تتغير الحالة الصحية للمرأة تمامًا بدءًا من الحمل حتى الولادة؛ ويكون ذلك بسبب التغيرات الهرمونية للجسم، وسوء التغذية، ونقص عناصر غذائية مهمة في الجسم ولا سيما في مرحلة تكوين الجنين داخل الرحم، فيستمد الجنين الفيتامينات والمعادن اللازمة لبناء جسمه من جسم الأم، ويمكن تعويض فقد تلك العناصرعن طريق تناول الفيتامينات حسب إرشادات الطبيب.
ما بعد الولادة
تظن الأم أنه بمجرد أن تضع مولودها وتتعافى من آلام الولادة -سواء أكانت طبيعية أم قيصرية- أنها تخلَّصت من آلام الحمل، وستعود صحتها لما كانت عليه قبل ذلك. فعلًا قد يعود وزنها إلى المُعدل الطبيعي بالتدريج، وتتخلص من ثقل آلام الحمل وصعوبة النوم والمشي والتوتر الذي يسبق الولادة، لكن تبدأ رحلة جديدة شاقة.
فقد تتعرض بعض النساء لما يعرف بـ "اكتئاب ما بعد الولادة" وغالبًا لا يحدث بسبب واضح، فقد تجتمع عدة أسباب معًا تؤدي إلى الاكتئاب، منها التغييرات الهرمونية للجسم، والضغوطات النفسية التي تتعرض لها الأم بسبب المسؤولية وقلة النوم، خاصة إذا كان هذا مولودها الأول.
تأثير الرضاعة الطبيعية على أجسام الأمهات
لا شك أن للرضاعة الطبيعية فوائد كثيرة للطفل والأم، فتعمل على تعزيز صحة ومناعة الطفل وتقوية عضلاته بواسطة العناصر الغذائية والفيتامينات التي توجد في لبن الأم، أيضًا فالرضاعة الطبيعية تعمل على تكوين رابطة عاطفية عميقة بين الطفل وأمه، لكنها مهمة شاقة على النساء.
تحتاج الأم يوميًّا إلى تناول بعض الفيتامينات وأهمها فيتامين د ومعدن الكالسيوم لتعويض الكمية التي تتكون في حليب الأم واللازمة لبناء جسم الطفل. في حالة إهمال الأم تناول الفيتامينات اللازمة قد تتعرض لنقص هذه العناصر في جسدها؛ ما يؤدي إلى بعض الأعراض مثل هشاشة العظام وآلام الأسنان وسقوط الشعر، لذا يجب الحرص على تعويض العناصر المفقودة في الرضاعة باعتدال فلا تنقص أو تزيد عن الحد المطلوب.
التغذية السليمة بعد الولادة وفي أثناء الرضاعة
يجب على الأم المُرضع إدراك أن التغذية السليمة ضرورية لها؛ لأنها تساعدها في التعافي وفي أداء مهمتها في الاعتناء بالصغير، والأهمية الأكبر تكون بالنسبة للرضيع؛ لأن النظام الغذائي الصحي يساعد في إدرار كمية الحليب التي تكفي الطفل يوميًّا، ومن الضروري أن تكون الأم على علم بأنواع الطعام المُفيد في تلك المرحلة، وهذه هي أهم العناصر التي يحتاج إليها جسم المرأة في أثناء الرضاعة:
الكالسيوم
يُعد الكالسيوم من أهم العناصر التي يحتاج إليها الرضيع لبناء عضلاته وأسنانه، وتحتاج إليه الأم لتقوية عظامها مرة أخرى بعد رحلة الحمل الشاقة، وتعد منتجات الألبان والخضراوات ذات الورق الأخضر مصدرًا غنيًّا بالكالسيوم. ويُعد السمسم من أغنى مصادر الكالسيوم، وهو أيضًا غني بالماغنيسيوم والألياف والبروتين، أضف إلى تلك المصادر التين وحليب اللوز.
الحديد
تُعد اللحوم الحمراء والدواجن والسبانخ والفاصوليا والبيض أغذية غنية بالحديد، ويساعد الحديد الجسم في تكوين خلايا دم جديدة، خاصة بعد فقد كثير منها في أثناء الولادة.
البروتين
البيض واللحوم الحمراء والمأكولات البحرية وفول الصويا والمكسرات والعدس من مصادر البروتينات التي تساعد الجسم في التعافي من آثار الولادة.
نصائح للحصول على نظام غذائي متوازن بعد الولادة
وإليكم أهم النصائح للحصول على نظام غذائي متوازن
- من الضروري أن تحتوي وجبة الإفطار على بروتين مثل البيض واللبن، وكربوهيدرات مُعقدة مثل الخبز والحبوب الكاملة.
- على الأم تفادي الوجبات الجاهزة والسريعة تمامًا خلال الرضاعة، والحرص على تناول وجبات صحية من الخضار والفاكهة الطازجة.
- الحرص على تناول كمية كبيرة من الماء خلال اليوم؛ لأن ذلك يساعد في إدرار اللبن بكميات مناسبة، 6 إلى 10 أكواب من الماء تُعد كمية مناسبة، إضافة إلى العصائر الطازجة.
- يُفضل أن تتناول الأم خمس وجبات صغيرة خلال اليوم بدلًا من ثلاث وجبات كبيرة.
الصحة النفسية للأمهات خلال الرضاعة
لا تقل أهمية الصحة النفسية للأم عن الصحة الجسدية بل يمكن أن تؤثر الحالة النفسية السيئة والقلق والتوتر لدى الأم في هرمون إدرار اللبن، فتقل كميته ولا يشبع الرضيع، أيضًا يسبب للرضيع انتفاخات ومغصًا، لأنه تتغير خواصه ويكون صعب الامتصاص.
لا بد من وجود وسائل للتخلص من الحالة النفسية السيئة وعدم الاستسلام للتغيرات المزاجية. وإليكم بعض الأشياء التي يمكن أن تُحسن الحالة النفسية:
- يساعد التنفس بعمق في الشعور بالارتياح وتخفيف التوتر.
- يساعد المشي في التخلص من الطاقة السلبية.
- شرب الماء بكميات كافية؛ لأن جفاف الجسم يؤثر في الحالة النفسية.
- التعرض لضوء الشمس من الأشياء التي تجلب الشعور بالارتياح والأمل بالنسبة لبعض الأشخاص.
- ممارسة قليل من التمارين الرياضية يُحسن الحالة النفسية تمامًا، ويُنشط الدورة الدموية في الجسم.
- مُلاطفة الصغير واللعب معه يجلب السعادة والاطمئنان للأم.
- من الضروري أن تأخذ الأم قِسطًا من الراحة تخصصه لفعل شيء تُحبه، كتناول مشروبها المُفضل، أو ممارسة هواية تُشعرها بالانبساط أو التواصل مع الأصدقاء.
- لا تتردي في طلب الدعم والمساعدة من المقربين إن شعرتِ بالاحتياج؛ لذلك فقد يخفف هذا مشاعرك السلبية.
مقال رائع ومفيد...صديقتي
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.