إن أنواع الاضطرابات النفسية كالقلق والاكتئاب وغيرهما تفشت في كل المجتمعات تقريبًا، مع هذا التقدم التكنولوجي في شتى المجالات، وبالأخص ما يتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي، وتلك التقنيات التي تحد من الاتصال المباشر بين الأفراد، وتقلل من تفاعل الأشخاص مع الطبيعة.
اقرأ أيضا اضطراب القلق
كيف تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي سلباً على الإنسان؟
تودي بهم إلى الانطواء على أنفسهم والاكتفاء بالعلاقات الافتراضية، وإحاطة أنفسهم بالمجتمع الذي يتناسب مع رغباتهم واهتماماتهم، ويزيلون من هذا المجتمع الافتراضي كل نوع من أنواع الانتقاد لما يؤمنون بصحته، وكل توجيه لميولهم وأفكارهم، التي يصيبها الجمود وتعتريها الهشاشة لما بُنيت عليه من أوهام وخيالات.
يزينها من يحاولون استقطاب ضعاف النفوس الذين خلقهم هذا الاقتصار على كل محبوب مرغوب، وترك المفيد النافع مع عزوف النفس عنه وحاجته إلى جهدٍ وصبر، وإليك آفة العصر وسبب قلقك واستهلاك جهدك.
اقرأ أيضا أعراض الاكتئاب وأسبابه وطرق التغلب عليه.. لا تفوتك
الهاتف أصل من أصول نشوء المعضلات النفسية
ألا تمسك هاتفك؟ إذن فلنبدأ به، فهو أصلٌ من أصول نشوء المعضلات النفسية وتغلغلها في مجتمعاتنا، كم ساعة تقضيها على هذا الجهاز؟ لا يبعد أنها لا تقل عن الخمس ساعات، أربع منها إن صدق ظني تذهب في تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، بغض النظر عن كون هذا التصفح في المفيد أو غيره.
وإن تجنبنا وضع تلك المنصات موضع المتهم باختلاس وقتك، سنقول إنك تقضي هذه الساعات في تجوالٍ عبر الإنترنت منتقلًا من موقع إلى آخر، وقد تفيق من إحدى جولاتك تلك وأنت تقرأ ما لم تعقد النية أبدًا على قراءته ولم يخطر لك ببالٍ أن تهتم بما تناظر عيناك الآن، ما علاقة هذا بالقلق الذي تعانيه؟
اقرأ أيضا الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي ودور الخدمة الاجتماعية في مواجهتها
أضرار استخدام الهاتف
إن التعرض للمواد السطحية والمتجددة وغير المترابطة يجعل عقلك مشوشًا وبالك مشغولًا، وقد تجد بعض آلام الرأس الطفيفة، وكل ذلك الكمِّ الهائل من المحتوى الذي تُعرِّض دماغك له بلا توقف ألا تعتقد أنه يصنع شيئًا في طريقة تفكيرك ونظرتك للأمور؟ فإن هذا الضغط الكبير تظهر نتائجه مع مضي الوقت في حالة من الاضطراب النفسي.
لأن الدماغ يبذل جهدًا مضاعفًا يا صديقي في معالجة ما تحشوه به مما تلتقطه عيناك على شاشة الهاتف، إضافة إلى ما ذُكر، فإن الدماغ يعالج المعلومات التي هي بقية حياتك كالمذاكرة مثلًا، وحفظ شيء مهم بالنسبة لك، أو العمل على أمر معين وخلافه من أمور حياتك.
هذا الجهاز يخلق أوهامًا يسرق بها طاقتك الذهنية التي هي تركيزك، لذلك دائمًا ما ينصحون "أبعد الهاتف عن غرفة نومك، ولا تبدأ يومك بالهاتف، حتى لا ينتهي يومك قبل أن يبدأ".. يتبع إن شاء الله.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.