عندما يعرف الناس من هم ويفهمون بوضوح ما يريدون، فلديهم فرصة أفضل بكثير لاكتشاف كيفية الوصول إلى النجاح والسعادة والوفاء الشخصي لا سيما في العلاقات الاجتماعية.
اقرأ أيضًا ماذا تعرف عن نظرية الفوضى؟
الذكاء سبب نجاح الشخص من وجهة نظر جولمان
يجادل جولمان (1998) بأن نجاح الشخص في الحياة يعتمد بنسبة 20% على معدل ذكائه، وأكد أن الذكاء العاطفي يتضمن الوعي الذاتي.. علاوة على ذلك، أكد أيضًا أن العجز في الوعي الذاتي يمكن أن يُضعف كل العلاقات الشخصية والمهنية، وهذ يجرنا للحديث عما نقاومه ونرفضه.
المعروف دومًا -لكن يجهله العامة- أن أي شيء تقاومه سواء أكانت مشاعر، أم وجبة لذيذة، أم مغامرة جنونية، أم تجربة فريدة من نوعها... إلخ، ستمارس سطوتها عليك.. ما من شيء تقاومه إلا قاومك، ومن هنا عليك الاختيار بالتسليم والشعور بتلك المشاعر إن كانت فوضى أو حنينًا أو حزنًا أو غير ذلك.
فسوف تلاحظ بعدها أنها تلاشت من الوجود وقد مرت مرور الكرام، لكن قد تتساءل الآن ما الفائدة من شعوري بها فلتمر وحسب؟ إن السماح لنفسك بالشعور بتلك المشاعر يجعلك تدرك جيدًا ذاتك والأشياء من حولك، لكي تعلم جيدًا أنك إنسان ولك الحق في الشعور بتلك المشاعر.
ولك الدليل على ذلك، إن ذهبت يومًا إلى اليابان ستجد أنهم يعيشون بأربع كلمات "كونتشوا: وهي تعني صباح الخير أو كيف حالك- أريجاتو: وتعني شكرًا- كايزن: التحسن المستمر- إتشاين: المرونة التامة"، فالتحسن والتطور للذات البشرية لن يكون بين ليلة وضحاها، بل السماح للشعور بتلك المشاعر المكبوتة والإفصاح عنها أمر ضروري وواجب عليك بصفتك إنسانًا يمكث في الأرض.
لأنك بذلك تستطيع أن تتعامل بروح تمتاز بالمرونة والسلام وتواصل رحلة الحياة العظيمة، فلن تستطيع حتى قول صباح الخير وأنت لست على ما يرام داخل نفسك، لذلك من الضروري مراقبة مشاعرنا وأفكارنا التي تولد تلك المشاعر.
وهنا قد أقول إن د/ مصطفى محمود لديه الحق في قوله: "لو دخل كل منا قلب الآخر لأشفق عليه"، كما صرح ألبرت أينشتاين: "كل شيء ثابت حتى يراقب"، أي بمجرد مراقبتك تلك المشاعر والأفكار التي تولدها ستدرك بالوعي الحاضر في تلك اللحظة.
اقرأ أيضًا مفاهيم الذكاء
قانون المقاومة
وهذا من ضمن القوانين الكونية التي تسمى "قانون المقاومة" وهو أنك تجذب ما تقاوم وتصبح ما تقاوم، فلا تقاوم المرض حتى لا تجذبه ولا تقاوم مشاعر الحزن أو مشاعر الفوضى الداخلية حتى لا تجذب مزيدًا منها، فقط ليس عليك إلا أن تشعر بالتسليم التام.
يمكن لعقلك أن يكون أقرب إلى تيار متدفق بلا وجهة محددة، وإذا لم تنتبه له يمكنه أن يأخذك إلى أفكار من الماضي ثم ينقلك إلى أفكار بشأن مستقبلك.
تلك الأفكار التي تخرج عن نطاق السيطرة تشارك في صنع حياتك أيضًا، فعندما تكون منتبهًا ومدركًا فإنك تكون في الحاضر وتعلم ما الذي تفكر فيه، وبذلك تكون كسبت سيطرة على أفكارك، وهنا تكمن قدرتك، فكيف إذن تصير أكثر انتباهًا وإدراكًا؟ بأن تسأل نفسك ما الذي أفكر فيه الآن؟ ما الذي أشعر به الآن؟ اللحظة التي تسأل فيها نفسك تكون منتبهًا وواعيًا لأنك قد استدعيت عقلك إلى اللحظة الحاضرة.
ومن الآن اُمح كل شيء في ماضيك لا يخدمك، وكن ممتنًّا لأنه أوصلك لهذا المكان الآن وإلى بداية جديدة.. لديك صفحة جديدة وتستطيع أن تبدأ من جديد من هنا تحديدًا، ومن هذه اللحظة أوجد نفسك وافهمها واحتوِها كما تحتوي طفلًا صغيرًا في مقتبل العمر..
أوجد بهجة نفسك وامتن لكل موقف ولكل شخص ولكل لحظة جعلتك بالهيئة التي أنت عليها الآن، وأذكِّر نفسي قبلكم بمقولة بوب بروكتر :"استمتع بالحياة لأن الحياة مدهشة.. إنها رحلة عظيمة ورائعة".
سبتمبر 1, 2023, 8:50 م
رائع جدا يا سارة المبدعة احببت مقالك كثيرا ارجو ان تقراي مقالاتي وتعطيني رايك فيها و شكرا مسبقا ☺️❤️
لقد تابعت حسابك كذلك 🙂💜
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.