مانويل نوير هو المتسبب في محاولات إحداث جوانب ثورية هجومية ودفاعية في أفكار كرة القدم من قِبل المدربين كان يجب تغيير الكثير من التفاصيل من حيث جودة أفراد كرة القدم وسنحاول شرح هذا بشكل مبسط من خلال الفقرات القدمة من هذا المقال، للحديث عن جدار برلين المنيع مانويل نويل حارس المنتخب الألماني ونجم بايرن ميونخ.
أفكار يوهان كرويف
خوانما ليو قال: إن كل شيء في كرة القدم يصبح أسهل عندما يكون الخروج الأول للكرة نظيفًا(سلساً ومرتباً)، وبالتالي بدأت لعبة البحث عن التفوقات وكيف أحقق دائما زيادة عددية ونوعية في الخط الاول من البناء، والتدرج بالكرة من أسفل أو البيلد أب للتغلب على ضغط الخصم بعد ثورات الضغط مؤخرا في كرة القدم ومن هنا جاءت ثورة حراسة المرمى، فحارس المرمى هو المهاجم الأول والمهاجم هو المدافع الأول حسبما قال يوهان كرويف.
الأفكار الثورية من يوهان كرويف على سبيل المثال تسببت في تغييرات جديدة على اللعبة، يكون فيها استخدام الحارس كعنصر جديد فعال في بناء اللعب وتحقيق التفوق العددي في البيلد اب من أسف الملعب.
المهاجم لم تعد وظيفته التسجيل فقط، لكن وظيفته ستكون الضغط من الامام وإحباط هجوم الخصم، الفرق أصبحت تبدأ الدفاع من خط الهجوم وأدواره المُركبة، الغرض من هذه الفلسفة إجملاً هي منع الخصم من تحضير الهجمة من أسفل الملعب بضغط شرس وبالتالي لن يستطيع الوصول إلى مناطق الخطورة دفاعياً.
اقرأ على جوك صدمة للمنتخب الألماني إصابة نوير وجوريتسكا بفيروس كورونا
دور حارس المرمى الحديث
والضغط فكرة تستطيع مواجهتها باستخدام حارس قادر فنياً وتقنياً على التعامل مع الكرة بشكل ممتاز، ويكون السيناريو كالتالي حين يقرر المنافس الضغط على المدافعين (قلبي الدفاع) بعدد 2 مهاجمين حينها سيتدخل حارس المرمى بينهم كلاعب ثالث، ويحقق تفوق عددي على خط الضغط الأول عند الخصم (3 ضد 2)، وبالتالى دخول الحارس كعنصر زيادة في بناء اللعب أصبح شيء مهم ليس مجرد رفاهية .
طفرة مانويل نوير
مانويل نوير كان بمثابة شرارة الثورة الكروية المذكورة والتي مهدنا لها، بكونه أفضل حارس في العالم في التعامل مع الكرة بقدميه خصوصاً مع تولي بيب جوارديولا المدرب الثوري تدريب بايرن ميونخ.
ومؤسس هذه الفكرة يؤمن بأن الحارس ليس فقط المهاجم يعمل كلاهما من أجل مساندة لفغكرة التفوق العددي في البيلد اب، وحارس المرمى يصبح صانع اللعب الأول لفريقه، وبالتالي دقة تمريرات نوير تحسنت من 75% ما قبل جوارديولا إلى 88% كأعلى نسبة دقة في مسيرته بأدوار أكبر أيضاً في الصناعة، لأن مانويل نوير ليس ممراً للمدافعين والأظهرة بجانبه ولكن خريطة تمريراته تشمل كل اللاعبين في الملعب.
ويبقى السؤال هل الجانب الثوري لمانويل نوير توقف فقط على قدراته الممتازة في التمرير؟
الإجابة لا، بل إنه أضاف فكرة أخرى عظيمة قد لا يكون أول من نفذها لأن هناك محاولات قبله بدأت مع الروسي ياشين والمجري جروسكس والإنجليزي روز لكنه كان الأفضل بكل تأكيد فيها .
اقرأ أيضاً على جوك ملخص ونتائج الجولة الخامسة من الدوري الإنجليزي
معركة السيطرة على المساحات
الحكاية منذ بدايتها أن أفكار الضغط تطورت كما وضحنا وأصبح المدربين يطمحون في زيادة حدة الضغط بغرض الهيمنة على الخصم.
بيب جوارديولا مثلاً يقول أن المساحة هي الشق الأهم في كرة القدم، واللعبة أصلاً لعبة سيطرة على المساحات في المقام الأول، فوجب القيام بالضغط لتضييق مساحات اللعب او بالهجوم بكثافة على خصمك، واحتلال الممرات الهجومية وإجباره على العودة بدفاعه لمنطقة جزاءه، وهذا يتم بالهجوم وتوسيع الملعب ورفع خط دفاعك وإجبار الخصم على التراجع لمنطقة جزاءه والهيمنة على المباراة.
نوير وكسر خطوط الضغط
مع معركة السيطرة على المساحات بالشكل المذكور، ومع مخاطرة أصحاب المدرسة الهجومية في ترك مساحة ممكن أن تصل إلى نصف ملعبك بأكمله خلفك للضغط بشراسة من الأمام والهجوم بشراسة، كان من الصعب أن يستمر الحارس بالنمط التقليدي في منطقة جزاءه وفقط.
وبالتالي ظهرت فكرة التكتيك القائم على مصطلح The sweeper keeper والتي لم تعد هواية يقوم بها بعض الحراس بالخروج كقلب دفاع متأخر وفقط، لكنه تحول للإحترافية والشمولي سعياً نحو الإتقان ومنع تحولات الخصم وبالتالي السيطرة على المساحة خلف الدفاع.
مصطلح The sweeper keeper بدأه نوير مع شالكة في مباراته أمام بورتو ووصلت لمراحل العبقرية في مباراته أمام الجزائر ومونديال 2014.
اقرأ على جوك اللاعب الألماني فيليب لام
مانويل نوير والجزائر في كأس العالم
يواكيم لوف مدرب المنتخب الألماني في كأس العالم 2014 سار على خطى جوارديولا، وذلك في ال high line defense والإعتماد على أفكار مشابهة في الاستحواذ والضغط، وبالتالي كانت فكرة الجزائر في ضرب المانيا بالتحولات المضادة، وهنا كانت لعبة مانويل نوير في السيطرة على المساحة خلف الدفاع، التي استغلها فيه جوارديولا وأكمل عليه يواكيم لوف، نجح وقتها نوير في تحقيق عدد 10 keeper sweepings أو أنه نجح في خروجه من مرماه وأبعد الكرة كقلب دفاع أخير خلف الدفاع 10 مرات في مباراة كأس عالم أمام الجزائر!
أغلب الـ10مرات التي لعبها نوير كـ keeper sweepings أو خروجه من مرماه وأبعد الكرة كقلب دفاع أخير خلف الدفاع
كانت انفرادات محققة، وهءا لم يكن ليحدث لولا قدرات نوير الاستثنائية في التوقيت والخروج والمواجهة وكفاءته تكتيكياً في قراءة المواقف الدفاعية.
الاعجاز الأكبر كان في خريطته الحرارية أمام الجزائر، والتي هيمن فيها على الثلث الدفاعي تماماً، كأنه مدافع بتحركاته وتمريراته طوال المباراة ليصل في البطولة لرقم قياسي في ال keeper sweepings وهو 24 مرة!
وهذا يُعد جنوناً أو إعجاز حرفي لمنظومة كان من السهل الوصول للمساحة خلف دفاعها، وظهر ذلك جلياً في مباريات البطولة بانفرادات كثيرة ولكن نوير هو السبب الأول والأخير في أنها تستقبل 4 اهداف فقط ويحقق 4 كلين شيت من سبع مباريات طوال بطولة كأس العالم 2014.
بالمناسبة كان نسبة دقة تمريرات مانويل نوير 82% أعلى من ميسي 68% في كأس العالم 2014.
وهذه عموماً إحصائية لا تعني شيء لإختلاف المناطق التي يحصل فيها التمريرات ونسبة المجازفة عند كل لاعب منهم، لكن في كل الاحوال توضح لك مستوى نوير في التمرير والذي قال عنه توني كروس: وجود مانويل نوير خلفك كافي يعطيك الثقة كلاعب وممرر.
اقرأ على جوك المنتخب الألماني بكأس العالم 2022 وحلم النجمة الخامسة.
تصديات مانويل نوير
لسنا في حاجة أن نكرر ونقول أن نوير ليس فقط حارس ثوري، ولكنه حارس مرمى من الطراز الأول كجودة تصديات عظيمة، وتستطيع التأكد من هذا من خلال إحصائية ال XGOT والتي تعني ببساطة Expected goals on target والمعنية بقياس جودة التسديدة التي سُددت من قدم اللاعب، سددت في اتجاه الأون تارجت وتستطيع من خلالها أن تعرف جودة التسديدات التي بيقابلها الحارس، وأوضحت إحصائية ال XGOT والتي تعني Expected goals on target أن نوير من 2011 إلى 2020 كان من المفترض أن يستقبل ما يقرب من 228 هدف لكنه استقبل 190 فقط، ومنع ما يقرب من 40 هدف كأعلى حارس في هذه الفترة في ألمانيا.
مانويل نوير تستطيع بسهولة أن تعرف أنه خرج بنصف مبارياته على الأقل في البوندسليجا بكلين شيت، وأنه في خلال نهائيات دوري ابطال أوروبا الثلاث فقط الذين لعبهم مع بايرن ميونيخ تصدى ل 11 تسديدة وكان نجم فريقه وأهم عنصر في فوزه بالبطولتين لدوري الأبطال في 2020 و 2013.
في النهاية نوير ليس أول حارس مرمى إستخداماً لقدميه في اللعب بشكل ممتاز ، وليس أول حارس لبيرو ولكن هو أول شخص نقل هذه المميزات من مرحلة الهواية إلى الاحترافية والإتقان.
متابعي كرة القدم جعلوا مانويل نوير الأب الروحي لثورة اللعبة الأخيرة لأنه كان سبب مهم في تطبيق ونجاح هذه الأفكار.
والتي جعلت ما يقارب نصف المدربين مصرين على حراس ممتازين بالقدم، وجعلتنا نشاهد مواهب مثل ايدرسون حارس ملنشستر سيتي واليسون حارس ليفربول، متصدرين الأحداث في أكبر فرق العالم.
اقرأ على جوك جيرد مولر هداف منتخب المانيا التاريخي وأسطورة كأس العالم
إنجازات مانويل نوير
- السن 35 سنة.
- لعب 805 مباراة .
- حقق 369 كلين شيت.
- استقبل 680 هدف.
- حقق كأس العالم 2014 مع بلده المانيا.
-جائزة 2 أفضل لاعب في السنه مع بلده المانيا.
- حقق 9 الدوري الألماني مع بايرن ميونخ.
- حقق 6 كاس المانيا "5 مع بايرن ميونخ و1 مع شالكه".
- حقق 6 السوبر الألماني مع بايرن ميونخ.
- حقق 2 دوري أبطال أوروبا مع بايرن ميونخ.
- حقق 2 السوبر الأوروبي مع بايرن ميونخ.
- حقق 2 كاس العالم للأنديه مع بايرن ميونخ.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.