ماذا تعرف عن كرامة المرأة؟ ج1

تكلِّف كرامة المرأة الغالي والنفيس، كما يكلِّف عزُّها النفَسَ والتنفيس، ولا يعرف هذا السر الخسِّيس، ولا يهتدي إليه إبليسُ.

والمرأة في شأنها مرهونة بهذا الكرامة، ومطوَّقة بهذه الشهامة، وضياعها ضياع الجواهر، ووجودها وجود البشارة بين العشائر.

اقرأ أيضًا مرآة تكشف حقيقة المرأة ج2

الكرامة أولاً

وطبيعة المرأة أن تكون في مكان بها يليق، وليس مكانًا بها يضيق، ولو لديها وسيلة لمعرفة موازين رفع الشأن، لما تصرفَّتْ تصرُّفَ الضأن، ولكنها تحاول أن تبحث عن الكرامة بكل الوسائل؛ حتى تكون من الأوائل، وكرامتها راية مرفوعة، وأثمان مدفوعة، تبصرها المستحقَّة، ولو أبعدتْا المشقَّة، ولا تراها غيرها في الواقع؛ إذا لم يكن شيء من الوازع.

وكرامة المرأة غير موزَّعة، وعزتُها غير مقطَّعة، فمن زعم أن كرامتَها مجهولة، لظنَّها لا تشوبها سهولة.

فالكرامة بها المرأة تكون شريفة، في حين تكون بضدها خفيفة، وبها تكون مفضَّلة، ولا تكون مضلَّلة، والضباب الذي يغشى هذه الكرامة، لا يبقى إلى الأبد بين الخاصة والعامة. وبفقدانها لا تنال المرأة بين الخلائق من فضل، ولا تكون لها من أصل.

وكرامتها لا تكون موضوعة، ولا تكون موجوعة، ولا تكون مقطوعة، ولا تكون مصنوعة.

بل تبقى هذه الكرامة إشارة، وتبقى منارة، تهتدي بها في الغياهب، وتذهب بها إلى المواهب، وتعلو بها ولا تذل، وترتفع بها ولا تخضع، وتبقى فيما حال تنفع، ولا تُحَطُّ، ولو حاول ذلك رهط.

اقرأ أيضًا قبسُ من أسرار المرأة ج2

المرأة المخدوعة والكرامة الزائفة

وبالكرامة تعــلو دون إذلال      

بها تعيش حياةً بين إجـلالِ

بها تنال رجاءً دونَما خــــلَلٍ     

بها تنال كمالًا دون إخــلالِ

ميزانُها أن تنال العزَّ في بـشَرٍ     

وتستمرَّ على خيرٍ وآمــــــالِ

وأصلُها أن ترى خيرًا كرامتُها     

وأن ترى العيش في أحضانِ أفضالِ

فيكِ الكرامةُ لا يلهو بـها خبَلٌ     

فيكِ الكرامةُ لا تخفى على الغـالي

إنَّ الذي خلقَ الدنيا أفـاض على      نسوانِها العزَّ والإكـرامَ في الآلِ

ولم يكنْ منه إذلالٌ لعزَّتِـــها     

لأنها أمُّ أجيالٍ وأجيــــــالِ

ولم يكن منه بخسٌ في كرامتِها     

لأنَّها ذاتُ إدبارٍ وإقــــــــبالِ

ولم يكن منه إلا ما يعزِّزُهــا      

فقال فيها قديما خيرَ أقــــوالِ

إن الكرامةَ أن تعلو بخلْقَتِــها      

دون التمرُّغِ في ذُلٍّ وأوحـــالِ

دون انخراطِ الرجا في فقد مأمَنِها       دون انقلاب الحيا في ظلِّ أغـلالِ

عيشي حياتَك في دنياكِ وافتـتحي       كرامةً لكِ، لا في نـيل أموالِ

وأنتِ مَوْضِعُ عزٍّ دون مفْسَـدةٍ      

وأنْتَ مَضْــرِبُ إكــرامٍ وأمثال

إن الذين يساوِمُون الكرامة في الشوارع، لهم في هذه الدنيا شر المطامع، وهم دعوة إلى الانحلال من الكرامة والإكرام، ولهم راية في النيل من العز في جنح الظلام.

وأعروا المرأة من ثياب الكرامة، ودعوها إلى نسيان الشهامة، والمرأة المخدوعة تظنّ نفسها مكرَّمة، أو أنها بين الناس معظَّمة، ولكنها فى ميزان الكرامة أخفّ من الريش، عند أهل الطيش، وما لها أي عنوان في الفضيلة.

وهي إلى ذلك أخت الرذيلة، ولو أنها بين الناس كالنَّخْل، لما تطايرت عند النخْلِ، وليست لها جدوى، ولو أسرَّت نجْوَى، أو لديها كل دعوى، أو رفعت شكوى.

والمرأة أحيانا تسعى وراء استرداد الفضل الضائع، أو تسعى خلف العز الشائع، ولكنها عرضتْ نفسها عرض البضائع، فلم تؤبْ بعدها بالمنافع.

وقد سرتْ ليلًا في البحث عن الملجأ، فلم تظفرْ بالمتَّكأ، فلما ساخت لها قدمٌ في الأوحال، وتلطختْ بالأوجال، بقيت تنشد الفأل، وتدعو إلى الإرساخ الرحلَ، فلما تسرَّب إلى فؤادها الوَجَل، بقي على ضميرها الدَّجَل.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة