تدخل السوبر ماركت لتشتري شيئًا بعينه، فينتهي بك الأمر بشراء أشياء أخرى لم تكن في الحسبان، وقد لا تناسبك ولا تحتاج إليها من الأساس.
والأغرب من ذلك أنك تعود للسلوك نفسه في كل مرة، فهل تساءلت عن الأسباب التي تدفعك لشراء ما لا تحتاج إليه، وهل تكمن المشكلة في سلوكك أنت عزيزي القارئ، أم يحدث ذلك لأسباب أخرى؟
يسرنا إخبارك أنك لست وحدك، فمجلة شالانج الاقتصادية الفرنسية ضربت مثالًا بالممثل الأمريكي الشهير جوني ديب، الذي أنفق ما يقرب من 480 مليون دولار في 20 عامًا في أشياء لا يحتاج إليها، كشراء 45 سيارة، و70 قيثارة فاخرة، وجزيرة مرجانية في جزر البهاما!
وهنا يخبرنا علم الاقتصاد السلوكي بأمر ينذر بالخطر، فهو من يدرس السلوكيات المرتبطة بالبيع والشراء، فأنت لا تحتاج إلى أن تكون غنيًّا لتصاب بهوس التسوق، أو تتورط في شراء أشياء لا تحتاج إليها.. لكن ما السر إذن؟
اقرأ أيضًا: ماذا تعرف عن التسويق بالصاعقة Thunderbolt؟
قوة الإعلانات
تأتي الإعلانات كونها أحد أهم أسرار التسويق، فتستخدم من الحيل والتكتيكات النفسية ما يدفع الناس للشراء.
فهذا عرض لن يتكرر، وهذا خبير أو نجم مشهور يؤكد جودة المنتج ومميزاته الخارقة، وهذه مشاهد لمستهلكين يتزاحمون على شراء المنتج قبل نفاد الكمية! لذا عليك أن تتحرك لشرائه بسرعة حتى لو لم تكن تحتاج إليه أو لا تملك ثمنه!
اقرأ أيضًا: التسويق الفيروسي.. قوة الانتشار والتأثير في العصر الرقمي
الضغوط الاجتماعية
أما السر الثاني فيكمن في الضغط الاجتماعي.. نعم يا صديقي، فالمجتمع يضغط عليك من أجل شراء أشياء لا تحتاج إليها، فحين يرتدي عدد من أصدقائك أو زملائك نظارات شمسية تجد نفسك مدفوعًا لشراء واحدة.
وحين يتحدث الجميع من حولك عن أحذيتهم الرياضية وأهميتها في حياتهم، تصبح مهيئًا لشراء حذاء رياضي حتى لو كنت مثقلًا بالديون أو لا تمارس الرياضة من الأساس.
ضغط تستطيع مقاومته إلا أنك تدور بلا وعي في دوامة الاستهلاك!
اقرأ أيضًا: كتب التسويق التي غيَّرت قواعد اللعبة.. مراجعة شاملة
تأثير "ديدرو"
وعند الفيلسوف الفرنسي دينيس ديدرو يكمن السر الثالث، فقد عاش هذا الرجل فقيرًا طوال عمره حتى حصل على مكافأة من ملكة روسيا، قدرها ألف فرنك.
اشترى ديدرو ملابس جديدة، ما دفعه لتغيير دولابه ليتناسب مع الملابس الفاخرة، وتغيير باقي الأثاث ليتوافق مع الدولاب الجديد، ثم أصبح في حاجة لتزيين المنزل ليليق بالأثاث الفاخر.
وهكذا تورط ديدرو في عمليات شراء متتالية ليجد نفسه غارقًا في الديون، ولا يستطيع العودة إلى حياته القديمة.
ومع ظهور التسوق الإلكتروني وانتشار بطاقات الدفع وأنظمة التقسيط، أصبحنا كلنا ديدرو نشتري ما لا نحتاج إليه، ثم نشكو غلاء الأسعار وتراكم الديون!
اقرأ أيضًا: عبارات تسويقية لجذب الزبائن.. إليك 20 عبارة ناجحة
الشراء العاطفي
أما السر الأعظم في عمليات الشراء غير المبرر فيعود للعاطفة، إذ تقودنا مشاعرنا للتسوق عمومًا، فكثير ممن تعرضوا لانكسارات عاطفية أو خسائر معنوية يسعون لتعويضها بإشباعات مادية، ويندفعون لشراء أشياء لا يحتاجون إليها لإبهار الآخرين أو امتلاك أشياء تشعرهم بالرضا عن أنفسهم.
وتشير الدراسات إلى أن أكثر من 40% من عمليات الشراء تكون بدافع العاطفة، وهو ما يظهر في شراء الملابس والإكسسوارات ومستحضرات التجميل لدى النساء، والأطعمة وأجهزة الكمبيوتر والأدوات الرياضية عند الرجال.
اقرأ أيضًا: 4 حيل للتسويق تلجأ إليها الشركات لجذب العملاء
هل توجد طريقة للتحكم في عملية الشراء والتركيز على حاجاتنا الأساسية؟
نصائح عدة يمكنها أن تساعدك في السيطرة على نفسك وتجنب الشراء غير المبرر:
فيمكنك أن تكتفي بحمل مبلغ محدود من المال وترك بطاقات الائتمان في المنزل، وتحديد وقت قصير لعملية الشراء ووضعه بين التزامات أخرى، كذلك عليك اصطحاب أحد المقربين في أثناء عملية الشراء ليساعدك في عدم التورط.
والأهم من ذلك أن تبتعد عن الإعلانات والعروض وبرامج التسويق قدر الإمكان.
ويمكنك مقاومة التسوق العاطفي عن طريق ممارسة الأنشطة، كالرياضة والمناسبات الاجتماعية.
والآن عليك الإجابة بصراحة.. هل تتورط في شراء أشياء لا تحتاج إليها؟ وهل تستطيع مقاومة العروض والتخفيضات؟
أخبرنا تجربتك في التعليقات..
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.