ما التعلق المرضي؟ وما أهم أسبابه؟

كم من المرات التي شعرت فيها بأنك مسير لا مخير، مكبل بالحبال التي تعثر حركتك، وتشعرك بيد تعتصر رقبتك، وتخنقك، وتشل تفكيرك من كثرة الأفكار والهواجس التي تأتي إليك عندما تشعر أن شخصًا ما ينسحب ويُعد ذاته للخروج من حياتك؟

كم مرة عزيزتي دلفتِ في عدد من العلاقات، ومع كل مرة تنتهي فيها هذه العلاقة تشعرين أن الحياة انتهت، ولا سبيل من النجاة؟

إنه الهلاك لا محالة، وتدخلين ذاتك في عدد من المناوشات والمحاولات الفاشلة لاسترجاع هذه العلاقة أيًا كانت هذه العلاقة.

كم مرة عزيزي تشبثت بصديقك وأنت تعرف تمامًا حجم استغلاله لك سواء ماديًا أم نفسيًا حتى يصل الأمر به إلى التقليل من شأنك سواء أمامك أم في ظهرك؟

اقرأ أيضًا مشنقة «التعلق».. 7 خطوات لتحرير نفسك

ما التعلق المرضي؟

إذن، ما الخطب إذا كان ما نحصل عليه منهم هو العدم؟ لماذا نتشبث بهم هكذا؟ ما السبب وراء تلك المهزلة؟

دعني أجيب عزيزي القارئ والقارئة عن السؤال الذي طرحته من قليل، السبب هو التعلق.

أنت عزيزي لا تبتعد عن صديقك السخيف؛ لأنك تحبه وتعتز به، أنت لا تبتعد لأنك تستمد منه عددًا من الأشياء سواء أكان شعور الانتماء إلى الجماعة الاجتماعية الثانية بعد الأسرة، هو يغذي لديك شعور الفراغ والوحدة في الخروجات.

وأنتِ عزيزتي لا تتشبثين بكل رجل يدلف إلى حياتكِ لأنكِ تعشقين وتقعين في الحب، أنتِ تتشبثين وتتمسكين بما تحصلين عليه من مشاعر الحب أو الاحتواء أو الحنان أو الكلمات العذبة التي تقع علي أذنيك منه، أو الشعور بأنك تعيشين داخل علاقة حب رومانسية، لكنكِ تعلقتِ بشخص لا يعطيك شيئًا.

فأنتِ في هذه الحال تعلقتِ بما كان يدور في ذهنكِ من توقعات وأحلام تجاه هذا الشخص وما يمكنه أن يعطيكِ من أشياء معنوية. 

اقرأ أيضًا تعلق الشباب والفتيات.. متى يتحول التعلق إلى مرض؟

ما سبب التعلق المرضي؟

التنشئة والطفولة والتربية عزيزي القارئ وحدها كفيلة بالإجابة لنا عن سؤال في الحاضر عن ذاتنا.

فمن الممكن في أثناء طفولتك تعرضت إلى عدم الاستحقاق وعدم الانتماء أو رفض أسرتك انتماءك لها، فظللت طوال حياتك تبحث عنه في الخارج من كل عابر في حياتك.

وكذلك الشعور بعدم الكفاية وعنف الوالدين والصمت العقابي، والمقارنة غير العادلة في كل وقت، وعدم الاستماع إليك بأذن صاغية سواء في التعبير عن ذاتك أو مشاركة رأيك، والتقليل من الشأن والتوبيخ الجسيم الذي نتج عنه انعدام الثقة بالنفس.

وتوجد أسباب لا تنتمي إلى الطفولة كتعرضك إلى صدمة سواء بفقد شخص قريب إليك أو تعرضت إلى خيانة بعض الأشخاص.

اقرأ أيضًا إدمان العلاقات والتعلق بالأشخاص

كيفية التغلب على التعلق المرضي

البحث داخلك عما تفتقده وتظل تبحث عنه في الأشخاص، والعمل على حب الذات السوي والثقة بالنفس.

صدّق في ذاتك أنك تستحق، وأنك شخص ليس بالسيئ لكيلا يسعى الآخرون إلى التقرب منه، والبحث عن مجال لتفريغ كل ما لديك من الشعور بالفراغ أو الوحدة بالقراءة وممارسة الرياضة وكتابة مميزاتك سواء كانت كبيرة أم صغيرة في ورقة واطوِها، ثم عد واقرأها مرة ثانية وثالثة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة