ماذا تعرف عن وكالة ناسا الفضائية؟

تعد وكالة ناسا الفضائية، المعروفة باسم "ناسا"، إحدى أكبر الوكالات الفضائية في العالم والرائدة في مجال الابتكار التكنولوجي واستكشاف الفضاء.. تأسست ناسا في عام 1958 بهدف تطوير واختبار التكنولوجيا الفضائية وإجراء رحلات فضاء بطريقة آمنة وناجحة، والبحث عن إجابات لأسئلة الإنسان عن الكون والأرض.

اقرأ أيضًا وكالة ناسا وتوم كروز يقومون بتصوير فيلم في الفضاء

تكوين وكالة ناسا

أُنشئت ناسا رد فعل على سباق الفضاء البارد بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، وتأسست الوكالة من خلال قانون وكالة مشروع الفضاء الوطنية، الذي وصف أهداف الوكالة وظروف تأسيسها، وكانت الولايات المتحدة ترغب في تطوير برنامج فضائي يتفوق على الاتحاد السوفيتي، الذي كان قد أطلق أول قمر صناعي في العالم (سبوتنيك 1) في عام 1957.

بدايات الوكالة

بدأت ناسا نشاطها الفعلي في عام 1959، إذ كانت الولايات المتحدة تعد في ذلك الوقت في مأزق تكنولوجي تجاه الاتحاد السوفيتي، ومن أجل ضمان نجاح برنامجها الفضائي، اختارت ناسا العمل بطريقة تعاقدية مع شركات القطاع الخاص، بما في ذلك شركات الطيران والفضاء والصناعات المتكاملة.. تشكلت هيئة مديري ناسا، وأعيد تسميتها في ما بعد إلى مجلس ناسا، لتولي المسؤولية عن توجيه الوكالة وتطوير استراتيجيتها.

الأهداف الأساسية لناسا

تركز الأهداف الأساسية لناسا على 4 مجالات رئيسة

1- الاستكشاف العلمي للكون

يهدف البرنامج الفضائي لناسا إلى فهم مزيد عن الكون والكواكب والنجوم والمجرات البعيدة، وتقديم إجابات علمية عن الأسئلة المثيرة للجدل عن منشأ الحياة والمسائل العلمية الأخرى. 

2- التطوير التكنولوجي

تهدف ناسا إلى تطوير تقنيات وتكنولوجيا جديدة تساعد في تحسين حياة الناس على الأرض وفي الفضاء، وقد أسفرت البحوث والاختراعات التكنولوجية الناشئة عن البرنامج الفضائي عن تقدم كبير في مجالات مثل الاتصالات والأجهزة الطبية والطاقة المتجددة والروبوتات.

3- الاستكشاف البشري

تعمل ناسا على تطوير التكنولوجيا اللازمة لنقل الإنسان إلى الفضاء وخروج رحلات فضائية طويلة المدى، وذلك بهدف مواصلة استكشاف الفضاء والمريخ وغيرها من الكواكب المحتملة للحياة.

4- حماية الأرض

تعمل ناسا على مراقبة الظواهر الجوية المدارية والتغيرات المناخية والأنشطة الجيولوجية على الأرض، بهدف حماية الكوكب من الكوارث البيئية والطبيعية، وذلك من خلال استخدام الأقمار الصناعية والمحطات الفضائية والأجهزة الأرضية المتطورة.

اقرأ أيضًا بين وكالة ناسا والشريعة الإسلامية.. البحث عن حياة خارج الأرض

إنجازات ناسا الرئيسة

على مر السنين، حققت ناسا إنجازات كبيرة ومهمة في مجال الفضاء، ومن أبرزها:

1- رحلات الإنسان إلى الفضاء

بدأت ناسا رحلات الإنسان إلى الفضاء في عام 1961 برحلة ألن شيبرد على متن المركبة الفضائية "فريندشيب 7"، وتلا ذلك رحلات أخرى شهيرة مثل رحلة نيل أرمسترونغ وبالدين آلدرين على متن المركبة الفضائية "أبولو 11"، والتي هبطت على سطح القمر أول مرة في عام 1969.

2- محطة الفضاء الدولية

بالشراكة مع الدول الأخرى، أنشأت ناسا أكبر محطة فضاء في التاريخ بحجم 3 ملاعب كرة قدم، والتي تُعرف باسم محطة الفضاء الدولية (ISS)، وتعمل المحطة بصفتها مختبرًا فضائيًّا طويل الأجل وقاعدة للتعاون الدولي في مجال الفضاء.

3- المسبارات المريخية

أطلقت ناسا عدة مسبارات إلى المريخ بهدف دراسة الكوكب الأحمر والبحث عن أدلة عن وجود حياة، ومن هذه المسبارات المشهورة "فايكنج 1 و 2"، و"سوجورنر".

4، التصوير الفضائي

قدمت ناسا تقنيات التصوير الفضائي المتقدمة التي أتاحت للعلماء رؤية ودراسة الكواكب والنجوم والمجرات البعيدة، وقدمت تلك الصور إلى العالم للتعريف بجمال الكون وتطوره.

تأثير ناسا

إضافة إلى الإنجازات العلمية والتكنولوجية، أثرت ناسا في حياة الناس والمجتمعات بوسائل عدة، على سبيل المثال، بفضل الأبحاث والتكنولوجيا الناشئة من ناسا، تطور عدد من الاختراعات والتقنيات التكنولوجية المستخدمة في حياتنا اليومية مثل الأقمار الصناعية، وتكنولوجيا الاتصالات النقالة، والطاقة الشمسية، وأجهزة الطبية المتطورة.

إضافة إلى ذلك، تتيح ناسا فرصًا علمية وتعليمية للشباب والباحثين والمهندسين الذين يطمحون لمهنة في مجال الفضاء.

اقرأ أيضًا وكالة "ناسا" تشعل أمل الملايين بالإنتقال إلى كوكب جديد

التحديات المستقبلية

على الرغم من الإنجازات العظيمة التي حققتها ناسا على مر السنين، فإن التحديات المستقبلية للوكالة لا تزال كبيرة، ومن بينها:

1- رحلة الإنسان إلى المريخ

يعد الوصول إلى المريخ هدفًا رئيسًا لناسا وللبشرية عمومًا، ومع ذلك، فإن تحقيق هذا الهدف يتطلب تطوير تكنولوجيا متقدمة للسفر الفضائي طويل المدى والتوافق البشري والتحضيرات الشاملة للعيش والعمل على الكوكب الأحمر.

2- الابتكار والتنافس

تبقى ناسا في مواجهة تنافسية في مجال الفضاء، إذ تعمل الدول الأخرى والشركات الخاصة على تطوير تكنولوجيا الفضاء والمنافسة في سباق الاستكشاف الفضائي، بذلك يتعين على ناسا البقاء مبدعة ومبتكرة لمواكبة التقدم التكنولوجي وتحقيق الأهداف الرئيسة.

3- الاستدامة الفضائية

يعد العيش في الفضاء مددًا طويلة المدى تحديًا كبيرًا، إذ ينبغي التفكير في إتاحة المأكل والمشرب والمساكن والطاقة والهواء النقي للرحلات الطويلة، ويعمل فريق ناسا على تطوير تقنيات مستدامة لحياة البشر في الفضاء.

تعد ناسا الفضائية واحدة من الوكالات الفضائية الرئيسة في العالم، وقصة نجاحها وإنجازاتها لا تزال تلهم العالم بأكمله، وبالاستكشاف العلمي والتكنولوجيا المبتكرة، تظهر ناسا رؤية الإنسان للبحث عن إجابات لأسئلة الكون وفهم مكانه فيه، ومع استمرار التطور التكنولوجي والتحديات الجديدة، فإن الدور الريادي لناسا في مجال الفضاء مضمون للسنوات القادمة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة