عندما نتحدث عن الديانة في الإمبراطورية الرومانية عمومًا وعن ديانة الإمبراطور الروماني تيبريوس خاصة، لا بد لنا أن نعطي توضيحًا عامًّا وسريعًا عن طبيعة تلك الديانة في الإمبراطورية الرومانية.
وعن الآلهة التي كان الرومان يعبدونها ويقدسونها، وعن أنواعها عندهم، وكذلك طبيعة المعابد التي كانت تدار من قبل الكهنة آنذاك.
اقرأ أيضًا إطلالة على روما القديمة
أصل الديانة الرومانية
قامت الديانة الرومانية في بادئ الأمر على أساس الفكرة التي تؤمن بوجود بعض القوى الخفية، التي تتحكم بحياة الناس، وأطلقوا عليها أسماء تتلاءم مع نفوذها ودورها، مثل إله الزرع وإله الغابات وإله المدينة وغيرها.
وعلى الناس أن ترضي هذه الآلهة لكي يتجنبوا شرها، ولم يكونوا يجسدونها بشخصيات معينة، لذلك نرى أن ديانتهم جافة وشكلية تبتعد عن الروحية الخفية التي تتضمنها كلمة الدين.
فكانت الآلهة تشمل أنواعًا عدة، أهمها جوبتير إله السماء الصافية، والإلهة فيستا إلهة الموقد والبيت، والإله مارس إله النمو والرجولة والقوة الخلاقة، وفينوس إله الحب والجمال، وديانا إلهة القمر، والإلهة سيرس إلهة الخصوبة والمحاصيل الزراعية.
وعلى الرغم من تعدد الآلهة، كان الرومان متسامحين مع الآلهة الأجنبية من خلال إقامة المعابد، وطقوس العبادة، وأقاموا لها معابد في روما، كإيزيس وأوزيرس الإلهة المصرية.
أما المعابد الرومانية فكانت تتمثل بغرفة واحدة فيها صورة الإله، وأمامها هيكل تقدم عليه القرابين وتقام عليه العبادة، هذا كان في بادئ الأمر، إلا أن الرومان اكتفوا ببناء المعابد الكبيرة والضخمة واستخدمت للعبادة وللأغراض المدنية.
اقرأ أيضًا الأحوال في روما قبل الإمبراطور أوكتافيوس
ماذا عن الكهنة ورجال الدين؟
أما طبقة الكهنة ورجال الدين فقد تميزت عن غيرها من طبقات المجتمع، وكانوا يمارسون الطقوس الدينية، ولا تتطلب وظيفتهم إعدادًا خاصًّا أو تمرينًا معينًا، بل كان الشخص القوي الذي يمثل الدولة هو من يمثل الكاهن لإدارة المعبد ويظهر مدى ارتباط الدين بالدولة.
وتميز رجال الدين بأن وظيفتهم الأساسية الإشراف على ديانة الدولة وهم كهنة الإله.
وكانت العبادات تقام في جميع أنحاء الإمبراطورية، وليست في روما فقط، ولا يعبد الإمبراطور إلا بعد موته، ويعد الإمبراطور أغسطس أولهم.
إلا أن تيبيريوس رفض الألوهية، لكنه كان على الديانة الأولمبية وبما أنه يمثل الكاهن الأكبر للديانة الأولمبية.
فكان عليه أن يترأس الاحتفالات الدينية، ويدير شؤون الكهنة والمعابد، وتقديم القرابين إلى الآلهة بنفسه، لا سيما في المناسبات الدينية، على الرغم من أن الأباطرة لا يؤمنون بهذه الطقوس الدينية، وإنما استخدموها صفة دينية لكي يقنعوا الشعوب بالخضوع لمطالبهم.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.