تمثل الطيور للإنسان أهمية بالغة، فإذا انقرضت واختفت من الحياة فقل على الدنيا السلام، وذلك لما تمثله من توازن بيئيهام للغاية..
فقد يكون هناك من سمع أو قرأ ما حدث بالصين، ولمن لا يعرف انتشر في الصين عام 1958م، عصافيرٌ أكلت محاصيل الفلاحين..
فقامت الدولة بمساعدة الفلاحين بالقضاء على تلك العصافير "عصفور الدوري" ضمن خطة ممنهجة استمرّت لمدة أربع سنوات..
وكان معها القضاء على الجرذان، والبعوض، والذباب، وعصفور الشجر، ممّا أدّى إلى اختلال بيئي، وعلى إثرها انتشرت المجاعة فيالصين التي أدت إلى وفاة الملايين من البشر..
تعرف على البلاستيك الصديق للبيئة
كيف تطير الطيور؟
للطيور مزايا بيولوجية حباها بها الخالق العظيم تمكنها من الطيران منها ما يأتي:
- تتمتع الطيور برئة كبيرة نسبة إلى حجمها: وهذه الرئة تتميّز بقدرة أكبر على استخلاص الأكسجين من الهواء، حتى لو كانت نسبة الأكسجين قليلة في الجو كما هو الحال في الارتفاعات الشاهقة، ممّا يمكنها للطيران لساعات طويلة.
- الهيموجلوبين في دم الطيور له قدرة أكبر من هيموجلوبين باقي الفقاريات على امتصاص كميات أكبر من الأكسجين الموجود في الرئة.
- أنسجة وأعضاء الطيور ذات كفاءة عالية في امتصاص واقتناص الأكسجين من الدم المحيط مقارنة بباقي الفقاريات.
- التمثيل الغذائي عند الطيور مجهز كي يتم بكفاءة عالية حتى في ظروف تكون فيها نسبة الأكسجين قليلة.
- الطيور التي تطير على ارتفاعات عالية منحها الخالق بأجنحة كبيرة تساعدها على الطيران، والبقاء معلقة في الهواء مع بذل جهد أقل مقارنة بالطيور ذات الأجنحة الصغيرة، التي تضطر أن تبذل مجهودًا أكبر، وأن تحرك أجنحتها بشكل أسرع، وبشكل متكرر أكثر كي تحافظ على نفسها في وضعية.
الطيور والخيال العلمي
تمثل الطيور مصدر إلهام للإنسان، فحاول قديماً الطيران مثلها، وأشهر المحاولات للطيران كانت من عباس بن فرناس.
وتطور بعد ذلك محاولات الطيران حتى وصلنا للإخوان رايت مروراً بنبوءة دافنشي بأن الإنسان يستطيع الطيران..
ولا شكّ أن من كان يعيش بالماضي يعتبر أن حدوث طيران للإنسان من خلال الآلة هو خيال علمي محض!
الطيور وأنواعها
تُعدّ الطيور من الحيوانات وجميعها فقاريات أي لها عمود فقري، وتنتمي أيضاً لشعبة الحبليات، وتقسم إلى واحد وأربعين "رتبة" نوع مثل رتبة الطيور المغردة بها خمسة آلاف نوع موزعة على اثنين وثمانين عائلة، وهذا على سبيل المثال لا الحصر.
السينما والطيور
كان أشهر فيلم تناول الطيور ما قدمه المخرج ألفريد هتشكوك عام 1963م تحت عنوان الطيور الذي تحولت فيه الطيور لجوارح تهاجم الإنسان..
وكذلك فيلم بيردي عام 1984م وهو يحكي عن عائد من حرب فيتنام حدث له خلل عقلي، متخيلاً نفسه طائر يعيش داخل قفص، وهو يُعدّ من أفلام السيكو دراما، وأخير فيلم "ريو" من أفلام الكارتون.
الطيور والأدب
الطيور لها نصيبٌ كبيرٌ في عالم الأدب بشقيه النثر والشعر، فنرى أشهر قصص الطيور في كليلة دمنة، ويشبه الشعراء علم النفس بالنسر.
واحتلت البجعة وتغريدتها الأخيرة نصيباً عظيماً عند كتاب من أمثال مكاوي سعيد وزكي نجيب محمود..
وفي القصص القرآنية برز الهدهد كناقل لأخبار للنبي سليمان عليه السلام.
وعلّم أيضاً الغراب الإنسان كيف يدفن الإنسان موتاه..
وفي قصّة النبي يوسف وتأويله لزميله في السجن أن من أكلت الطير من رأسه سوف يقتل.
وكتب ابن حزم الأندلسيّ الطوق والحمامة، واتخذها بعض الكتاب كرمز في الكتابة لتوصيل رأي معيّن ودلالة معينة.
وتبدو الطيور رمزًا للنفس البشرية ولها جانب إيجابيّ وجانب سلبيّ، والسلبيّ كنذير شؤم مثل البومة، والغراب في الجاهلية.
وجاء الإسلام ونفى وأنكر التطير "التشاؤم"، والتطير عند عرب الجاهلية يتشاءمون من الطيور إذا سارت في اتجاه معين.
فإذا سارت الطيور على يمين الشخص كان ذلك مصدر فأل والعكس إذا سار الطائر ناحية اليسار كان مصدر شؤم.
الطيور والاقتصاد.
تعرف على سلوك الملوثات في البيئة
الطيور لها أهمية اقتصادية قوية
فنجد الدواجن الأكثر انتشاراً من كل الطيور على وجه الأرض، وهي غذاءٌ هامٌ ومصدرٌ للبروتين الحيواني حتى صار لها مطاعم متخصصة تقدّمها بأشكال كثيرة من حيث الطعم.
وأصبح لتلك المطاعم علامات تجارية عالمية موجودة في كل دول العالم.
وصارت خلطة تتبيل الدواجن من الأسرار الكبرى.
وتُعدّ الدواجن من سلالة الديناصورات المنقرضة.
أخيرًا، الحديث عن الطيور حديثٌ طويل، ونحن نعلم أن الإنسان ابن بيئته يتأثر بالمخلوقات الأخرى التي تعيش حوله، يستلهم منها ليعيش حياةً أفضل..
فبدون الطيور لا يفكر الإنسان في الطيران، ولا يعرف كيف يدفن موتاه، وبدونها أيضاً لن يحدث توازن بيئي مطلقاً.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.