من المعروف أن الإنسان ينام من 6 إلى 8 ساعات يوميًا حتى يكون جسده وعقله قادرًا على مواصلة العمل بشكل طبيعي، لكن تخيل أنك فجأة أردت أن تقلب المقاييس وتمتنع عن النوم بشكل دائم، وتواصل حياتك مستيقظًا للأبد، فما الذي قد يحدث إن اُقيمت تجربة كهذه على أرض الواقع؟ هل سيستطيع الإنسان أن يواصل الحياة دون أن يفكر في النوم الذي يشغل جزءاً كبيرًا من وقته؟ أم ستنتهي حياته ليرقد في سبات عميق؟
دعنا نتخيل أنك في إحدى الليالي كان لديك عمل طويل، ولا تستطيع أن تنام قبل أن تنهيه، فقررت أن تسهر وذهبت لتحضير كوب من القهوة ليكون لك خير معين، وبعد أن أنهيت عملك كان الصباح قد حل بالفعل، فبدلت ثيابك وغادرت المنزل إلى مكان عملك، وبعد عودتك كان لديك عمل آخر فاضطررت للسهر من جديد، وهكذا امتدت الحال لفترة طويلة.
بعد مرور 14 ساعة من السهر ستبدأ بالشعور بالإرهاق والنعاس وستشرع في تثاؤب طويل.
بعد مرور 24 ساعة من الاستيقاظ سيزيد في جسمك مستوى الدوبامين، وهو ما يؤثر على المزاج والنوم والتركيز، وسيؤدي ذلك إلى انعدام التركيز لديك.
بعد مرور 29 ساعة ستبدأ بالشعور بالغثيان ونقصان الطاقة، وسيكون جسدك بطيئًا في ردة الفعل.
بعد مرور 32 ساعة ستكون منفعلًا بشكل كبير، وستبدأ عينيك بالاحمرار.
بعد مرور 35 ساعة ستشعر بألم في العضلات وستكون شاحب اللون، وسيتقلب مزاجك بشكل كبير.
بعد مرور 41 ساعة ستشعر بالإعياء مع انخفاض جهاز المناعة، وستكون رؤيتك مزدوجة.
بعد مرور 48 ساعة ستبدأ بالتعثر في المشي، مع الشعور بأن جسدك غير متناسق، وستحدث لك هلوسات سمعية مع تفوهك بكلام غير واضح.
بعد مرور 55 ساعة ستزداد لديك الشهية، وسيصحبها التهاب جلدي مع شعورك بالقلق والعصبية.
بعد مرور 72 ساعة ستشعر بالترهل والكآبة والتعب الشديد، وستظهر لك هالات سوداء أسفل العينين.
بعد مرور 84 ساعة ستضعف عظامك وينقص وزنك بشكل كبير، وستبدأ في رؤية الهلوسات البصرية.
بعد مرور 92 ساعة ستنخفض درجة حرارة جسدك، وسيبدأ ضغط دمك بالارتفاع.
بعد مرور 4 أيام ستصاب باضطرابات في الشخصية والذهن والقلب وسيبدأ الدماغ بالتلف.
بعد مرور 10 أيام سيزداد خطر الإصابة بمرض السكري يصاحبه النوبة القلبية.
بعد مرور 15 يوماً يصل الجسد إلى تلف خلايا الدماغ والموت.
لذا يعدّ النوم طبعًا من الأشياء الأساسية، والتي لا غنى عنها إطلاقًا، وتحقق للإنسان فوائد كثيرة على الصعيدين النفسي والجسدي، فهو يمنحك الطاقة لنشاط أكثر خلال اليوم، ويساعد جسمك في مكافحة المرض عن طريق تعزيز جهاز المناعة، ويقلل من مخاطر ارتفاع ضغط الدم والنوبات القلبية، وكذلك من خطر الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري، وذلك من خلال مساعدة الجسم على الحفاظ على مستويات سكر الدم المناسبة، ومن جانب آخر يحسن من مزاجك اليومي ويقلل من شعورك بالتوتر والإرهاق، لذلك لا تفكر أبدًا أن تمتنع عن النوم، فهو لم ولن يكون أبدًا إهدارًا للوقت، بل هو حياتك الثانية.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.