أوى يا عين كفكف دمعك، ويا فؤادي صه صه عن العويل؛ فإن الفضاء لن يسمعك، ولا النجوم، ولا الكواكب..
أتسأل يا فؤادي ماذا لو عاد الأحبة يوماً؟
لو عاد الأحباب يوماً سآخذ بيدهم إلى طريق لا أرى له نهاية، وأقول لهم لقد انقطع النياط لفراقكم...
لقد حزن القلب، وفاض الدمع لغيابكم..
لقد رقّت العين شوقاً لرؤيتكم..
ولقد راقت الروح للقياكم..
أيهون عليكم حزننا؟
لو عاد الأحباب يوماً لقلت لهم، لم تتركوا فينا إلّا ذكريات مؤلمة هي كلّما عدنا لها فاضت العين بكاءً عليكم..
وجميلة هي، كلّما تذكرناها رسمت على وجوهنا ابتسامات، ويا لت تلك الابتسامات تدوم! فنعود من الذكريات إلى واقعنا لتتبخر أرواحكم، ونختم عودتنا برحمة الله عليكم..
لو عاد الأحباب يوماً...
لسألتهم إلى أين ذهبتم دون وداع؟ أركبتم سفينةً بلا شراع؟
أيا ليت اللقاء يعود يوماً ويبقى إلى الأبد، لكن هيهات لنا ذلك؛ فمهما مضت السنين ستبقى منيتكم هي الأنين وفراقكم والله له حنين..
لو عاد الأحباب يوماً لقلت لهم، إن فراقكم هو سقم لألبابنا وحرق لقلوبنا..
لو عاد لقاء الأحباب يوماً لقلتُ لطالما كان دعاء سجودي لقياكم، فلطالما أحسستُ نفسي غريبة في بلادي..
لو عاد الأحبة يوماً لقلت إن الأيام سكنت بعد رحيلكم، فأصبحت الدقائق طويلة لغيابكم، والثواني جارحة لفقدانكم..
في كل ليلة أنتظر زيارتكم فأدعُ باب أحلامي مفتوحاً لكم لعلكم تأتون، فأخبركم بتفاصيل يومي، وأخبركم بأن حياتي فقدت بريقها من دونكم..
يا أحبتي تحت التراب سامحوني على دموعي إن آذيتكم بها، لكني طالما دعوت ربّ العبادي أن يرحمكم..
لو عاد الأحبة يوماً لخاطبتهم أن النفس تأنس لرؤيتكم، وأن لقاءكم يذهب عنا همّ الدنيا ويزيل عنا غبار اليأس، ويعيد للروح بهجته..
وعسى أن يكون لقاء الأحبة في الجنة..
اقرأ أيضاً
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.