ماذا تعرف عن مفهوم البحث والتطوير (R&D)؟

تركز أنشطة البحث والتطوير المعروفة باسم (R&D) على اكتشاف وإنشاء منتجات أو خدمات جديدة للشركة. تتحمل معظم الشركات نفقات البحث والتطوير، لكن شركات التكنولوجيا والأدوية خاصة تميل إلى إنفاق مبالغ كبيرة للبقاء في صدارة المنافسة. وتتمثل الميزة الرئيسة لنفقات البحث والتطوير في قدرتها على استخدامها لتقليل الضرائب.

إذا كنت تريد الاستثمار في الشركات ذات النمو المرتفع، فسوف تحتاج إلى فهم كيفية عمل البحث والتطوير، وأنواع البحث والتطوير الشائعة، وأهميتها للمستثمرين.

اقرأ أيضًا ما مفهوم الإدراة العامة؟.. تعرف على علاقتها بإدارة الأعمال

ماذا نعني بالبحث والتطوير؟

تتحمل الحكومات والشركات نفقات البحث والتطوير. وعادةً ما تستثمر الشركات الأموال بطريقة أكثر تركيزًا، مع عائد مستهدف على الاستثمار، وتعمل الحكومات على إنشاء المنح وغيرها من الطرق التي تتيح لأطراف ثالثة تلقي أموال الضرائب للبحث والتطوير. وسنركز بدرجة أكبر على الجانب المؤسسي من الأمور.

يُمثل البحث والتطوير بالضرورة نفقات طويلة الأجل وموجهة. وغالبًا ما يستغرق تطوير أنواع المنتجات والخدمات التي يتم إنشاؤها في أقسام البحث والتطوير سنوات. ويتعيَّن على الشركات أن توازن بين الإطار الزمني الطويل للبحث والتطوير واحتمالات توليد عائد استثماري إيجابي من الإنفاق.

إن قياس العائد على الاستثمار أمر شائع في حالة النفقات الرأسمالية، مثل شراء معدات جديدة أو بناء مكتب جديد، ولكن الأمر أقل شيوعًا في حالة النفقات التشغيلية. وفي حالة النفقات الرأسمالية، يكون الحساب سهلًا: فيمكنك معرفة مقدار التدفق النقدي الذي ستولده من الاستثمار الجديد والتحقق من تعويض التدفق النقدي الخارجي بالأرباح الجديدة.

أما في حالة البحث والتطوير، فلا يكون الأمر واضحًا تمامًا؛ لأن بعض أو أغلب الأموال التي تستثمرها ستكون بلا قيمة على الأرجح. وبإعادة صياغة عبارة توماس إديسون، فإنك لا تفشل؛ بل تجد فقط آلاف الأشياء التي لا تعمل.

قاعدة 20% التي وضعتها شركة Alphabet (GOOG -0.02%) (GOOGL 0.1%) هي مثال جيد على استخدام البحث والتطوير لتحقيق أقصى قدر من الأرباح، فيُسمح لجميع موظفي Google بالعمل في مشروعات شخصية يومًا واحدًا في الأسبوع. وقد جاءت منتجات متنوعة مثل Google News وWear OS وGmail من قاعدة 20% التي وضعتها شركة Alphabet. ومن الواضح أن نفقات البحث والتطوير كانت مربحة للشركة، ولكن لم توجد طريقة لشركة Alphabet لتحديد العائدات المحتملة.

القاعدة الذهبية التي يجب على الشركات اتباعها هي استخدام العائد على رأس المال البحثي الذي يُحسَب بقسمة البحث والتطوير في العام السابق على إجمالي الربح في العام الحالي. الصيغة ليست مثالية، لكنها طريقة مقبولة على نطاق واسع لحساب العائد على الاستثمار في البحث والتطوير.

اقرأ أيضًا مفهوم الإدارة الإستراتيجية

أنواع البحث والتطوير

تنتقل البحوث والتطوير إلى المنتجات اليومية بواسطة نماذج مختلفة عدة. دعونا نستعرض النماذج الأكثر شعبية.

الأقسام المؤسسية

تضم الشركات الكبرى أقسامًا تحتوي مهندسين وعلماء صناعيين يجرون بحوثًا على مستويات مختلفة من عملية البحث والتطوير لتطوير منتجات جديدة وتحسين المنتجات الحالية. والمثال الأكثر شيوعًا هو شركات الأدوية التي تعمل على تطوير واختبار عقاقير جديدة.

الشركات الناشئة والحاضنات

بينما قد تخصص الشركات الكبرى قسمًا للبحث والتطوير، تخصص بعض الشركات الناشئة الشركة جميعها للبحث والتطوير. على سبيل المثال، قد تنفق الشركات التي ليس لديها إيرادات كل أموالها ووقتها على تطوير السيارات ذاتية القيادة، أو أدوية جديدة لعلاج السرطان، أو حتى مَكِنَة حلاقة أفضل.

غالبًا ما تعمل الشركات الناشئة التي تركز على البحث والتطوير مع حاضنات الأعمال أو المسرعات، وتدير كل من الحاضنات والمسرعات شركات رأس المال الاستثماري، وتعمل مع الشركات الناشئة في مراحل مختلفة من العمل.

تعمل حاضنات الأعمال عادةً مع الشركات الناشئة التي لا تزال في طور الفكرة؛ فهي تساعد الشركة في تطوير الفكرة والتخطيط لنموذج الأعمال وإنشاء المنتج. أما مسرعات الأعمال فتعمل مع الشركات الناشئة التي تمتلك منتجًا راسخًا، وتساعدها في طرح المنتج في السوق وتوسيع نطاق العمل. وغالبًا ما تكون النهاية المرجوة لكلا النوعين هي الاندماج مع شركة أكبر.

الاندماجات والاستحواذات

المشكلة في البحث والتطوير لدى الشركات الكبرى هي أن البحث والتطوير فيها مجرد بحث وتطوير. فمن الصعب أن تكون مبتكرًا عندما تعمل في وظيفة من التاسعة صباحًا إلى الخامسة مساءً، وترفع تقاريرك إلى مدير متوسط المستوى، وتحصل على زيادة سنوية في تكلفة المعيشة بنسبة 2%. لذا، عندما لا تحقق أقسام البحث والتطوير في الشركات الكبرى النجاح المطلوب، فإن الشركات الكبرى غالبًا ما تسعى إلى الاستحواذ على شركة صغيرة مبتكرة.

هذه العملية أكثر شيوعًا مما تعتقد. فقد طُوِّر نظام التشغيل Android في الأصل بواسطة شركة ناشئة استحوذت عليها Google للدخول في مجال الأجهزة المحمولة. استحوذت Microsoft (MSFT 0.99%) على Hotmail و86-DOS. استحوذت eBay (EBAY 1.04%) على PayPal (PYPL -2.58%) ثم انفصلت عنها. استحوذت Google على YouTube. كما استحوذت Disney (DIS -0.41%) على Pixar وABC وESPN وLucasfilm.

إضافة إلى كونها الملاذ الأخير للشركات الكبرى التي لم تتمكن من تطوير منتجاتها الخاصة، فإن عمليات الدمج والاستحواذ تقدم عرضًا أكثر وضوحًا لعائد الاستثمار. تعرف الشركة المبلغ الدقيق الذي يجب أن تنفقه لشراء الشركة، ومن ثم يمكنها تحديد التدفقات النقدية من عملية الاستحواذ بمجرد اكتمالها.

لماذا يُعدُّ البحث والتطوير مهمًّا؟

إن البحث والتطوير يمثلان نفقات حيوية للشركات لمواصلة النمو والتغلب على المنافسين. وفيما يلي بعض الأسباب الرئيسة التي تدفع الشركة إلى الحفاظ على نفقات البحث والتطوير الصحية:

الميزة التنافسية

إن تطوير مزايا تنافسية قوية هو مفتاح الربحية على المدى الطويل. وهذا يعني تطوير منتجات أحدث وأفضل باستمرار بتكلفة إنتاج أقل. بعض أكبر المنفقين على البحث والتطوير في الولايات المتحدة هي شركات مثل Alphabet وMeta (META -0.07%) وMicrosoft وApple (AAPL -1.33%) التي تنفق مليارات الدولارات على البحث والتطوير كل عام.

دعونا نلقي نظرة على أمازون (AMZN 6.19%) وBorders التي توقفت عن العمل الآن، وكلاهما من المكتبات المزدهرة التي تقدم الكتب للجماهير وكانت منافسًا مباشرًا تقريبًا. فكر في شكل المكتبتين الآن وفقًا لشخص استثمر فيهما قبل 25 عامًا.

بدأت أمازون متجر كتب على الإنترنت، لكنها الآن تضم أعمال خدمات سحابية بمليارات الدولارات. ولديها قنوات مربحة لبرنامجها Prime، باستخدام الأجهزة اللوحية، وأجهزة قراءة الكتب الإلكترونية، والمسلسلات التلفزيونية والأفلام الأصلية، ومشغلات الوسائط الرقمية، وخدمات الاشتراك في الكتب الإلكترونية. ولديها منتجات تُنشَّط صوتيًّا، مثل أليكسا التي لم تكن لتوجد لولا الاستثمار في البحث والتطوير على مدى العقدين الماضيين.

في غضون ذلك، كانت Borders خارج العمل منذ عقد من الزمان، السبب الرئيس وراء استمرار أمازون في الوجود، وعدم استمرار Borders، هو أن أمازون استفادت من برنامج البحث والتطوير الخاص بها.

مزايا الإنتاجية

لا يركز البحث والتطوير على تطوير منتجات جديدة فحسب، فيوجد أيضًا استثمار كبير يُنفَق في تحديد طرق أفضل لإنتاج المنتجات الحالية. وكلما تمكنت من إنتاج الأدوات بدرجة أسرع وبتكلفة أقل، زادت الأموال التي ستجنيها من كل منها ــ وقلَّ ما يمكنك تحصيله مقابلها في النهاية، ما يكسبك ميزة تنافسية.

مصادر جديدة للإيرادات

لكل منتج دورة حياة، وفي حين أن بعض المنتجات تبقى في مرحلة النمو مدة أطول من غيرها، فإن الأرباح الضخمة سوف تنتهي في نهاية المطاف. وهذا ينطبق بوجه خاص على صناعة الأدوية.

تنفق الشركات مليارات الدولارات على تطوير وتحسين الأدوية التي تكون لها دورة حياة محدودة حتى تصبح الوصفة متاحة للجميع لإعادة إنتاجها. وإذا لم تستثمر شركات الأدوية باستمرار في البحث والتطوير، فإنها ستستنفد في نهاية المطاف مصادر إيراداتها.

المزايا الضريبية

إضافة إلى شطب نفقات البحث والتطوير في بيان الدخل، تقدم عدد من الولايات القضائية مزايا ضريبية للانخراط في أنواع محددة من البحث والتطوير.

مفتاح عوائد الاستثمار

يمكن أن يكون البحث والتطوير بمنزلة شريان الحياة لأي عمل تجاري في مجال التكنولوجيا. ولا توجد طريقة أفضل للبقاء في صدارة الشركات المنافسة وخلق فرص جديدة للنمو من البحث والتطوير. إذا كنت تتعلم عن الاستثمار في الشركات ذات النمو المرتفع، فراقب بند البحث والتطوير وتحقق من أن الشركة تستثمر بما يكفي وتحقق عائدًا مرضيًا على استثمارها.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة