ما قصة مدفع رمضان؟ وكيف بدأت فكرته؟

مدفع الإفطار، اضرب! لا أظنك أيها القارئ الكريم حين قرأت تلك الجملة إلا تخيلتها بالصوت المشهور الجهوري الذي اعتدت عليه من الطفولة الذي اعتدت أن يأتي بعده صوت طلقة، ثم أذان المغرب، ثم ما لذ وطاب من الطعام والمشروبات الرمضانية، فعاليات رائعة خلفت ذكريات أروع، لكن السؤال: ما قصة مدفع رمضان؟

في الحقيقة عزيزي القارئ هي ليست قصة واحدة، بل عدة قصص نتعرف إليها معًا؛ لذا تعال لنعرف ما قصة مدفع رمضان؟ ومن أول من ضرب مدفع الإفطار؟

ما أصل مدفع رمضان؟ ومن أول من استخدم مدفع الإفطار؟

قد تظن عزيزي القارئ أن أصل مدفع رمضان عثماني أو فاطمي، أو حتى غير معروف المصدر، وذلك لتعدد المصادر والروايات، لكن كل ذلك غير صحيح، فالأصل على الرغم اختلاف المصادر والروايات التاريخية، لكنه خرج من بلد واحد، من مصر، وكل الروايات تدور في مصر، ولنتعرف إليها معًا.

القصة الأولى: السلطان خوشقدم

في غرة شهر رمضان عام 865هـ في القاهرة وصل للسلطان المملوكي «خشقدم» مدفع جديد، وأراد أن يجرب ذلك المدفع، فأطلق الجنود قذيفة للتجربة، لكن تلك القذيفة صادف إطلاقها موعد غروب الشمس والإفطار.

ففهم الناس أن إطلاق المدفع في وقت الإفطار عادة طبقها السلطان في رمضان لتنبيه الناس إلى موعد الإفطار، فراحوا إليه يشكرونه على ذلك الحدث الرمضاني الجميل، لكن الأمر كان صدفة بحتة.

السلطان خوشقدم وإطلاق مدفع رمضان

لكن لما رأى السلطان سعادة المصريين بإطلاق المدفع وقت الإفطار قرر استمرار تلك العادة طوال الشهر الكريم، بل جعل إطلاق المدفع ثلاث مرات يوميًا، مرة للإفطار، ومرة للسحور والثالثة للإمساك؛ أي الامتناع عن تناول الطعام قبيل آذان الفجر بقليل.

القصة الثانية: محمد علي 

قصة محمد علي باشا لا تختلف كثيرًا عن قصة السلطان خوشقدم، فأحداثها تحكي تجربة مدفع استورد من الخارج -يقال إنه ألمانيا حاليًا- وتصادفت تجربته في وقت آذان المغرب، والبقية معروفة.

القصة الثالثة: الخديوي إسماعيل والحاجة فاطمة

قصة الخديوي إسماعيل لا تختلف أحداثها كثيرًا، يروى أن جنود الجيش كانوا ينظفون مدفعًا فخرجت منه قذيفة، وكما توقعت، فقد خرجت تلك القذيفة وقت الإفطار، ففرح المصريون بذلك التقليد.

مدفع رمضان في عهد الخديوي إسماعيل

فلما علمت بذلك الحاجة فاطمة أو الأميرة فاطمة ابنة الخديوي إسماعيل بذلك الحدث، نال إعجابها وأصدرت فرمانًا لاستخدام ذلك المدفع طول أيام رمضان في الإفطار والسحور والإمساك، وفي المناسبات والأعياد الرسمية، حتى إن المدفع اقترن اسمه باسمها.

أين يوجد مدفع رمضان؟ وما المكان الأثري المرتبط بمدفع رمضان؟

يبدو أن المصريين ليسوا الوحيدين الذين أعجبوا بفكرة مدفع رمضان، فقد سرت تلك الفكرة سريان النار في الهشيم، فبعد مصر نفذت تلك الفكرة في فلسطين تحديدًا بالقدس، ويقع مدفع رمضان المقدسي في مقبرة المجاهدين بشارع صلاح الدين، ومن عهد الدولة العثمانية حتى الآن يشرف على إطلاق مدفع رمضان عائلة تسمى عائلة صندوقة، وذلك الأمر من نحو 133 عام تقريبًا حتى يومنا هذا.

وبعد القدس انتقل إلى بقية دول الشام، منها الأردن التي لها تاريخ مع مدفع رمضان، فأقدم وثيقة أردنية تخص المدفع صدرت عام 1938، مع العلم أنه كان يستخدم قبل ذلك التاريخ، وبعد الشام العراق والخليج، ووصل إلى الدولة العثمانية وشرق آسيا، مثل إندونيسيا التي أطلق مدفع رمضان فيها للمرة الأولى عام 1944، ثم السودان وبعض الدول الإفريقية مثل مالي والنيجر وتشاد ودول شمال إفريقيا.

حتى الآن يوجد مدفع رمضان في بلده الأم مصر، ويطلق كل يوم من هضبة المقطم.

مكان مدفع رمضان

(رمضان في مصر حاجة تانية، والسر في التفاصيل)، تلك الكلمة الآن فُهم معناها بعد معرفة تاريخ مدفع رمضان، فالتفاصيل التي ارتبطنا بها في رمضان من فوانيس أو مدفع رمضان أو غيره كلها مدون عليها "صنع في مصر"؛ لذا شكرًا مصر.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.