للاستخدام مرة أخرى بدلًا من التخلص منها ورميها في القمامة؛ وذلك بهدف الحفاظ على الموارد والتقليل من تلوث البيئة وخلق فرص عمل، وخصوصًا في المجتمعات قليلة الموارد والتي تتميز بكثافة السكان وضعف الحالة الاقتصادية.

 وتشمل فكرة إعادة تدوير المنتجات أنواعًا كثيرة مختلفة من المواد مثل الكرتون والورق والمعادن والبلاستيك والزجاج والبطاريات، حتى إن بعض المنتجات يمكن إعادة تدويرها أكثر من مرة بعد استخدامها.

اقرأ أيضاً إعادة التدوير.. كيف تتم؟ وما أهميتها؟

من صاحب فكرة إعادة التدوير؟

لا يمكن الإشارة إلى شخص واحد على أنه صاحب فكرة إعادة تدوير المنتجات؛ فهي فكرة بشرية إنسانية لجأت إليها المجتمعات القديمة نتيجة قلة الموارد، فبدأوا في إعادة استخدام المنتجات، ثم تطور الأمر إلى إعادة تدوير المنتجات لاستخدامها بطريقة أخرى منذ آلاف السنين.

وظهر ذلك في حضارات مختلفة مثل الرومان واليابانيين والصينيين والأمريكيين الأصليين، لكن الأمر أصبح يأخذ عملًا علميًّا منظمًا أثناء الحرب العالمية الأولى، والثانية عندما بدأ الناس يعيدون تدوير المنتجات الحربية لاستخدامها مرة أخرى، ثم ظهرت حركات ودعوات الناشطين لإعادة تدوير المنتجات في ستينيات القرن الماضي، وخصوصًا بعد التفات الناس إلى أخطار النفايات والاستهلاك المفرط على البيئة.

وهو ما تبنته بعد ذلك كثير من الدول كونه جزءًا من النشاط الاقتصادي، وكذلك وسيلة للحفاظ على البيئة وحفظ الموارد ومصادر الطاقة.

اقرأ أيضاً عمليات تدوير النفايات مراحلها وانواعها وفوائدها وسلبياتها

 أمثلة على إعادة التدوير

  • تُعد إعادة تدوير المنتجات الورقية مثل الصحف والمجلات والكرتون المستخدم لعمل الصناديق وكرتون البيض مثالًا شائعًا لفكرة إعادة التدوير، فتُصنع منتجات ورقية جديدة تُستخدم بطريقة أخرى مثل ورق العزل وورق التغليف وأوراق التبطين لبعض المنتجات.

  • كذلك إعادة تدوير المنتجات الزجاجية، فتُصهر الزجاجات والبرطمانات القديمة والمستخدمة لإعادة تشكيلها في منتجات زجاجية متنوعة وألياف زجاجية وبلاط زجاجي، وهو ما يمنح المنتج بعدًا اقتصاديًّا جديدًا.

  • ثم إن إعادة تدوير منتجات الألومنيوم والقصدير تعد صناعة قائمة بذاتها، فتُصهر هذه المنتجات ويُعاد تشكيلها مرة أخرى إلى علب وقطع غيار سيارات ومواد بناء تستخدم بجودة عالية.

  • ومن أصعب الخامات في فكرة التدوير هي الخامات البلاستيكية التي لا تتحلل طبيعيًّا، فيُعدُّ إعادة تدويرها حلًّا مهمًّا، فتُفرز الزجاجات والحاويات والأكياس البلاستيكية حسب النوع، ثم تُصهر في كريات أو رقائق لاستخدامها في منتجات بلاستيكية جديدة مثل صناعة الزجاجات البلاستيكية أو الملابس أو الأساس أو السجاد.

  • كذلك تُعد إعادة تدوير الإطارات حلًّا ناجحًا، فتُمزَّق هذه الإطارات إلى قطع صغيرة وتستخدم في منتجات مطاطية أخرى أو لتبطين بعض المنتجات مثل أسطح الملاعب الصناعية أو الإسفلت أو الوقود.

  • ويمكن أيضًا إعادة تدوير المنسوجات، فتُستخدم الملابس والمنسوجات القديمة أقمشة لمواد جديدة واستخدامات جديدة مثل الحشو أو العزل وذلك في حالات أن هذه الملابس أو المنسوجات لا يمكن استعمالها مرة أخرى في البلاد الفقيرة أو الأسر الفقيرة.

  • كما أنا فكرة إعادة تدوير الإلكترونيات فكرة قديمة، لكنها أصبحت أكثر تنظيمًا، فالشركات والمؤسسات تجمع وتشتري المنتجات الإلكترونية القديمة وتستخرج المواد القيمة منها مثل المعادن ولوحات الدوائر لاستخدامها في الإلكترونيات الجديدة والمنتجات الأخرى.

اقرأ أيضاً النفايات الإلكترونية

ما فائدة إعادة تدوير المخلفات؟

بالطبع تعد إعادة التدوير عملًا كبيرًا ينطوي على فوائد عديدة ومكاسب كبيرة، فهي تعد إحدى الاستراتيجيات الناجحة جدًّا والتي نتمنى أن تتبناها الدول العربية كونها مشاريع قومية، لأن الفائدة تتنوع بين حماية البيئة والحفاظ على الموارد وتوفير الطاقة ودعم الاقتصاد والتخلص من القمامة وتوفير منتجات جديدة. ومن المزايا الكثيرة لإعادة تدوير المنتجات.

  1. تقلل فكرة إعادة التدوير القمامة والنفايات التي تسبب التلوث والمشكلات الصحية والبيئية، وهو ما تسعى إليه كل دول العالم في المرحلة القادمة.

  2. كما أن فكرة التدوير تحافظ على الموارد الطبيعية القابلة للنفاد مثل المياه والمعادن والأخشاب؛ وخصوصًا مع زيادة عدد السكان والاستهلاك العالي للمنتجات، ما ينذر بكارثة على مستوى الموارد في كوكب الأرض كله.

  3. ومن ناحية أخرى فإن إعادة التدوير تقلَّل انبعاثات الغازات الدفيئة عن طريق تقليل استخراج ومعالجة المواد الخام. فعملية الاستخراج في حد ذاتها لها تأثير ضار على البيئة والمناخ، وكلما دوَّرنا الخامات وقللنا استخراج المواد الجديدة قلت الغازات وبالتالي حافظنا على كوكب الأرض بقدر الإمكان.

  4. كما أن إعادة التدوير توفِّر الطاقة المهدرة في تصنيع الخامات الأصلية. فمثلًا توفر إعادة تدوير علب الألمونيوم طاقة إنتاج الألمونيوم بنسبة تصل إلى 95% عند تصنيعها على نحو أولي.

  5. توفر استراتيجية إعادة تدوير النفايات كثيرًا من فرص العمل، وبالتالي تعظيم الدخل، كما أن العمل في تدوير النفايات يرفع مستوى الوعي بقضايا البيئة، كما توفر المواد الخام لكثير من الصناعات، ما يقلل تكاليف الإنتاج وبالتالي يقلِّل السعر النهائي للمنتج، وهو هدف اقتصادي عظيم.

  6. كما تعد فكرة إعادة تدوير المنتجات مناسبة تمامًا للمجتمعات الفقيرة التي تعاني اقتصاديًّا؛ فهي حل سحري يوفر الخامات والمنتجات وفرص العمل ويقلِّل أسعار البضائع، إضافة إلى فوائده البيئية؛ لذا فهو حل استراتيجي رائع.

اقرأ أيضاً نحو بيئة نظيفة

عيوب إعادة التدوير

إن إعادة التدوير أمر متعدد الفوائد والمكاسب، وكما أننا ننحاز له تمامًا ونطالب بالتوسع فيه وخاصة في بلادنا العربية، لكننا نضع أمامكم بعض العيوب التي رُصدت وسُجلت في مسألة إعادة التدوير، والتي يجب التعامل معها على نحو علمي عند تطبيق ثقافة إعادة التدوير؛ حتى نستفيد بالمزايا ونحرص على عدم  التأثر بالعيوب.

  • تتلوث عملية إعادة التدوير عادة بالرطوبة أو بالشحوم أو المواد الغذائية؛ فهي تحتاج إلى مزيد من المعالجة لتكون قابلة للاستخدام وهو ما يتطلب الرقابة القوية ووسائل المعالجة الجيدة، ويجب أن تكون العملية كلها تحت إشراف الدولة للتأكد من عدم تلوث المنتجات.

  • لا يجوز استخدام إعادة التدوير ومنتجاتها لتغليف المواد الغذائية مباشرة؛ لأنها قد تحتوي على بعض المواد الضارة من البكتيريا أو العفن أو المواد الكيميائية التي يمكن أن تضر بالطعام، وهو ما يدفعنا لاستخدام مواد إعادة التدوير في تغليف المواد غير الغذائية أو استخدامها مع المواد الغذائية في وجود طبقة واقية وهو ما يحتاج إلى إشراف ورقابة صارمة للتحقق من مطابقة المواصفات.

  • وتتطلب مسألة إعادة التدوير استخدام بعض المواد الكيميائية السامة ومواد التبييض والصودا الكاوية، وهو ما يتطلب المعالجة العلمية السليمة والرقابة على عملية إعادة تدوير على نحو كامل وصارم حتى لا نقع في مأزق التلوث ونحن نحاول تقليل التلوث أصلًا.

تجربة النرويج مع إعادة التدوير

وبما أننا نتحدث عن موضوع إعادة التدوير فيوجد نموذج رائع لا بد وأن نذكره وهو نموذج دولة النرويج في إعادة تدوير البلاستيك. فأرقام منظمة الصحة العالمية تقول إنه يوجد 15 طنًّا من البلاستيك يلقى في المحيط كل دقيقة وهي أرقام مرعبة تنبئ بكوارث هائلة.

أما خطة الاتحاد الأوروبي للتخلص من هذه المشكلة عن طريق إعادة تدوير المنتجات البلاستيكية فقد قدمت النرويج تجربة رائعة في السنوات الماضية عن طريق فكرة إعادة شراء العبوات البلاستيكية مرة أخرى.

 ففي النرويج يستهلك الناس المشروبات والمنتجات ثم تعاد العبوات البلاستيكية إلى المتجر أو السوبر ماركت وتدخل في ماكينة تحسب عدد العبوات وحجمها ووزنها ثم تكتب الرقم الذي يُعد مقابل هذه العبوات.

فمثلًا تدخل السيدة إلى المتجر وتضع مجموعة العبوات في الآلة فتكتب لها الآلة رقم أربعة بمعنى أن ثمن هذه العبوات أربعة يورو فتستطيع السيدة أن تحصل على المال أو أن تشتري به أي منتج ترغب به.

وهو ما يشجع المواطنين في النرويج على التخلص من نحو 97% من العبوات البلاستيكية التي تذهب إلى المصانع، وتبيعها الحكومة إلى أصحاب المصانع فتدخل في صناعة البلاستيك الجديد بنسبة 10% في كل عبوة جديدة، وهو ما أصبح تجربة يُحتذى بها في كل دول العالم نظرًا للنجاح السريع الذي تحقق مع كميات كبيرة من منتجات البلاستيك.

ما الفرق بين إعادة التدوير وإعادة الاستخدام؟

أوضحنا من قبل أن إعادة التدوير تعني التعامل مع المنتجات المستخدمة وتحويلها إلى مواد خام لاستخدامها في صناعة منتجات جديدة، فإننا نوضح أن إعادة الاستخدام تعني بقاء المنتج في دائرة الاستخدام نفسها للغرض نفسه أو حتى لغرض مختلف دون تغيير في الشكل.

وتعد الطريقتان سواء إعادة التدوير أو إعادة الاستخدام ناجحتين للحفاظ على الموارد وتقليل النفايات والتلوث، لكن لكل طريقة منهما استراتيجية في العمل، ثم إن لهما عيوبًا ومزايا مختلفة لكل منهما.

بعض مزايا إعادة الاستخدام

  • تعمل إعادة الاستخدام على تقليل الحاجة إلى شراء منتجات جديدة، لأنها تطيل عمر المنتجات، ويُعاد استخدامها للغرض نفسه أو لغرض آخر، وهو ما يتناسب تمامًا مع الأغراض الاقتصادية لإعادة الاستخدام.

  • ثم إن إعادة الاستخدام لا تضر البيئة ولا تسبب أي انبعاثات ولا تحتاج إلى أي مواد كيميائية أو مصادر للطاقة.

  • يمكن مع قليل من الابتكار إضفاء حياة جديدة ووظيفة جديدة للعناصر القديمة وهو من الأمور التي تعد مصدرًا للسعادة والإحساس بالإبداع والقدرة على التصرف.

بعض عيوب إعادة الاستخدام

  • في أحيان كثيرة تكون المنتجات تالفة وقديمة على نحو لا يسمح بإعادة استخدامها، وهو ما يحتاج إلى نقلها إلى فكرة إعادة التدوير.

  • من الممكن أن يتطلب الأمر أحيانًا مجهودًا كبيرًا ومساحة ووقتًا من أجل الاستفادة بالمنتج على نحو قد يكون أكثر تكلفة من شراء منتج جديد.

  • بعض العناصر يكون إعادة استخدامها ضارًّا وغير آمن خاصة مع ملامستها طعامًا أو حتى عند ملامستها الجسم.

أفكار لإعادة التدوير والاستخدام

  • يمكنك صناعة أكواب من الزجاجات البلاستيكية التي أعيد تدويرها واستخدامها أكوابًا لتخزين الأقلام أو الفُرش أو المقصات، كما يمكنك تزيينها بالألوان والملصقات والرسوم والقماش لجعلها منتجات أكثر جاذبية.

  • من الممكن استخدام حاويات القهوة والمنتجات المتشابهة بعد غسلها وتكثيفها وتحويلها لتخزين الوجبات الخفيفة مثل المكسرات والحلوى والحبوب؛ فهي تتسم بجسم شفاف يتيح لك رؤية ما بداخلها، ثم إن لها غطاء سهل الفتح وهو ما يوفر علينا شراء هذه الحاويات بالمنزل.

  • يمك استخدام الزجاجات البلاستيكية للزراعة بعد قص الجزء العلوي منها؛ وتُزرع فيها الزهور والأعشاب والنباتات، كما يمكنك تعليقها في أماكن مختلفة من أجل الاستفادة بالرائحة العطرة والمنظر المبهج.

  • كما يمكن تدوير زجاجات منظفات الغسيل لتصبح بمنزلة إبريق للإرواء، وذلك عن طريق إزالة ملصقات الغسيل وعمل الثقوب في الغطاء لإرواء النباتات، وهو نوع من أنواع إعادة التدوير والاستخدام والتوفير.

  • كما يمكن استخدام حاوية منظف الغسيل لأغراض أخرى مثل صناعات دلو للشاطئ يلعب به الأطفال، كما يمكن استخدام الغطاء للغرض نفسه مثل قالب لتكوين القلاع الرملية أثناء اللعب على الشاطئ.

إعادة تدوير الملابس

 لإعادة تدوير الملابس أساليب مختلفة، وذلك حسب الجودة والحالة ونوع الملابس، ومن هذه الأساليب:

  • فكرة إعادة استخدام الملابس بالتبرع بها أو بيعها أو استبدالها وهو الخيار الأفضل؛ لأنه يطيل عمر المنتجات كما يمنح الآخرين فرصة استخدام الملابس بمقابل بسيط أو حتى دون مقابل. وتوجد كثير من المنظمات والمنصات التي تتولى هذا الأمر، كما توجد متاجر لبيع الملابس المستعملة ومقايضة الملابس إضافة إلى الجمعيات الخيرية.

  • تُعد أيضًا فكرة تعديل وإصلاح الملابس إحدى الأفكار الرائعة لمنح الملابس مظهرًا ووظيفة جديدة، وهو ما يقلل الهادر ويوفِّر المال. وقد نشرت كثير من الأساليب وورش العمل التي تعلِّم كيفية إعادة تدوير الملابس مثل صناعة الإكسسوارات والسجاد والحقائب من الملابس القديمة، وهو ما يجعل لها قيمة كبيرة ومتجددة سواء لأصحابها أو لمن سيستخدمها.

  • ويمكن تفكيك الملابس إلى مواد خام تستخدم في صناعة مواد جديدة، ورغم أنها عملية معقدة ومكلفة لكنها أفضل بكثير من فكرة دفن أو حرق النفايات. وتنفذ بعض الشركات الكبيرة فكرة إعادة تدوير الملابس بإدخالها في ملابس جديدة لتقليل التكلفة وتوفير المواد الخام.

إعادة تدوير الكرتون

تُعد عملية إعادة تدوير الورق المقوى أو الكرتون عملية شائعة جدًّا وتعتمد على معالجة الورق الذي كان سيُتخلص منه أو يُحرق في صناعات ومنتجات جديدة تحافظ على البيئة والموارد الطبيعية وتوفر الطاقة، وهي إلى ذلك توفر فرص عمل وتقلِّل الحاجة إلى صناعة واستيراد منتجات الورق المقوى، وهو ما يدعم الاقتصاد ويرفع دخل الأفراد.

 ولكن في الحقيقة فإنه لا يمكن إعادة تدوير جميع أنواع الورق. فعلى سبيل المثال الورق المقوى المطلي بالشمع أو الملطخ بالأطعمة أو الذي يحتوي على ملحقات سواء من البلاستيك أو المعدن أو غيرها فإنه يكون من الصعب إعادة تدويره.

وتوجد بعض المعلومات والأرقام الخاصة بإعادة تدوير الكرتون يمكنها أن تكون مفيدة جدًّا للمهتمين بعملية إعادة تدوير الكرتون.

  • فمثلًا إعادة تدوير طن واحد من الكرتون يوفِّر 17 شجرة ويحميها من القطع الجائر، وكذلك يوفِّر طن الكرتون 4000 كيلو من الكهرباء و6 ملايين  وحدة حرارية من الطاقة كما يوفر مساحة هائلة من مدافن النفايات تصل إلى ٩ ياردات مكعبة، إضافة إلى توفيره 50% من كمية التلوث بثاني أكسيد الكبريت. فإذا نظرنا إلى هذه الأرقام يمكننا أن نرى كوكبنا أفضل بفكرة إعادة التدوير رغم أن هذه الأرقام ترتبط بمنتج واحد وهو الكرتون.

  • ويقلل تدوير الكرتون الطلب على المواد الخام التي تكون إما مستوردة أو مصنعة بتكلفة عالية، كما يقلل حرق النفايات التي تطلق الغازات الدفينة مثل ثاني أكسيد الكربون وغاز الميثان.

  • ومن البديهي أن صناعة إعادة تدوير الكرتون ستوفر كثيرًا من فرص العمل وفرص رفع دخل الأسر خصوصًا في الدول الأقل دخلًا، إضافة إلى توفير المواد الخام الصناعية وتقليل تكاليف المنتج؛ ما يجعله متداولًا وذا سعر منخفض، خصوصًا بين الدول الفقيرة التي يصعب عليها شراء المنتجات الجديدة بالأسعار العالمية.

عيوب إعادة تدوير الكرتون

  • من العيوب الكبيرة في عملية إعادة تدوير الورق المقوى هو استخدام مواد كيماوية سامة أثناء عملية التدوير مثل الصودا الكاوية لإزالة الحبر والأوساخ ومواد التبييض، وبعض المواد الأخرى التي تلوث الماء والهواء إذا لم نتخلص منها على نحو سليم وتحت رقابة صارمة.

  • يصعب أحيانًا إعادة تدوير بعض أنواع الورق بسبب تشبعها بالرطوبة أو تعرضها للشحوم وبقايا الطعام وهو ما يجعل جودتها قليلة، ويفضل القائمون على الأمر أحيانًا التخلص منها وعدم استخدامها في عملية التدوير.

  • يُعد الاستخدام الخاطئ للورق المقوى الذي أعيد تدويره من أكبر العيوب والأضرار؛ لأنه يجب عدم استخدامه في أي احتكاك مع المواد الغذائية، نظرًا لاحتمال احتوائه على البكتيريا أو بقايا المواد الكيميائية؛ لذا يجب التعامل مع هذه الأمور بصراحة شديدة؛ لأنها تمس حياة البشر وليس من المعقول أن نقوم بعملية تنمية في مجال لتؤدي إلى خسائر بشرية من ناحية أخرى.

إعادة تدوير أشياء منزلية

 وتعد إعادة التدوير أو الاستخدام المنزلية أقل ضررًا وتكلفة؛ لأنها تعتمد على العناصر الموجودة في المنزل والتي يمكن التخلص منها في القمامة أو نقلها إلى مراكز إعادة التدوير. ومن هذه الأمثلة:

  • زجاجات السوائل مثل صابون الأطباق الموجودة في كل المنازل، فيمكن تنظيفها جيدًا واستخدامها أوعية للمنتجات التي تحتاج إلى أوعية بلاستيكية جديدة.

  • كذلك كراتين البيض الورقية يمكن استخدامها لتخزين الأشياء الصغيرة، ويمكن استخدامها شتلات للحديقة، كما يمكن استخدام الكراتين البلاستيكية لصنع مكعبات الثلج أو قوالب الشوكولاتة أو الصابون التي تُصنَّع منزليًّا دون حاجة إلى شراء قوالب جديدة.

  • يمكنك أيضًا استخدام الأكياس البلاستيكية والورقية لاستخدامها في عملية تغليف الكتب أو جعلها قواعد للأكواب.

  • ويمكن استخدام لفات المناديل الورقية واستعمالها منظمًا للأسلاك أو الكابلات أو الورق الخاص بالتغليف.

ورغم أن هذه أفكار مبدئية لتدوير الأشياء الموجودة بالمنزل؛ فإنك تستطيع صنع أفكار جديدة أكثر فائدة وأكثر إبداعية؛ نظرًا لتنوع الأشياء الموجودة واختلافها من منزل لمنزل، لكن الفكرة الأساسية هي فكرة إعادة التدوير. فإذا امتلكت هذه الثقافة فإنك سترى في كل المنتجات المستهلكة منتجات جديدة على مستوى تصرفك الفردي، وعلى مستوى تصرف المجتمع بهذه الثقافة التي عددنا فوائدها وذكرنا بعض أمثلتها وحذرنا من أضرارها القليلة.

 لذا نرغب في نهاية هذا المقال أن نشكرك على قراءة المقال وهو ما يعبر عن جديتك واهتمامك بهذا الموضوع شديد الخطر، كما نرغب أن تصبح واحدًا من مجموعة المثقفين الداعمين لفكرة إعادة التدوير وانتشارها في بلادنا العربية سواء بالدعوة أو بالتصرف المباشر، أو حتى بنشر هذا المقال بين أصدقائك ومعارفك؛ لعلك تكون سببًا في إحداث تغيير ولو بسيط في مجتمعات تحتاج إلى تغيرات كبيرة نسعى إليها بكل الوسائل والأساليب الممكنة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة