بدأت في السابع والعشرين من يوليو، أولى فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون، الذي تستضيفه مدينة جرش الأردنية على مدار المدة الزمنية المُمتدة من السابع والعشرين من يوليو ولغاية السادس من أغسطس، وتضم الفعاليات عدة عروض مسرحية وغنائية من دول مختلفة من أنحاء العالم، ما يُضفي طابعًا عالميًا على المهرجان، ويعزز التجربة البصرية، ويستجيب للذائقة الفنية المنوَّعة لجمهور المهرجان.
وقدم الفنان عمر العبداللات بعد غياب عن جمهوره الأردني عرضًا فنيًّا في أولى ليالي المهرجان على المسرح الجنوبي، وتميزت تشكيلة العبداللات من الفلكلور الوطني، والأغاني التي تغلغلت وترسخت في ذاكرتهم على مدى عقود، بالجاذبية والمتعة التي بدت على ردود فعل جمهور المهرجان.
اقرأ أيضًا مهرجان قرطاج الدولي.. أهم المهرجانات في شمال أفريقيا
إطلالات النجوم الفنية في المهرجان
نجوى كرم
وفي الثامن والعشرين من ذات الشهر، أطلت الفنانة اللبنانية نجوى كرم على جمهورها الأردني، على المسرح الجنوبي، وسبقت كرم إطلالتها بتغريدة على تويتر تضمنت شوقها للقاء جمهورها الأردني.. وللفستان الذي لبسته كرم خصوصية، إذ دخل كتاب غينيس للأرقام القياسية لأطول فستان ترتديه سيدة، وهو من تصميم المصمم الأردني، كيش جين، ويبلغ 55.7 متر، وهو خليط من القماش والجلد الذهبي الانعكاسي.
خالد عبدالرحمن
وأما الجمهور الأردني المتطلع للفن العربي الأكثر ثراءً وتميزًا، فقد كان على موعد مميز مع الفنان العربي خالد عبد الرحمن، في الثلاثين من ذات الشهر، على المسرح الجنوبي، إذ قدم وصلاته الغنائية، التي تعد مأوى المتيمين بالفن الأصيل المُتزن.
نداء شرارة
وأقامت الفنانة الأردنية المتميزة نداء شرارة بالحادي والثلاثين من يوليو حفلها الفني على المسرح الجنوبي، ليبدأ الأول من الشهر المقبل بمشاركة فنية لفرقة اللوزيين (حسام ووسام اللوزي) على المسرح الجنوبي.
ويعد الثاني من أغسطس، يومًا ساخنًا على جدول المهرجان، إذ يتنافس الفنان المصري هاني شاكر على المسرح الشمالي عند الثامنة والنصف ليلًا، والفنان والممثل السوري محمد خير جراح، في الساحة الرئيسة عند التاسعة ليلًا، على تقديم تشكيلة فنية تظهر إرث ومكانة الشخصيتين الفنيتين، البارزتين عند جمهور عريض من الأردنيين.
جورج وسوف
ويحتضن المسرح الجنوبي عند الساعة العاشرة ليلًا، بالثالث من أغسطس، أحد الفنانين العرب وعواميد الفن العربي السوري، والذين لطالما حافظوا على مكانة متميزة في قلوب الأردنيين، الفنان السوري جورج وسوف، بأغنياته ذات الشعبية الأردنية والعربية الواسعة.
وفي الخامس من أغسطس، ينتظر الجمهور الفنان اللبناني، وائل كفوري، والأردنية ديانا كرزون، والأردني عيسى السقار، بوجبة فنية متميزة تظهر التاريخ الذي يحمله كل منهم.
اقرأ أيضًا مهرجان الجونة السينمائي بين السينما والعري
مهرجان جرش تاريخ وعراقة
ويستند مهرجان جرش، إلى إرث الثقافة الوطنية الأردنية، الذي تميز باستمرار في الإبداع والتطور، وبما يجمع التنوع الثقافي الأردني عبر مختلف العصور، بين الأنباط وحضارتهم الضاربة في أعماق الصحراء، إلى الرومان الذين شيدوا جرش، وجعلوها أمثولة من عجائب الفن العمائري والمدني الروماني، الشاهد على إرادة إنسان المنطقة، العابرة للمكان والزمان (الزمكان) في الجمالية وإبداع الصورة.
وتنشط خلال أيام المهرجان الفعاليات المجتمعية من قبل أبناء المجتمع المحلي، في تقديم الخدمات السياحية والمنتجات التراثية الغذائية والمطرزات التراثية، ما يعد فرصة اقتصادية لأبناء المجتمع المحلي، وتجربة لا تنسى من التنوع الثقافي للضيوف الذين سيحلون على الأردن في أثناء مدة انعقاد فعاليات المهرجان.
ويقابل زوار المهرجان، تجربة متنوعة بصريًّا، ونفسيًّا، إذ تقدم مدينة جرش لهم، أماكن تنزه مميزة، سواء تراثية كالمدرجات ومشاهدة الخيول، وآثار المدينة العائدة للعهود الرومانية المُبكرة، إلى جانب البيئية ممثلة بمحمية غابات دبين التي تمتاز بتنوع حيوي ثري ومبعث للراحة النفسية.
ويتميز الأردن بحجمه الصغير جغرافيًّا، ما يتيح للزائر، زيارة عدد من المواقع السياحية المشهورة كالبتراء في الجنوب، والمدرج الروماني ووسط البلد القديم في العاصّمة عمَّان، ومناطق التنوع الحيوي والبيئي في رم وضانا في الجنوب، ومشاهدة المساحات الخضراء في جرش وعجلون معًا عبر خوض تجربة ركوب تلفريك عجلون حديث النشأة، الذي يعد أحدث منتج سياحي أردني لمحبي التصوير من المرتفعات العالية.
وتأسس مهرجان جرش عام 1981، ليمثل منصة احتضنت بواكير انطلاقة فنانين عرب ومحليين نحو النجومية في الفضاءات الفنية العربية، ورغم توقفه ما بين عامي 2008- 2011، كان لعام 2011 تميزًا، إذ شهد حضور الفنانة اللبنانية فيروز بلمسة خاصة، وانطلاقة جديدة للمهرجان، ليستعيد بعد مدة وجيزة مكانته المشهودة له بين المهرجانات العربية المماثلة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.