إن تناول اللحوم باعتدال عند معظم الناس كجزء من نظام غذائي متوازن يمكن أن يكون صحيًا، ومع ذلك فإن الإفراط في تناول اللحوم وخاصة اللحوم الحمراء التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون يمكن أن تسبب آثارًا جانبية غير مريحة بالإضافة إلى مخاطر صحية طويلة المدى، في هذا المقال سنتعرف إلى أهم المخاطر المحتملة لتناول كثير من اللحوم الحمراء.
دعنا نتفق عزيزي القارئ بغض النظر عما إذا كنت تأكل كثيرًا من اللحوم أو قليلًا يجب أن تكون على دراية بما يمكن أن يفعله أكل اللحوم لجسمك مثل كل شيء تقريبًا نضعه في أجسادنا، فإن مفتاح استهلاك اللحوم إذا اخترت تناولها تعلّم كيفية ممارسة أكلها باعتدال، وحتى تفعل ذلك لا بد أن تتعرف إلى منافع ومخاطر تناول اللحوم بكثرة.
اقرأ أيضاً 28 مايو اليوم العالمي للهامبرغر.. تعرف على قصته وكيفية الاحتفال به
ما منافع تناول اللحوم الحمراء؟
اسمح لي أن أشير إلى أن اللحوم الحمراء هي التي تشمل لحم الضأن ولحم العجل ولحم البقر، وهذه اللحوم غنية بالمواد المفيدة مثل الحديد والأحماض الدهنية الأساسية المتعددة غير المشبعة الضرورية لدعم منظومة المناعة والجهاز العصبي المركزي والعضلات.
وليس غريبًا أن اللحوم الحمراء هي مصدر مهم للبروتينات والمعادن مثل الحديد وفيتامين ب، كل هذه العناصر الغذائية لها وظائف أساسية في الجسم.
نعم، فاللحوم الحمراء غنية بالبروتين، وتساعد الجسم على إمكانية الوقاية من فقر الدم، فالبروتين يعدُّ أحد أهم المغذيات الكبيرة، ويستخدم في إصلاح العظام والعضلات وفي صنع الهرمونات والإنزيمات التي تسمح لجسمنا بمواصلة العمليات المنتظمة مثل الهضم.
اقرأ أيضاً الطعام الصحي و النظام الغذائي المتوازن.. معلومات لا تفوتك
كيف يؤثر تناول اللحوم الحمراء على جسدك سلبيًّا؟
-
زيادة مستويات الحديد في دماغك
الحديد مفيد لنا، والإناث على وجه الخصوص بحاجة إلى كثير من الحديد للبقاء بصحة جيدة، ومع ذلك فإن تناول كميات كبيرة من اللحوم الغنية بالحديد يمكن أن يرفع مستويات الحديد في دماغك إلى نقطة خطيرة وفقًا لدراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس عام 2013، يمكن أن تؤدي المستويات العالية جدًا من الحديد في الدماغ في النهاية إلى الإصابة بمرض الزهايمر.
لدينا جميعًا نسيج دهني في أدمغتنا، وهو مسؤول عن حماية الألياف العصبية الموجودة هناك يطلق عليه المايلين، وقد أظهرت الأبحاث أن الكميات الزائدة من الحديد في الدماغ يمكن أن تدمره بالفعل، وعندما يحدث هذا تتعطل اتصالات الدماغ لدينا، وتبدأ أعراض مرض الزهايمر في الظهور، في حين أن اللحوم يمكن أن تكون مصدرًا ممتازًا للحديد الذي تحتاجه، فمن المهم عدم المبالغة في ذلك، والحفاظ على مستويات الحديد لديك تحت السيطرة.
-
معاناة الجهاز الهضمي من النقص في الألياف
إحدى نتائج تناول كثير من اللحوم هو أنك على الأرجح تأكل أطعمة أخرى أقل، ونتيجة لذلك قد تجد نفسك تشعر بالانتفاخ أو تعاني من إمساك أو إسهال بسبب سوء الهضم.
تحتوي اللحوم على عدة عناصر غذائية، ولكن أهم ما ينقصها هو الألياف غير القابلة للهضم التي نأخذها من الكربوهيدرات، وهي ضرورية لعملية الهضم وتنظيم نسبة السكر في الدم.
بدونها يمكن أن تعاني من ضائقة معدية معوية خطيرة بما في ذلك التقلصات، والأسوأ من ذلك ربط النظام الغذائي الغني بالألياف بتحسين الجهاز الهضمي والصحة العامة؛ فنقص اللحوم الحمراء من الألياف يرهق جسدك.
-
الإصابة بالجفاف
من الآثار الجانبية الأخرى للبروتين الموجود في نظام غذائي غني باللحوم أنه يمكن أن يأخذ كثيرًا من ماء الجسم لمعالجته ما يجعلك تعاني من الجفاف.
رغم أهمية البروتين للصحة بما في ذلك بناء العضلات وإصلاحها يميل الناس إلى الاعتقاد بأنهم بحاجة إلى أكثر مما يحتاجون إليه بالفعل.
فإذا لم تشرب كمية كافية من الماء لتعويض ما أخذه البروتين الذي تناولته في قطعة اللحم، فقد ينتهي بك الأمر إلى الشعور بالإغماء أو الدوخة أو الشعور بعدم الراحة.
-
الإفراط في تناول اللحوم يزيد وزنك
صحيح أن الأنظمة الغذائية عالية البروتين يمكن أن تساعد في تحقيق أهداف إنقاص الوزن من خلال مساعدتك على البقاء ممتلئًا لمدة أطول بعد وجبتك، وتوفير ميزة حرق السعرات الحرارية بسبب توليد الحرارة، ولكن إذا كان ذلك يشمل البروتين الحيواني فمن المهم أن تدرك أن أنواعًا معينة من اللحوم يمكن أن تكون كثيفة السعرات الحرارية للغاية ما يعني أنها تحتوي سعرات حرارية أكثر في كل قضمة عن الأطعمة الأخرى.
لذا إذا كنت تحاول إنقاص وزنك فاختر القطع الخالية من الدهون من لحم البقر والدواجن أو الأسماك، فجميعها تحتوي سعرات حرارية أقل لكل وجبة.
-
تناول اللحوم الحمراء قد يزيد من خطر مرض السرطان
ربطت الدراسات باستمرار ارتفاع استهلاك اللحوم الحمراء المعالجة بزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، وكذلك أمراض القلب والأوعية الدموية.
ربما سمعت أن تناول مزيد من اللحوم الحمراء المعالجة قد ارتبط بسرطان القولون، وتدعم عدة دراسات علمية هذا الارتباط، نعم هذه أخبار سيئة لمحبي تشيز برجر وهوت دوج، ولكن هذا ما حددته دراسة عام 2021، فقد نشرت في Cancer Discovery نمطًا معينًا لتلف الحمض النووي في أورام القولون للأفراد الذين يستهلكون اللحوم الحمراء المعالجة باستمرار ما يشير أيضًا إلى أن استهلاك هذه الأطعمة يعدُّ عامل خطر للإصابة بسرطان القولون.
-
أمراض القلب والأوعية الدموية
أظهرت البيانات مرارًا وتكرارًا أن اللحوم الحمراء مرتبطة بارتفاع نسبة الكوليسترول، وبالتالي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية، ويرتبط استهلاك كميات أقل من اللحوم أيضًا بانخفاض معدلات السمنة لدى كل من الأطفال والبالغين.
-
الإفراط في تناول اللحوم الحمراء يؤثر على البيئة
تؤثر تربية الماشية كثيرًا على البيئة، فتغذيتها تعتمد أكثر من 30٪ من الحبوب المزروعة في العالم، وتنتج الماشية نفسها كميات كبيرة من غازات دفيئة، فلا يعد تقليص استهلاك اللحوم مفيدًا لك فحسب، بل إنه مفيد أيضًا للبيئة، وسيساعد تقليل استهلاك اللحوم في الحفاظ على صحة كوكبنا للأجيال القادمة.
اقرأ أيضاً قواعد لنظام غذائي صحي ومتوازن
لحوم حمراء يجب أن تأكلها
إذا كنت شخصًا سليمًا لا يعاني من الأمراض يمكنك تناول 400-500غ من اللحوم الحمراء في الأسبوع دون أي ضرر.
أما إذا كنت واحدًا من الذين يعانون الوزن الزائد أو ارتفاع مستوى الكوليسترول في دمهم، وأمراض القلب فعليك تجنب تناول اللحوم الحمراء.
ختامًا، سواء قررت التقليل من تناول اللحوم أو التوقف عن تناول اللحوم للأبد أو لم تجبرك هذه المقالة على تغيير عاداتك الغذائية على الإطلاق، فمن المهم أن تكون على دراية بالآثار التي يمكن أن يحدثها تناول اللحوم الحمراء.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.