ما الأشياء التي تجذبنا عادة إلى شخص ما وتجعلنا مهتمين جدًّا بالتقرب منه، وهل الرجل والمرأة ينظران النظرة نفسها إلى بعضهما البعض؟ بالتأكيد لا؛ فكل جنس ينظر إلى الآخر نظرة مختلفة.
بالنسبة للرجل الشيء الأول الذي يجذبه إلى المرأة هو جمالها وأنوثتها، هكذا الرجل وهكذا خلقه الله.
اقرأ أيضاً فرق السن وتأثيره في اختيار شريك الحياة
ماذا خلف الجمال والمال؟
عامل الجمال مشترك بين الرجل والمرأة، ولكن المرأة تهتم بأشياء أخرى أكثر أهمية، فالمال هو أحد أكبر الأشياء التي تجعل المرأة تشعر بالأمان. أحد الفلاسفة قال: إن المرأة تقلق حول المستقبل حتى تتزوج، والرجل لا يحمل هم المستقبل حتى يتزوج.
لكن ما الذى يكمن خلف المظاهر البراقة؟
هل يومًا اشتريت فاكهة ثم عندما ذهبت إلى المنزل وجدتها فاسدة من الداخل؟
بالتأكيد نعم؛ فكلنا حدث معه هذا مرة أو مرات عدة، لكن ليس كل الفاكهة يمكن أن يظل مظهرها الخارجي جميلًا لمدة طويلة إذا كانت فاسدة، الحقيقة سوف تظهر مع الوقت لا محالة، وهذا يعتمد على سوء الحالة من الداخل. فكلما كانت الحالة سيئة جدًّا سوف تظهر الأمور أسرع، وهنا تكون الصدمة والمقارنة بين المظهر الخارجي والجوهر الداخلي.
كذلك الأمر عندما تعتمد على المظاهر الخارجية فى اختيار شريكك وتهمل أشياء أخرى أهم بكثير من المظهر الخارجى والمال والجاذبية والكلام الناعم المعسول، فقد يكون الجوهر سيئًا جدًّا ولكن أنت لا تعلم؛ لأنك لم تهتم بمحاولة اكتشاف هذا؛ لأنك وقعت في سحر المظاهر البراقة.
اقرأ أيضاً نصائح مهمة لاختيار شريك الحياة
السطحية في العلاقات
البعض يعتقد ويبرر لنفسه أنه كان من الصعب اكتشاف كل هذه العيوب. في الحقيقة هذا ليس صحيحًا؛ لأنك أنت من أهملت البحث والتفكر في هذه العيوب والمميزات. نعم توجد أشياء يمكن أن تظل مجهولة ولا نكتشفها إلا بعد وقت، فنحن لا نستطيع اكتشاف كل شيء مرة واحدة، ولكن توجد أشياء من السهل اكتشافها إذا دققنا النظر بعمق في الداخل.
قد تكون نظرتك السطحية إلى الناس سببًا في دمار كل شيء في حياتك.
وهذا يحدث اليوم مع أمثلة نراها عبر الإعلام والسوشيال ميديا. اليوم نرى كثيرًا من النماذج التي تجعلنا نشعر بالحيرة والدهشة والصدمة من النهايات المروعة والسريعة لهذه العلاقات، والناس بين معجب وآخر يشعر بالغيرة، ومنهم من يتمنى لو أنه يملك شخصًا مثل هذا، لكن سرعان ما تنقلب الآية ويشعر الناس بالصدمة! كيف لهذه العلاقة أن تنتهي بهذا الشكل؟ كيف وهم لديهم كل ما يمكن أن يحلم به أي شخص، مثل المال والجمال والشهرة؟!
وأكبر مثال على هذا عندما رأى الجميع امرأة تسجد يوم زفافها معبرة عن سعادتها لأنها تزوجت من الشخص الذي تعتقد أنه الحلم الذي لطالما كانت تحلم به. وانقسم الناس فريقين، الرجال يحدثون أنفسهم: يا لحظ هذا الرجل؛ فلديه امرأة جميلة وأيضًا ممتنة للزواج منه حتى سجدت شكرًا لله لأنها تزوجت به.
والنساء تتمنى رجلًا لديه كل هذه الأشياء التي تحلم بها كل فتاة وامرأة، فكثير من الفتيات المراهقات والنساء اليوم ينظرن إلى مثل هذه الأشياء بعين الانبهار.
لكن سرعان ما تنقلب الآية وتضرب الحيرة عقول المعجبين عندما يرون سرعة انهيار هذه العلاقة المثالية من وجهة نظرهم. ويسأل كل واحد الآخر: كيف هذا؟! أليس كل منهما يملك كل هذه الأشياء المثالية التي تكون سببًا في زواج ناجح، ويحلم بها الجميع؟!
الإجابة لا بالتأكيد، ليس كل منزل جميل من الخارج يمكن أن يصلح للعيش. فبعض القصور من الخارج جميلة وجذابة ولكنها من الداخل فارغة لا تصلح للعيش، كذلك الإنسان يمكن أن يكون كل شيء لديه جميلًا من الخارج ولكن من الداخل الواقع يكون مختلفًا.
اقرأ أيضاً إدارة الخطوبة 1- 5 معايير ما قبل الاختيار
الآثار المترتبة على سوء اختيار الشريك
الألم النفسي الذي ينتج عن انهيار توقعاتك وأحلامك في الشخص الذي كنت تعتقد أنه الشريك المناسب من وجهة نظرك السطحية سوف يستمر معك لمدة، سوف تشعر أنك سقطت من برج عالٍ بسرعة الصاروخ، ويبدأ الشك والخوف وانعدام الثقة ملازمين لك ويبدأ صراع آخر بداخلك بين الشعور بالوحدة وبين الخوف من الفشل مرة أخرى.
ويظل الرجل والمرأة لمدة طويلة يحاولان محو آثار هذه التجربة من حياتهما وعلاج كل المشكلات المترتبة على فشل هذه العلاقة. ويوجد من يدفع ثمنًا آخر وهم الأطفال، إذا كان الأب والأم غير مؤهليْن للتعايش مع فكرة الانفصال وتجنب الآثار السلبية والنفسية على حياة أطفالهم.
لا يمكن أن تزيل آثار الزلزال في يوم وليلة، ولن تستطيع إعادة البناء السرعة والحماس الذي كنت عليه في التجربة الأولى في حياتك. قد تبقى في قبو الوحدة والعزلة لمدة من الوقت قبل أن تعود مرة أخرى وتفكِّر من جديد فى خوض تجربة جديدة. وشيء آخر مزعج عليك مواجهته وهو أسئلة الناس وفضولهم المتكرر حول حياتك الشخصية.
اليوم لم يعد لدينا خصوصية في ظل الانفتاح التكنولوجي ووسائل التواصل الاجتماعي، سوف تظل تشعر أنك مراقب من كل الجهات، أما بالنسبة للمرأة فتبدأ المعاناة الحقيقية بعد الانفصال، كل حياتها تصبح تحت المراقبة اللصيقة، كل تصرفاتها وتحركاتها تصبح قيد الترقب والانتظار والمحاكمة، وهذا يسبب ضغطًا نفسيًّا كبيرًا على المرأة عندما ترى عيون الناس تراقبها باستمرار.
وحقيقةً فمعاناة المرأة أكبر بكثير من معاناة الرجل؛ فالرجل قد يخسر ماديًّا أكثر ولكن المرأة تخسر معنويًّا؛ لأنها لا تستطيع العودة مرة أخرى إلى الوراء حيث كانت قبل الزواج، وتظل في معاناة بين الفراغ العاطفي وبين الخوف والقلق، وأيضًا عبء المسئولية إذا كان لديها أطفال، حتى إنها تبدأ في الشعور بالتقيد وتتمنى لو أن كل هذا لم يحدث وفكرت جيدًا قبل اتخاذ القرار.
في المقالة القادمة سوف نناقش مقومات الزواج السعيد.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.