ما لا يعرفه الطبيب عن المرأة أكثر، وما لا يمكنه الإخبار به أخطر، فالمرأة كائنة كاتمة، وما هي بحالاتها عالمة، وقد يخمِّن من يتأملها، أو يعجِّلها من يستقبلها، فالمجاهر لا تعطي عن الخبر، ولا تبقي لها الأثر، ولا تعرف التكنولوجيا ما في القدَر، ولا تنفي عنها أي الضرر.
فالمرأة إذا كتمتْ فهي لا تبوح، وأسرارها لا تلوح، وتخفي على من بجوارها الأخبار، كما تحتفظ بالأسرار، وقلما تُفْشِي، بما هي تمشي، وتحيا حياتها بين الكتمان، ولا تنبس ببنت الشفة بعد الإدمان، وتسير وفؤادها لا يستثقل.
اقرأ أيضًا كيف يمكن تقدير المرأة؟ ج2
المرأة وكتمان الأسرار
وتحمل الأسرار وهي لا تنتقل، بل تبقى على هذا العهد؛ لإنجاز هذا الوعد، وتموت إذا لزمَ الأمر بهذا السر في الفؤاد، ولا تبوح به حتى على الانفراد، وتستغني عن وسائل الإفشاء، إذا دخلت في صفوف الوفاء والصفاء.
ولو رأتِ الموتَ رأي العين، اختارت المضِيَّ مع البَين، وإذا صادفت الوعورةَ في طريق تحقيق الأماني، فكَّرت في الحل الثاني، ولا تُظْهِر مما منه تعاني، بل تظل تكتم الأحاديث، كما تحفظ المواريث، وتمْضي على هذه الوتيرة، ولا تشتكي من حر الهجيرة.
والطبيب الذي لديه خبرات الألوف، لا تُغْنِيه عند الظروف، فمن راقب المرأة قد يقع في الأوهام، ولا يُوَفَّق إلى الإلهام، وقد ينخرط في الاتهام، ويختلط بعدم الاحترام.
عجْزُ الطبيبِ عن النسوانِ أضعافُ فليس يعرفُها في الأرضِ عرَّافُ
وقد تموتُ بأسرارٍ وتكـتمُها
ولا يكونُ لها للوعد إخلافُ
مقعَّرٌ قلبُها، لا سرَّ يتركُه
حتى ولو جاءها في الكون كشَّافُ
وغَوْرُ أسرارِها لا عُمْقَ يكشفُه
ولا تضيعُ إلى الآذانِ أطرافُ
لا يكتمُ السرَّ في الدنيا سوى امـرأةٍ ولا يكون لـها في السرِّ إسـرافُ
إنَّ الذي ليس يدري قدْرَ عـزَّتِها
في كتمْها السرَّ لا يأتيه إتحافُ
قد يخلدُ السرُّ في أعماقِها أبدًا
لها من السرِّ للآبادِ إنـصافُ
ولا تبيع عرْضًا على عَرَضٍ
حتى ولو كان للكشَّافِ طوَّافُ
وقد تبيَّنَ أن السرَّ يجعلها
تُخْفِي كثيرًا إذا لم تَبْدُ أهـدافُ
إن الذي خلقَ الأسرارَ أوْدَعَـها لحفظِها امرأةً، ما ذاك إتلافُ
وقد تموتُ ولا تسعى لتُعْلَنَـها وليس تدري بها في الأرض أريافُ
هذا الذي ليس يدريه الطبيبُ ولا وإن سعى، فله في ذاك إجحـافُ
إنَّ الطباعَ لدى النسوانِ مشكـلةٌ
لم تَبْدُ للعينِ في الآفاقِ أطيـافُ
فليَعْرِفِ البثُّ أنَّ السرَّ تكتمُه
تلك التي كان فيها اليومَ إشرافُ
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.