نشرت منذ مدة مقالًا عن السياقة في مصر.. ونال أكبر قدر من التعليقات التي تؤكد كلها وجود تجاهل تام لقوانين المرور من السائقين أو عدم معرفة بها.. ولا سيما التوكتوك والموتوسيكل (الدراجات النارية)، مع وجود هذا الكم الرهيب من التجاوزات.
اقرأ أيضاً التخلص من الأوهام السلبية وحب الحياة
لا للسلبية.. فأنت أول المتضررين
إذا كان هذا السلوك الخاطئ يصدر من المتجاوزين.. فالمشكلة التي أقصدها في هذا المقال هي السلبية من الملتزمين والمطبِّقين لقواعد المرور وآداب الطريق، سلبيتهم تجاه هؤلاء المتجاوزين.
الغريب والعجيب أنني كلما وجَّهت ونصحت وبيَّنت لشخص خطأه، وظننت أنني بذلك أكون إيجابيًّا ولم أساعده بصمتي وموافقتي على خطئه.. (لأنني على يقين أن المخطئ إذا سكتنا ولم ننكر عليه سيزداد في أخطائه) رغم ذلك أُقابل بسيل من الإنكار عليَّ أنا شخصيًّا، وأسمع ما يلي:
- أنت سوف تتعب نفسك من غير فايدة.
- احنا خايفين الضغط يعلى عندك.
- يا عم خلاص اسكت بقى السواق مش حيسمعك.
- لازم تتكيف مع الجو هنا وانسى اللي فات.
اقرأ أيضاً السلبية اختيار.. كيف تتخلص من تحكم المشاعر السلبية؟
قصة أصحاب السبت
تذكَّرت قصة أصحاب السبت من بني إسرائيل، والمذكورة في القرآن الكريم في سورة الأعراف من الآية 163 حتى الآية 166.
والقصة باختصار لمن لم يعرفها.. قرية تسكن البحر وتشتغل بالصيد.. وعندهم يوم السبت للعبادة فقط وحرَّم الله عليهم العمل فيه.
فاختبرهم الله بأن جعل السمك يأتي للشاطئ بأعداد كبيرة يوم السبت.
فانقسم أهل القرية لثلاث مجموعات:
١- طائفة احتالت ووضعت الشباك وعصت أمر الله.
٢- وطائفة إيجابية لم تعصِ الله، بل أنكرت عليهم، وبيَّنت لهم خطأهم.
٣- وطائفة سلبية لم تعصِ الله ولم تنكر عليهم، بل إنها عاتبت الطائفة الثانية على إنكارها على العصاة. وقالت لهم (لم تعظون قومًا الله مهلكهم أو معذبهم عذابًا شديدًا).
فكان الرد الحاسم من الإيجابيين: (معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون).
يعني أننا ننصحهم ونبيِّن لهم الخطأ، لسببين:
١- لأننا نأمل أن يكون هذا عذرًا لنا عند ربنا عندما نقابله.
٢- لعل وعسى أن يستجيب بعضهم لنصيحتنا ويتقي الله.
تُرى من أي الطوائف الثلاث أنت؟
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.