في هذه المقالة نواصل الحديث ضمن سلسلة التعريف بالمتلازمات، عن متلازمة جديدة، يُطلَق عليها «كلاينفلتر»، نتعرَّف فيها على أسباب التسمية بهذا الاسم، وأسباب الإصابة بها، وأهم الأعراض أو العلامات المميزة لها، والعلاجات المتاحة.
قد يهمك أيضًا: متلازمة داون: ما بين الخرافة وسوء الفهم والحقيقة
مفهوم متلازمة كلاينفلتر
من الجيد أن نضع أمام أعيننا ما يعنيه هذا المصطلح؛ لكي نفهم طبيعة ما نتحدث عنه، فالمتلازمة خلل جيني معين، هذا الخلل يؤدي إلى ملامح شكلية معينة تصاحبها خصائص سلوكية محددة وتصاحبها وتلازمها مهارات لغوية وحركية محددة.
وجدير بالذكر أنه لا يمكن حصر هذه المتلازمات، كون العلم في تطور وتقدم، وتوجد مئات إن لم يكن آلاف المتلازمات التي غالبًا ما تنسب إلى العالم الذي يكتشفها.
المتلازمة التي بصدد الحديث عنها اليوم، هي حالة وراثية تصيب الذكور، وتؤدي إلى مجموعة من العلامات والمشكلات الصحية.
قد يهمك أيضًا: الحالات الكروموسومية الشاذة في الإنسان.. تعرف عليهم الآن
العلامات المميزة لمتلازمة كلاينفلتر
في العام 1942 نشر الطبيب هاري كلاينفلتر بحثًا له يصف فيه 9 رجال كان لديهم بروز في الثدي، قلة في الشعر، قلة شعر العانة والإبطين، صغر حجم الخصية، وعدم القدرة على الإنجاب، وهي أبرز علامة للمصابين بها. فضلًا على إصابة الشخص بتخلف عقلي يتراوح بين بسيط إلى شديد، وكذلك الطول من بين العلامات المميزة للمصابين بها.
منذ ذلك الحين بدأ الاهتمام بدراسة هذه المتلازمة من قبل المختصين للوقوف على أسباب الإصابة بها، وأهم الأعراض أو العلامات التي تميز صاحبها، والأثر الذي تحدثه في جسم المريض.
يصاحبها تأخر في نمو اللغة، الذي يصاحبه بالضرورة تأخر دراسي، وعند سن البلوغ يعاني المصابين بها مشكلات جنسية.
قد يهمك أيضًا: الصحة الفموية والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة
أسباب الإصابة بمتلازمة كلاينفلتر
المتلازمات عمومًا حالات وراثية، ومتلازمة كلاينفلتر وبتحليل الكروموسومات تُبيِّن أن السبب في حدوث الإصابة بها هو زيادة في عدد الكرموسومات الجنسية، حيث يوجد كروموسوم X إضافي في الخلايا الجنسية للذكور.
توجد زيادة في عدد الكروموسومات الجنسية، فتكون ثلاثة كروموسومات جنسية بدلًا من اثنين، بزيادة كروموسوم أنثوي X-X-Y47.
والأسباب لا تزال مجهولة، سواء كانت وراثية أو بيئية، ولكنها تحدث عند انقسام الحيوان المنوي أو البويضة.
وفقًا للدراسات فإن معدل الإصابة بهذه المتلازمة حالة واحدة لكل 500 إلى 1000 ذكر دون النساء. وتُعدُّ علامة العقم عند الرجال أبرز العلامات للإصابة بها. فالطفل يولد طبيعيًّا، قبل أن تبدأ الأعراض في الظهور عند مرحلة البلوغ نتيجة غياب العلامات الجنسية الثانوية.
هل يوجد علاج لها؟
لا يوجد علاج للمتلازمات حتى اليوم كونها حالات وراثية، ولكن لا شيء بعيد في المستقبل مع الطفرة الهائلة في العلوم والتكنولوجيا، وبذلك إمكانية تطوير علاجات من شأنها الحد من الإصابة بها، أو في الأقل تحسين جودة الحياة للأفراد المصابين بها، وتقديم الدعم اللازم لهم على نحو يساعد في دمجهم بالمجتمع.
العلاج الهرموني الذي من شأنه أن يساعد في تحسين الخصائص الثانوية للذكورة، والعلاج النفسي للتعامل مع الأعراض التي تظهر على الشخص المصاب بها مثل القلق والتوتر، وكذلك الدعم الأكاديمي للأفراد الذين يواجهون صعوبات تعلم، وأحيانًا يلجأ الأطباء إلى الجراحة في حالة التثدي، كل هذا من شأنه تحسين جودة الحياة للأشخاص المصابين بها.
أهمية التوعية في حياة المصابين بها
لا شكَّ أن زيادة الوعي بهذه الأنواع من المتلازمات من شأنه أن يسهم في دعم المصابين بهم وأسرهم والذين تلاحقهم وصمة عار الإصابة بها؛ ما يعزز من فرص نجاحهم بالاندماج في المجتمع والحصول على فرص أفضل.
ويمكن للأطباء النفسيين والمتخصصين في الصحة النفسية مع العائلة والمجموعات الداعمة أداء دور مهم في تقديم الدعم النفسي والاجتماعي الفعال، وتوفير الاستراتيجيات الداعمة للمصابين بها، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم وتقبلهم لذواتهم.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.