يتخصص العلاج النفسي في علاج الاضطرابات النفسية. وهي تلك الاضطرابات التي تعبر عن خلل ما في سلوك المريض يسبب الأذى لنفسه أو للمحيطين به والمجتمع. فإن لم يستطع المريض التعامل مع هذا الاضطراب فإنه يلجأ إلى أنواع العلاج النفسي.
وليس العلاج النفسي هو السبيل الوحيد لكي يستعيد المريض عافيته النفسية؛ بل يوجد نوعان مهمان لمعالجة الاضطرابات النفسية.
النوع الأول هو العلاج النفسي، وهذا ما سنتكلم عن أنواعه في هذا المقال، ويوجد أيضًا العلاج الجسدي الذي يتمثل في العلاج بالصدمات الكهربائية والعلاج المغناطيسي للدماغ، وغيرها من العلاجات الأخرى التي لن نتطرق إليها هنا.
قد يهمك أيضًا العلاج النفسي وكيفية الاستفادة من ثورة الذكاء الاصطناعي
لماذا نحتاج إلى معرفة أنواع العلاج النفسي؟
لا تنحصر أهمية معرفة أنواع العلاج النفسي على المرضى فقط، بل تمتد الأهمية إلى ذويهم والمجتمع كله. فهو أمر مهم للغاية لكل فرد في المجتمع.
فقد يظن البعض أن هذا الأمر مقتصر على هؤلاء المختصين في هذا المجال، سواء الأطباء النفسيين أو المدربين النفسيين أو غيرهم، ولكن الأمر يشمل كل فئات المجتمع. فهو إلى جانب أنه معلومات عامة مثيرة، فهو موضوع حيوي أيضًا.
ويجب أيضًا أن نتعرف على أنواع العلاج النفسي؛ لأن العلاج النفسي يختلف على حسب تصرفات المريض النفسي، فلا يُعالج كل المرضى النفسيون بالطريقة نفسها.
فإلى جانب وجود أحدث أساليب العلاج النفسي الحديثة، توجد أيضًا أساليب ليست حديثة، ولكنها مناسبة لحالة المريض أكثر من الأساليب الحديثة.
قد يهمك أيضًا دور العلاج السلوكي المعرفي في حل المشكلات النفسية
أنواع العلاج النفسي
اتفقنا على أن العلاج النفسي هو أمر لا غنى عنه لأي شخص لا يستطيع التعامل مع مشكلة نفسية معينة.
فإن لم يتمكن من حل هذه المشكلة مع ذاته، فيجب أن يطلبها من أي معالج آخر. وفيما يلي نتعرف على أهم أنواع العلاج النفسي.
قد يهمك أيضًا الضغط النفسي المرضي والطاقات السلبية الناتجة عنه
العلاج بالأدوية والعقاقير
يُعد من أهم أنواع العلاج النفسي، وتختلف الأدوية على حسب تصرفات المريض النفسي. ولكن توجد أنواع من المرض النفسي لا تتضح من تصرفات المريض.
فمثلًا، نجد أن مريض الاكتئاب لا تظهر عليه أعراض معينة أو تتسم تصرفاته بنمط معين.
وعلى الرغم من ذلك، فإن العقاقير والأدوية تعد هي أنسب حل وأنسب نوع من أجل السيطرة على حالة الاكتئاب، ولا تجعلها تتفاقم وتصل إلى مراحل يصعب السيطرة عليها.
من أهم أنواع العلاج الذي يُستخدم لمرضى الاكتئاب هو العلاج بالمضادات، أو مضادات الاكتئاب.
فهي أشبه بالمضادات الحيوية التي تعطي تأثيرًا قويًّا وفعَّالًا على المدى القصير. وتختلف شدتها على حسب شدة حالة الاكتئاب المصاب بها المريض.
ومن ضمن الأسماء المعروفة في هذا الصدد نجد عقار فلوكستين، وفلوفوكسامين، وفيلازودون، وسيرترالين، وغيرهم.
قد يهمك أيضًا أغرب طرق علاج للمرض النفسي قديماً.. معلومات ستصدمك
العلاج النفسي السلوكي
من أحدث أساليب العلاج النفسي هو العلاج السلوكي. وهو تصميم برنامج علاجي معين يعين المريض إما على ترك تصرفات وسلوكيات معينة وإما اكتساب تصرفات وسلوكيات جديدة.
فيمكننا مثلًا مساعدة المريض على ترك تصرفات معينة مثل الاعتماد على الآخر، أو الرهاب الاجتماعي، أو أنواع الرهاب الأخرى، أو ممارسة عادة سيئة معينة.
ومع ذلك كله، يمكننا أيضا تعزيز سلوكيات معينة يفتقدها المريض. ومن ضمن أنواع العلاج النفسي هو العلاج بالتعرض.
فعندما توحي تصرفات المريض النفسي بأنه يعاني من الرهاب، فيمكننا توفير بيئة آمنة لهذا المريض، مع تعزيز هذه البيئة بالعناصر التي تسبب الرهاب للمريض، مثل الخوف من النار أو الخوف من الأمكنة المرتفعة أو الأمكنة المغلقة أو غيرها.
وعند تعرض المريض لهذه المثيرات مرات متعددة يبدأ في التعود عليها، وبذلك تزول المشكلة النفسية لديه، أو في الأقل يكون قادرًا أكثر على التأقلم.
قد يهمك أيضًا العلاج النفسي وكيف يتأثر العقل بالأمراض النفسية
العلاج النفسي المعرفي
أعتقد أن أغلب من يتعاملون مع وسائل التواصل الاجتماعي بكثرة يحتاجون إلى هذا النوع من العلاج النفسي، فهو يُعد أشهر أنواع العلاج النفسي.
فهو يعتمد على تغيير النمط الذي يفكر به المريض النفسي. وتحويله إلى نمط آخر أكثر تفاعلًا وأكثر إيجابية. فهو لا يخاطب تصرفات المريض النفسي، بل يخاطب طريقة تفكيره.
فمثلًا، كثير من الأشخاص يفكرون بمنطق إما كل شيء أو لا شيء. فتجده يقول مثلًا: إما أن أنجح في كل شيء أو أن أكون فاشلًا في كل شيء.
وتتدخل خصائص العلاج المعرفي في التعرف أكثر على أنماط التفكير الخاصة بهذا المريض وتحديد ماهيتها، وعلى أساسها نبدأ في تحويل تفكير المريض لكي يفكر بطريقة ونمط آخر يجعله يرى الحياة على نحو مختلف، ويستطيع التعامل مع مشكلاته أفضل.
قد يهمك أيضًا أهمية الدعم النفسي في الأوقات الصعبة
العلاج النفسي الخاص بالعلاقات الشخصية
يعتمد هذا النوع من العلاج النفسي على ضبط تصرفات المريض النفسي لكي يتمكن من التعامل مع المجتمع بطريقة أفضل.
وهو لا يقتصر على حل المشكلات الناجمة عن الاكتئاب، بل إنه يتدخل في كثير من الجوانب النفسية الأخرى التي تسبب مشكلة لدى الشخص المريض في التعامل مع المجتمع من حوله، أو التعامل في مواقف اجتماعية معينة.
ويستخدم هذا النوع من العلاج النفسي مع حالات الحزن المستمر، ومختلف الصراعات التي عانى منها المريض في الماضي، والتحولات التي حدثت لدوره في المجتمع أو في المجتمع كله.
وهنا يكون هذا النوع من العلاج هو أنسب أنواع العلاج النفسي؛ لأن المعالج يعمل على تحسين سلوكيات وتفكير المريض لكي يتعامل على نحو أفضل في هذه المواقف.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.