ما أبرز التحديات التي تواجه المكفوفين في العالم؟

تعددت التحديات التي تواجه ملايين المكفوفين في العالم، فعلى الرغم من التطور التكنولوجي الرهيب والمطالبات المتواصلة بحق هذه الفئة في الرعاية والاهتمام الذي على الدول التي يعيشون فيها تقديمه، غير أن المكفوفين لا يزالون يعانون أشد المعاناة.

لا سيما فيما يخص التعليم بالمدارس والجامعات حتى بعد التخرج والحصول على فرصة مناسبة في سوق العمل، مرورًا بالصعوبات الكبيرة التي تواجه حركة تنقلاتهم الداخلية بوسائل المواصلات المختلفة، أضف إلى ذلك غياب الوعي لدى كثير من الأسر والعائلات التي لديها طفل كفيف.

كم يبلغ عدد المكفوفين في العالم؟

وفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية الصادر عام 2012، فإن أكثر من 285 مليون شخص في العالم يعانون ضعف الإبصار، بينهم 246 مليونًا يعانون ضعف الرؤية، و39 مليونًا آخرين مصابون بالعمى الكلي، ومع ذلك فإنه من الأمور المبشرة بأن هذه النسب في تراجع مستمر على عكس المتوقع، يعزى ذلك إلى الجهود التي تبذلها الدول المختلفة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، فضلًا على تحسن خدمات الرعاية الصحية في هذه البلدان.

في دولة الصين وحدها يزيد عدد المكفوفين عن أكثر من 20 مليونًا بين كلي وجزئي، وفي مصر لا توجد إحصاءات دقيقة عن الأعداد بالضبط، وإن كانت التقديرات تشير إلى وجود أكثر من 3.5 مليون كفيف، لا يتعدى عدد الملتحقين منهم بالتعليم سوى 37 ألف كفيف.

ومن الأمور البدهية إذن أن تكون بؤرة انتشار هذه الإعاقة في البلدان التي تنخفض بها الرعاية الصحية، وتعاني أوضاعًا اقتصادية صعبة، كما الحال في البلدان النامية حيث انتشار الأمراض التي تفضي إلى حدوث فقد البصر كليًا أو جزئيًا.

المكفوفين في أفريقيا

في القارة السمراء حيث الفقر والبطالة والمجاعات وانتشار الأوبئة والأمراض، ما يجعلها بيئة خصبة لتنامي أعداد المصابين بهذه الإعاقة، ففي هذه البلدان تحديدًا تنتشر الملاريا أحد المسببات الرئيسة للإعاقة البصرية، أضف إلى ذلك من يفقدون حاسة البصر بسبب الحروب والنزاعات المسلحة، لا سيما في القارة الإفريقية ومنطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص.

جهود مصر لرعاية المكفوفين

شهد العقدان الأخيران جهودًا حثيثة من الدول المعنية بهذه الإعاقة، في محاولة منها لتحسين أوضاع المكفوفين عبر سلسلة من الإجراءات والمبادرات وبرامج التوعية والتدريب، فضلًا على تعظيم الاستفادة من التقنيات الحديثة التي من شأنها مساعدة هذه الفئة على التنقيب بسهولة ويسر.

في مصر تبذل السلطات جهودًا كبيرة من أجل رعاية ذوي الإعاقة البصرية ودمجهم في المجتمع، وتشير لغة الأرقام إلى توفير نحو  ألفي جهاز لاب توب ناطق للطلبة والطالبات المكفوفين بالجامعات الحكومية، فضلًا على منحٍ وتخفيضات تقدمها هيئة السكك الحديد على اشتراكات المعاقين بصريًا بنسبة تصل إلى 50%.

في عام 2023 وقّع بروتوكول تعاون بين ثلاث مؤسسات؛ هي المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة والهيئة العامة للانتخابات ووزارة التضامن الاجتماعي، بهدف مشاركة ذوي الإعاقة البصرية في العملية الانتخابية بتوفير نموذج الاقتراع بطريقة برايل بالمقرات الانتخابية.

رعاية المكفوفين

تحرص السلطات المصرية على توفير عدد من فرص العمل الملائمة للأشخاص المكفوفين بما يتناسب ومؤهلاتهم الدراسية عبر المنصات الإلكترونية (شغلني) و(فرصنا)، إضافة إلى إتاحة تدريبات برنامج (مودة لحماية كيان الأسرة) بلغة برايل للمكفوفين.

ما يقرب من 24 محكمة مصرية طُبق فيها الكود الهندسي للإتاحة وتوفير مكاتب مخصصة لتقديم المساعدة، وطباعة دليل الخدمات الشرطية للمكفوفين بطريقة برايل، ويصل عدد الجامعات المستفيدة بطابعة برايل حتى ديسمبر من عام 2024 نحو اثنتي عشرة جامعة، وأكثر من 3500 عصًا بيضاء قدمت للأشخاص المكفوفين، وعشرات المنح الدراسية للطلبة والطالبات من ذوي الإعاقة البصرية على مستوى 19 جامعة مصرية.

على مستوى المدارس وصل عدد مدارس المكفوفين وضعاف البصر إلى 116 مدرسة تضم 426 فصلًا دراسيًا، 51 مدرسة منها دُمج عدد من الطلاب والطالبات المكفوفين، وقُدمت تدريبات لهم في مهارات القراءة والكتابة باستخدام طريقة برايل حتى ديسمبر من عام 2023، إلى جانب تزويد 70 مدرسة بمحافظتي أسيوط والقاهرة بأجهزة التكنولوجيا المساعدة للطلبة المكفوفين، ودعم مصروفاتهم الدراسية وسدادها.

وأنتم أعزائي القراء ممن لديهم أبناء يعانون الإعاقة البصرية، شاركونا آراءكم أسفل هذه المقالة في أبرز التحديات التي تواجه أبناءكم في التعليم والحياة عمومًا. 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.