إعصار دانيال في ليبيا أو طوفان درنة العظيم الذي غطَّى ودمَّر ربع مساحة مدينة درنة وقضى تقريبًا على 15% من مساحتها.
ماذا نتعلم منه؟ وما الدروس المستفادة منه؟ وهل سيزداد معدل وشدة الفيضانات والأعاصير في المستقبل؟
اقرأ أيضًا أخطر 10 كوارث طبيعية حول العالم
ارتفاع درجة حرارة الأرض
موضوع يثير قلق وخوف كثيرين، هل سيدفع الفقراء من الدول النامية أيضًا فاتورة التقدم الصناعي المتسارع وارتفاع معدل انبعاث الغازات الدفيئة وارتفاع عدد سكان الأرض إلى ما يقرب من 8 مليارات نسمة، والذي يؤدي إلى ازدياد معدل الانبعاث والاحتباس الحراري، ويُعد من الأسباب الرئيسة لزيادة معدل التغير المناخي؟
لقد كتبت في منصة جوَّك الإلكترونية مقالًا تحت عنوان «ماذا تتوقع من درجة الحرارة مع وجود 8 مليارات نسمة يتحركون ويتنفسون وينشطون؟» وقد نشرته جوَّك في 26 يوليو 2023 الماضي وقد أشرت في بداية المقال وكتبت ما نصه:
«وقد يؤدي ارتفاع مستوى سطح البحر إلى غمر السواحل وتهديد المدن الساحلية بالفيضانات، وقد تؤثر درجات الحرارة العالية أيضًا في الزراعة وإنتاج الغذاء وتؤدي إلى انخفاض معدلات المحاصيل».
ما أسباب دمار إعصار دانيال في ليبيا رغم مرور الإعصار مسبقًا بدول أخرى في أوربا مثل اليونان ولم يحدث بها مثل ما حدث في ليبيا؟
اقرأ أيضًا أهم وأعظم الكوارث التي حدثت على مدار التاريخ
أسباب محتملة وراء إعصار دانيال في ليبيا
أولًا: توجد أسباب جغرافية، وأسباب جيولوجية، وأيضًا أسباب التغير المناخي الشديد.
ثانيًا: توجد أسباب تتعلق بانهيار سدين كبيرين معًا في درنة وهما سد منصور وسد درنة. فتوجد أسباب فنية تتعلق بإهمال صيانة السدين وسرقة بعض المعدات المهمة في السدين، وهذا يرجع أساسًا إلى غياب المراجعة والرقابة والصيانة بسبب الصراع والنزاع والتناحر القبلي العسكري في ليبيا منذ عام 2011، وقد فُتح تحقيق في هذا.
اقرأ أيضًا الدروس المستفادة من زلزال تشيلي عام 1960
نأتي إلى الشق الثاني من السؤال: هل يزداد معدل وشدة الفيضانات والأعاصير في المستقبل؟
من وجهة نظري المتواضعة سيزداد معدل وشدة الفيضانات والأعاصير في المستقبل، وستكون الضحية الأولى هي الدول النامية والفقيرة؛ بسبب انعدام الاستعدادات والسدود القوية، وعدم توفر تكنولوجيا التنبؤ بالأعاصير، وعدم وجود بنية تحتية قوية.
مثل الطرق السريعة والمخابئ، وعدم تدريب المواطنين المستمر على الإخلاء والتحرك السريع والجري إلى المخابئ في حالات الكوارث مثل الفيضانات والحرائق والأعاصير والزلازل، وأيضًا بسبب الصراعات والمعارك والانقلابات العسكرية مثل ما حدث في كثير من الدول الإفريقية خلال الأعوام السابقة.
اقرأ أيضًا الكوارث الطبيعية وارتباطها بالتغير المناخي
لماذا سيزداد معدل وشدة الفيضانات والأعاصير في المستقبل؟
من وجهة نظري المتواضعة فالنظام البيئي والحراري للكرة الأرضية شبيه تمامًا بنظام وعاء الطهو الذي يعمل بنظرية ضغط بخار الماء «البرستو».
هذا الوعاء الذي تستخدمه سيدات البيوت الحكيمات لإنجاز والإسراع بطهو اللحوم، فبدلًا من الطهو في 90 دقيقة في الوعاء العادي يستغرق الطهو فقط 30 دقيقة بنظام وعاء طهو بخار الماء.
وهذا ما سيحدث في كوكب الأرض في السنوات القادمة بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض المتزايد الناشئ عن أنشطة وحركة 8 مليارات نسمة مستمرين في الزيادة السكانية، واستخدام الآلات والصناعة بكل أشكالها وبكل قوة وطموح ليس له حدود.
فسترتفع معدلات بخر المياه من البحار والمحيطات، وسيتشكل بخار الماء الكثيف الذي سيصاحبه ضغط منخفض يؤدي إلى تصاعد سحب كثيفة، التي بدورها ستشكِّل ضغطًا مرتفعًا، وستتزاحم هذه السحب الكثيفة لتُعلن عن غضبها وغضب وسخط كوكب الأرض.
وتتصادم هذه السحب مشكِّلةً أمطارًا برقية ورعدية كثيفة، تسبب أعتى وأقوى الفيضانات على السواحل، لتبدأ عملية تبريد وإنعاش لسطح الأرض، ولتنقص حرارتها ولو لبضعة أيام، ويدفع ثمن هذا الغضب والعنفوان الكوني الفقراء والضعفاء، والأقرباء والجيران المتناحرون على ماديات بسيطة أو سلطة أو امتلاك عقار أو أرض، غير ناظرين إلى السماء، وغير مهتمين بما يحدث بها.
ما يجب أن نتعلمه وندركه أننا يجب علينا الاستعداد وبناء السدود القوية ومخرات السيول في الأماكن الصحيحة، وتوفير تكنولوجيا التنبؤ بالأعاصير.
وبناء بنية تحتية قوية مثل الطرق السريعة والمخابئ، وتدريب المواطنين المستمر على الإخلاء والتحرك السريع والجري إلى المخابئ في حالات الكوارث مثل الفيضانات والحرائق والأعاصير والزلازل، وإنهاء الصراعات والمعارك والانقلابات العسكرية مثل ما حدث في كثير من الدول الإفريقية في الأعوام السابقة.
سبتمبر 26, 2023, 12:47 م
👍
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.