تعريف الصحة النفسية: أو كما يُطلق عليها البعض "الصحة العقلية". قد يتشابه المصطلحان في المعنى، ويختلفان في بعض الصفات المتعلقة بتصنيف الأمراض طبيًّا، ولكن عامةً الصحة النفسية والعقلية لها أهمية ضخمة في التأثير على حياة الفرد اليومية وعلاقاته الاجتماعية.
تُعرف الصحة النفسية على أنها كل ما يشمل الجانب العاطفي والنفسي والاجتماعي للإنسان، وهي تؤثر مباشرةً على ملَكات التفكير والشعور والتصرف، وتمتد الصحة النفسية أيضًا لتضم سلوكيات التواصل مع الآخرين والقدرة على اتخاذ القرارات.
لا تتعلق الصحة النفسية بفترة حياتية معينة، فلها أهمية عالية منذ الطفولة والمراهقة وحتى الشيخوخة.
اقرأ أيضاً هل الصحة النفسية لها دور وقائي ودور علاجي؟
لماذا الصحة النفسية مهمة؟
لأن الصحة النفسية جزء لا يتجزأ من الصحة عامةً؛ فهذا بحد ذاته مدعى كبير للأهمية! دعنا نُمعن النظر مرة أخرى في العناصر التي تضمُّها الصحة النفسية، من احتياجات عاطفية وسلوكيات تواصل وتأثير عميق على التفكير والأفعال...إلخ. تخيل معي حدوث خلل أو عدم توازن في عنصر أو مجموعة من هذه العناصر، أليس ذلك سببًا رئيسًا لحدوث المشكلات؟
قد تكون تعرَّضْت لبعض هذه المشكلات في إحدى مراحل حياتك، مثل الأرق، الاكتئاب، الإفراط في النوم أو الأكل، وغيرها كثير، لا بدَّ أنك تتساءل الآن، هل كان هذا عائدًا لصحتي النفسية؟ دعني أُجيبك... نعم بكل تأكيد!
الحفاظ على استقرار الصحة النفسية ينعكس إيجابيًّا على الشعور الذاتي والإنجاز، ويتعلق بأداء الفرد اليومي. ومن فوائد الحفاظ على الصحة النفسية:
اقرأ أيضاً الصحة النفسية وكيف تحافظ عليها في الظروف الصعبة
فوائد الحفاظ على الصحة النفسية
1- تحسين المزاج وخفض القلق.
2- تقدير الذات والشعور بالسلام الداخلي.
4- انضباط العادات اليومية كالأكل والنوم.
اقرأ أيضاً 15 عبارة لمقياس الصحة النفسية.. تحديد درجة جودة صحتك تعرف عليهم
ما عوامل تحسين الصحة النفسية؟
وجود أساس متين لكل بناء يساعد على استمراريته، والصحة العقلية والنفسية ليست شيئًا يمكن التعامل معه لمرة واحدة فقط، فكما ذكرنا هي أمر مهم في كل مرحلة من مراحل الحياة، تتطلب منك الرعاية الكاملة والحرص الشديد. ومن أهم العناصر التي تساعد على تحسين الصحة النفسية:
1- الحفاظ على الحماس وممارسة الأنشطة البدنية.
2- التواصل الاجتماعي والمساهمات الخيرية والتبرعات.
3- التعامل المباشر مع ضغوطات ومشكلات الحياة وتجنب الهرب.
4- إحاطة نفسك بالعلاقات المثمرة والإيجابية.
5- السعي والنجاز لتحقيق أهدافك سواء في العمل أو الدراسة.
6- الإيمان بإمكانياتك، والثقة بالذات، والاستمرارية.
ناقوس الخطر
يجهل كثير منَّا حالة صحته النفسية، أو يقلل من أهمية الإنذارات المبكرة التي تظهر عليه؛ لذلك فأغلب الأشخاص غير متأكدين ما إذا كانوا يعانون من مشكلات متعلقة بصحتهم النفسية أم لا! إن كنتَ تواجه واحدة أو أكثر من هذه المشاعر والسلوكيات التالية، فهذا إنذار مبكر على وجود مشكلة حقيقية
1-الاكتئاب والشعور باليأس.
2- الإفراط في النوم أو الأكل.
3- الانعزال وتجنب الأنشطة الاجتماعية.
4- تقلبات مزاجية حادَّة ومبالغ فيها.
5- العجز عن إتمام المهام والممارسات اليومية.
6- آلام وأوجاع جسدية غير مبررة.
7- التفكير في إيذاء النفس وإيذاء الآخرين.
8- المبالغة في المشاعر بصورة غير عادية مثل القلق، الخوف، الارتباك، الصراخ، والانزعاج.
9- الهلوسة وتصديق أمور غير صحيحة.
10- الإصابة بأمراض مزمنة أو عجز جسدي.
إن إهمال هذه الإنذارات يزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض العقلية، مثل اضطرابات القلق، الاكتئاب الحاد، اضطراب ما بعد الصدمة، اضطراب الوسواس القهري، اضطرابات الأكل، الفصام، اضطراب ثنائي القطب، وغيرها. وتجب الإشارة إلى أن الأمراض العقلية شائعة جدًّا، فإنه يُشخَّص أكثر من 50% من الأشخاص بأمراض عقلية في مرحلة معينة من مراحل حياتهم.
علاقة الصحة النفسية والصحة الجسدية
لكل من الصحة الجسدية والنفسية القدر نفسه من الأهمية العالية، ويجمعهما ارتباط وثيق ينعكس على صحة الإنسان ككل. ولعلك لاحظتَ أن الأمراض العقلية قد تسبب أمراضًا جسدية، والعكس صحيح! فالإصابة على سبيل المثال بإعاقات جسدية أو أمراض خبيثة يصعب علاجها أو أمراض جلدية مثل الصدفية قد تؤدي للاكتئاب والقلق والتوتر، والعكس صحيح، فالإصابة بالاكتئاب الحاد قد تسبب أمراضًا جسدية مزمنة مثل السكري وأمراض القلب.
تجب الإشارة أيضًا إلى أن الصحة النفسية الجيدة تعمل حاجزَ وقاية من الأمراض الجسدية، فقد أثبتت بعض الدراسات السريرية أن التمتع بصحة نفسية إيجابية يقلِّل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.
"الصحة تاج على رؤوس الأصحاء"، لذلك علينا تخصيص وقت أكبر لفهم ما يدور داخلنا، ونحاول جاهدين ضبط العلاقة ما بين صحتنا النفسية والجسدية، لنتمتع بحياة أفضل وأكثر استقرارًا.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.