قديمًا وفي إيطاليا على وجه التحديد كان المريض يضرب على رأسه بمطرقة خشبية حتى يفقد وعيه لتجرى الجراحة بأسرع وقت ممكن.
ففي هذا الوقت كان أمهر الجراحين يترددون في إجراء تلك العمليات إلا في الحالات التي لم يكن لها حل سوى الجراحة والمرضى أنفسهم كانوا لا يخضعون لمثل هذه الجراحات إلا وهم على حافة الموت، ف
لم يكن التخدير أبصر النور وقتها، فكان على الأطباء إخضاع مرضاهم لإجراء العمليات الجراحية دون تخدير.
وكان التحدي الأكبر للأطباء هو إجراء عمليات الشق أو الفتح أو البتر بأقصى سرعة ودقة ممكنة، ليس فقط لتخفيف آلام المريض، إنما لتقليص احتمالات تعرض الأنسجة للعدوى والميكروبات.هم يدركون حجم الألم القاتل بلا مخدر.
وبلا شك وجدت محاولات لتخفيف آلام المرضى، ففي بعض الأحيان كانو يعرضون المرضى للإغماء قسرًا وأحيانًا يعطونهم مسكرات تقلل الشعور بالألم.
اقرأ أيضاً ماذا يفعل التخدير في جسدك؟
متى تم اكتشاف التخدير؟
ليأتي عام 1831 ويتوصل طبيب الأسنان ويليام مورتن إلى حل ثان غاز الإثير هذا الغاز الذي عمل منومًا لاذع الرائحة، فهو مزيج من الكحول وحمض الكبريتيك، فساعد على إفقاد الوعي للمريض، قبل خلع أحد أسنانه بنجاح لكن كانت المشكلة تكمن فى إصابة عدد كبير من المرضى بالسعال والقيء، بجانب كونه قابلًا للانفجار.
دفع كل ذلك الأطباء لتجربة وسيلة أخرى عام 1884 تمثلت في سائل طيب الرائحة يحمل اسم الكلوروفورم، فكانت توضع قطراته على منديل، ثم يوضع على أنف وفم المريض ليفقده الوعي، وللأسف لم يكن أحد يعلم الجرعة الصحيحة لاستخدامه، فكانت جرعاته الزائدة تنقل المريض من مرحلة فقدان الوعي لفقدان الحياة.
ومع كثرة اندلاع الحروب وزيادة أعداد المصابين انتهى الحال باكتشاف أول مخدر موضعي يعتمد على مادة الكوكايين وتوالت التطورات في عالم الطب حتى شهدنا علمًا كاملًا عرف بـ(علم التخدير) ليكون له الفضل في تحول غرف العمليات من ساحة للحرب لغرف نوم هادئة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.