ما دور الأسرة في تربية الأبناء؟ ولماذا يحقد الغرب علينا؟

واقع مرير تعيشه الأسرة العربية في ربوع وطننا العربي الكبير، يتجسد في حال شبابه اليوم، وحالة الوهن التي أصابته بعد أن نقل عن الغرب كل شيء في المظهر، الملبس، المأكل، المشرب، الثقافة الغربية، تاركًا الجوهر الذي جعل من الغرب متقدمًا اليوم ومتسيدًا العالم بفضل العلم والتكنولوجيا والأخذ بأسباب التقدم.

والمدقق في حال أمتنا اليوم يدرك تمامًا أن هذا ليس من قبيل الصدفة؛ فلطالما كانت الأسرة العربية مستهدفة من حملات الغزو الأوروبي، لأن الغرب يدرك تمامًا أن تماسك المجتمعات إنما ينبع من تماسك الأسرة، فإذا تفككت الأسرة سهل عندها تفكك المجتمع والأمة ككل، وهذا حالنا للأسف الشديد في هذا العصر الذي نحياه.

قد يعجبك أيضًا تأثير حضن الأسرة في نمو الفرد والمجتمع

دور الأسرة اليوم

والسؤال الذي يطرح نفسه: ما الدور المنوط بالأسرة في ظل هذا الواقع المرير؟

الأسرة هي اللبنة الأولى في المجتمع، وهي العنصر الأهم في كل شيء، كونها المسؤولة عن تربية النشء تربية سليمة، ليست التربية فحسب، بل أيضًا صحته وتعليمه حتى علاقاته الاجتماعية بالآخرين، سواء في البيت أو النادي أو المدرسة.

لذلك، دور الأسرة التي تُعدُّ المؤسسة التربوية الأولى في حياة الطفل، هو دور شامل لإعداد شخصية النشء من جميع الجوانب: الجسمية، والعقلية، والاجتماعية، والنفسية، والأخلاقية، والدينية.من الأسرة يتشرَّب الطفل العادات والتقاليد والقيم المجتمعية المقبولة التي يقرها المجتمع ويقبل بها، حتى تصير جزءًا من شخصيته عندما يكبر، وإذا غُرِست هذه القيم والمبادئ والأخلاقيات الحسنة في الطفل منذ نعومة أظفاره، فإنها تصبح بمنزلة حائط صد ضد الغزو الثقافي الغربي عبر وسائل الإعلام المختلفة التي جعلت من العالم قرية صغيرة.

الحجب والمنع إذن ليسا الوسيلة المجدية للشباب اليوم، إذ من الصعوبة بمكان منع الطفل من التعرض لوسائل الإعلام والاتصال بأنواعها المختلفة، بل يجب الإعداد والتربية الجيدة على الصواب والخطأ، الحلال والحرام، ما يقبله المجتمع ويقره وما يلفظه ويرفضه.

قد يعجبك أيضًا صفات الأسرة السوية نفسيًا والأسرة المضطربة

لماذا يحقد الغرب علينا نحن العرب؟

إن تماسك الأسرة العربية وصلابتها وعلاقاتها الاجتماعية القوية والمتينة، لطالما جعلها هدفًا مستباحًا من الغرب الذي يعيش أوضاعًا اجتماعية مزرية، حيث تكاد تكون العلاقات الاجتماعية معدومة أو غير موجودة، ولا مكان للأسرة والتماسك العائلي، فبمجرد أن يبلغ الطفل سنًا معينة، يصبح بإمكانه الاستقلال وفعل ما يحلو له بعيدًا عن رقابة الأسرة.

يذكر الدكتور طارق السويدان -المفكر العربي- أن أمريكا تعيش تفككًا أسريًا غير مسبوق، وهو نذير شؤم بالنسبة لها، إذ يبلغ عدد السكان الذين يسكنون بمفردهم من الرجال والنساء ما يقرب من 26 مليون نسمة، فضلًا على ارتفاع نسب الطلاق في بعض الولايات الأمريكية، مثل ساكرامنتو وكاليفورنيا، إلى 95%، إيذانًا بأفول هذه الحضارة الزائفة التي تسيطر على العالم منذ عقود.

لذلك، يبقى أحد أكبر التحديات التي تواجه مجتمعاتنا العربية هو الحفاظ على وحدة وتماسك الأسرة؛ لأن تماسكها يعني تماسك المجتمع وبقائه حجر عثرة أمام محاولات الغزو الغربية التي تحاول أن تنهش في أجساد شبابنا بأفكارها الغريبة عنهم أخلاقيًّا ودينيًّا واجتماعيًّا وكل شيء.

وأنتم، أعزائي القراء من الآباء والأمهات، شاركونا آراءكم في دور الأسرة في تربية النشء، وكيف يمكن الحفاظ على وحدة وتماسك الأسرة العربية؟

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة