أم قويق (أم أويء كما ينطقه المصريون، ففي اللهجة المصرية ينطقون حرف القاف في أغلب الكلمات ألفًا، مثلًا ينطق القلم في اللهجة المصرية المتداولة الألم) هو لقب يقال على السيدة التي تبكي كثيرًا أو كثيرة الكلام عن الأحداث السلبية، وأيضًا يقال على الفأل السيئ والتشاؤم، وأصل هذه الكلمة يعود إلى زمن قديم. وسنستعرض هنا أصل اللقب.
اقرأ أيضًا ما لا تعرفه عن أسماء الطيور وأنواعها
لماذا يشعر المصريون بالتشاؤم من البومة؟
قويق أو أويء هو صغير البومة المصرية، وهي فريدة من نوعها، لونها بني يحتوي على نقاط بيضاء مميزة مع عيون واسعة خلابة ومنقار صغير يضيف إليه جمالًا، والبومة في مصر الفرعونية كانت طائرًا مقدسًا لدرجة أن هذا الطائر أصبح حرفًا من حروف اللغة الهيروغليفية، وينطق هذا الحرف بحرف الميم الموجود في اللغة العربية، وكان للطائر مكانة واحترام وتقديس، حتى بعد وفاة البومة يحنط جسدها وتوضع في مقابر الملوك، وظهر هذا التقدير في نقش الطائر على جدران المعابد، ما يدل على المكانة التي حظيت بها قديمًا.
وظل المصريون القدماء يقدسون هذا الطائر حتى في عهد الملك رمسيس الثاني الذي كان يمتلك طائر بومة، وكان يحبه حبًّا شديدًا، وفي أثناء لعبه مع هذا الطائر، جرح الطائر بجناحه عين الملك وجعله يفقد أحد عينيه، حتى أُصيب الملك بالتشاؤم والكآبة من هذا الطائر، وانتقل هذا التشاؤم إلى عامة الشعب الذي حزن على ما أصاب الملك، فأصبحت البومة تدل على الفأل السيئ والتشاؤم، وتوراثت الأجيال هذا المعتقد.
اقرأ أيضًا التفاؤل والتشاؤم والفرق بينهما في الحياة
لماذا يطلق المصريون على الشخص كثير البكاء اسم أم قويق؟
القويق هو نوع من أنواع البوم صغير الحجم، يصدر سلسلة متواصلة من الأصوات المرتفعة التي تزعج الجميع، ويشبه النحيب الذي تصدره النساء عند وفاة أحد الأشخاص العزيزة لديها، وتصدر القويق هذا الصوت بعد التهامها الفرائس والإحساس بالشبع؛ لذلك فهذا الصوت بمنزلة غناء يصدره بعد أن يشعر بالشبع، وأخذ منه لقب أم قويق للنساء كثيرات البكاء دون سبب مقنع، وكأن البكاء عندهن مثل الغناء، وأصبح هذا اللقب مسبة تتناقلها الأجيال.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.