شكَّل ضوء الزلزال الذي ضرب المغرب مؤخرًا وراح ضحيته آلاف القتلى والجرحى، ودمَّر البُنى التحتية في إقليم الحوز، مصدر حيرة للناس، فقد بدأ الناس في أنحاء العالم يتساءلون عن ماهية الضوء، وأسباب نشأته، ما يدفع للتوقف عند هذه الظاهرة، التي باتت تُعرف بضوء الزلزال.
طاقرأ أيضاً 20 زلزال يضرب منطقه حلب وتركيا من القرن الثاني عشر
تعريف ضوء الزلزال
وتعرَّف الظاهرة بأنها ذاك الضوء المنبعث من السماء، والذي يسبق حركة الصفائح الأرضية، في أثناء ثورة البراكين وحدوث الهزات الأرضية العنيفة «الزلازل».
وغالبًا ما يكون ذاك اللون مشابهًا لما يظهر بالشفق القطبي، ويكون اللون أبيض مُزرقًا بعض الشيء، وقد يصحب الضوء طيف من الألوان. وتختلف الروايات عن مدة ظهور الضوء، إذ تتراوح بين الثواني وبضع عشرات من الدقائق، ويمكن رؤيته على مدى مسافاتٍ متفاوتة قد تصل لنحو 500كم.
وتُصنف أضواء الزلازل إلى مجموعتين بناء على موعد ظهورها، فبعضها يظهر قبل حدوث الزلزال بثوانٍ أو قد تكون أسابيع، فيما تظهر المجموعة الثانية بالتزامن مع حدوث الزلزال.
ويُشكل سبب ظهور الضوء مصدر حيرةٍ للعُلماء، فما زالت البحوث تُجرى على قدمٍ وساق لسبر أغوار هذه الظاهرة، التي يلفها الغموض، لكنها تشكِّل إنذارًا ربانيًّا مُبكرًا من حدوث الزلازل، وتكون بمثابةِ فرصةٍ طبيعية للنجاة من الزلازل، إذا ما تمكَّن الرائي لها من فهمها، وإدراكها بالوقت المناسب.
اقرأ أيضاً ما سبب وقوع زلزال المغرب اليوم؟
تفسيرات علمية لظهور ضوء الزلازل
يختلف العلماء في فهم وتفسير ظاهرة ضوء الزلزال، ولم يتفق العلماء بعدُ على نتيجةٍ علمية موحدة، وقد مثَّلت الفرضيات التالية مجموعة الآراء والمعتقدات العلمية إزاء الظاهرة:
تُرجع إحدى الفرضيات الظاهرة إلى عملية تأين الأكسجين عبر كسر روابط البيروسكي في بعض أنواع الصخور، نتيجة الضغط العالي قبل حدوث الزلازل وأثناء حدوثها، إذ تنتقل الأيونات بعد حدوث التأين عبر شقوق الصخور، عاملةً على تأين بعض الجيوب الهوائية عند وصولها الغلاف الجوي، ما يساعد في تشكيل بلازما ينبعث خلالها ذاك الضوء.
وتعتقد الفرضية الثانية أن الضوء ما إلا نتيجة الكهرباء الانضغاطية في أثناء الحركة التكتونية للصخور من نوع الكوارتز.
وتُعيد الفرضية الثالثة الظاهرة لانقطاع المجال المغناطيسي للغلاف الجوي أو الأرضي في منطقة حدوث الزلزال.
قدَّم الباحث تروي شينبروت عام 2014م فرضية تقول إن الضوء ناتج عن احتكاك طبقتين من الأرض، ما ينتج عنه توليد جهد، وهذا الاحتكاك يتسبب في حدوث الضوء فيما يسميه الباحث «اللمعان الاحتكاكي».
اقرأ أيضاً ما لا تعرفه عن الزلزال وما يصاحبه من أضواء زرقاء اللون
مشاهدات تاريخية لضوء الزلازل
سُجلت المشاهدة الأولى لهذا الضوء في منطقة سانريكو، في أثناء تعرضها لزلزال عام 869م، وتحدَّثت تقارير عن ظهور هذا الضوء في أثناء حدوث زلزال كالابانا 1975م، وفي كوليما في المكسيك عام 2003م، والبيرو 2007م، ولاكويلا 2009م، وتشيلي 2010م، وأثناء ثوران بركان ساكوراجيما 2011م.
ورصدت الظاهرة في مكسيكو سيتي عام 2017م، وكاليفورنيا عام 2014م، ونيوزلندا عام 2006م، وكذلك ظهرت مؤخرًا بالزلزال الذي ضرب المغرب قبل أسبوعين، وبلغت قوته نحو 7 درجات على مقياس ريختر.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.