هل تؤمن بما يسمى بقانون الجذب؟
هل سمعت أو قرأت عما يسمى بالتوكيدات الإيجابية؟
هل فعلًا قانون الجذب والتوكيدات يحقق ما نفكر به؟
ماذا تعرف عن قانون الجذب؟
اقرأ أيضًا خطوات تطبيق قانون الجذب
الكثير منا يعانون من عدم استقرار في صحتهم النفسية، وأقصد بها هنا صراعات النفس الداخلية التي تتقلب تفاصيلها -فيما أظن- بين أحداث الفشل والنجاح منها، وإخفاقاتهم في تحقيق شيء ما كانوا يحثون بقرب حدوثه في حياتهم.
وذاك التقلب جعلهم يعيشون حياتهم بأنماط فكرية طابعها التخبط والتوتر والقلق، تؤدي إلى تعزز الأفكار أو المشاعر السلبية لدرجة أنهم ينظرون لحياتهم والعالم الذي يعيشون فيه بنظرة سلبية.
يعتمدون فيها على تصديق أنفسهم وتكذيب الآخرين، وعدم الاستقرار النفسي حجب عن ناظرهم كل ما هو جميل من حولهم وقادمًا مستقبلًا لهم، وبسببه -عدم الاستقرار- يجذبون لأنفسهم طاقات سلبية تشكيكية تعرقل مسيرة حياتهم.
وفي غالبية الأمر هي مكتسبة جراء تراكمات ماضيهم الذي خلَّف لهم اضطرابات نفسية بدواخلهم مثل الإحساس بالخوف الدائم من المستقبل والقلق والتوتر من تكرار خيبات الماضي في مصايرهم، ومؤكد أنها تختلف باختلاف إنسانها ومجتمعه المحيط به.
اقرأ أيضًا كيف تهدد وسائل التواصل الاجتماعي استقرارنا النفسي؟
مفهوم قانون الجذب
المقدمة أعلاه هي مدخلي للحديث عن طاقة قانون الجذب، وهو يعني أن مجريات حياتنا اليومية أو ما توصلنا إلية إلى الآن هو نتاج أفكارنا في الماضي، وأن أفكارنا الحالية هي التي تصنع مستقبلنا.
والتوكيدات الإيجابية هي جمل قصيرة محددة المعنى والمفهوم وواضحة في تفاصيلها، وتكون كلمات إيجابية معتمدة على تكرارها بحيث تغذي عقلك الباطن، ومن ثم يستجيب لها تفعيلًا على واقع حياتك القريب، واللذان أعدهما ذوو قيمة علمية ناجعة في معالجة عدم استقرار الصحة النفسية وسلبية حديث النفس.
وهذا اعتقادي الخاص من واقع التجربة الشخصية، وما ألاحظه على واقع الآخرين من حولي، وهذا الاعتقاد يأتي إليَّ من خلال إيماني التام بأن قوة طاقة قانون الجذب والتوكيدات يمكنها أن تغير واقع كل إنسان إذا أحسن استخدامها فيما يريد تحقيقه، ولكن أن يكون مؤمن ومعتقد بفاعليته.
اقرأ أيضًا طاقة المكان.. كيف تجلب المال والراحة النفسية؟
علاقة عقلنا اللاوعي بقانون الجذب والتوكيدات الإيجابية
لتفعيل العمل بهما لا بد أن ندلف للحديث عن عقلنا اللاوعي أو الباطن الذي لدية النصيب الأكبر في ترجمة كثير من قراراتنا وانفعالاتنا السلوكية والغريزية على أرض الواقع عن عقلنا الواعي، وهذا بسبب تميزه بالقدرة القوية على التأثير إيجابًا أو سلبًا على مسار حياتنا.
فهو المتحكم الأساسي في انعكاس ما يبدر منك من تصرفات وأفكار اتجاه نفسك سواء كانت في الماضي أو الحاضر أو تفكيرناً في المستقبل، وهذا ناتج من قيمة أهمية استجابته لحديث النفس الذي تحاورها به؛ أي بأن كل ما يحدث لك هو نتاج ما تفكر به.
وهذا هو ما يتحدث عنه قانون الجذب؛ بمعنى كل ما نفكر فيه في حياتنا سوف نجذبه لها ونمارسه ليصبح واقعًا معاشًا فيها يومًا ما، لذلك تجده ذا علاقة -قانون الجذب- مباشرة بعقلنا اللاوعي، وهذا يعني أن الإنسان ما هو إلا نتاج تفكيره، كما قال موريس جودمان في كتاب السر وهو مؤلِّف ومحاضر عالمي.
والتوكيدات الإيجابية تعمل على برمجة عقلك الباطن من خلال حديث النفس الداخلي، وهي أحدث ما توصل إليه العلم، حيث إنها تعمل على تغذيتهما -العقل الواعي واللاوعي-، ويمكنها أن تجعلك من أصحاب النجاح والثقة بالنفس؛ لأن جل أفكارك تنصب فيما سنذكره لاحقًا.
واعتبرها المكمل الأساسي للعمل على تحقيق ما نفكر في جذبه في حياتنا، وما دام قلنا توكيدات إيجابية، فمؤكد مقصود بها حديث النفس الإيجابي، فإذا كان حديث سلبيًّا أو فكرة سيئة سوف يقوم عقلك الباطن بتخزينها ويعمل على إرشادك للتصرف بناء عليها.
فمثلًا: إذا كنتَ تُحدث نفسك بأنه ليس لديك القدرة على إنجاز مهامك المكتبية الموكلة إليك في العمل! ستكون هي الإجابة الذهنية الثابتة بعقلك الباطن؛ لأنه تبرمج عليها؛ حتى وإن كان واجبك العملي هو كتابة اسمك على دفتر الحضور!!!
أو تحديث نفسك بأنك شخص غير محبوب من قبل الآخرين!!
نعم.. ستتملكك الفكرة طيلة حياتك! ما لم تجذب ما هو مغاير عنها في المعنى أو التفكير!! أو بأن تحدث نفسك بأنك غير سعيد في حياتك!!!
سيلازمك هذا الإحساس حتى يُوصلك إلى التعاسة والبؤس في حياتك. وإلى غيرها من الأمثلة.
اقرأ أيضًا عقدة نقص.. دوافعها وطرق علاجها
حديث النفس الإيجابي
والعكس تمامًا في حديث النفس الإيجابي، الذي يتمثل في اختلاف طاقتك عما هو سلبي، بحيث يترجمها عقلك اللاوعي بعد برمجته عليها إلى تصرفات وأفعال تساعدك على حصولك على ما هو مفيد وإيجابي النتيجة.
فمثلاً: أن تؤكد لنفسك بأنك قادر على إنجاز كل شيء في حياتك بكل يسر! أنا من أقدر ذاتي وليس الآخرون!!
وأنا من أسيطر على انفعالاتي لأنني قادر على ذلك! أنا مبدع ومحبوب من قبل الجميع! إلى غيرها من الأمثلة.
ولكن سيتحقق لك ذلك عندما تعمد على تكرار أفكارك الإيجابية بصورة راتبة، وتتسم بالمصداقية الحسية في أدائها، والتي عادة ما نمارسها عند خلودنا للنوم ليلًا وأنتَ في حالة من الهدوء والاسترخاء التام.
مُحدثًا عقلك اللاوعي والواعي أكثر من مرة (الفكرة الإيجابية) عنها، وقيمتها تتمثل في إعطائها قيمة إضافية طاقية قادرة على فعل كثير وتسخير الإمكانيات الخاملة بداخلك؛ وهي تلك الطاقة الخاملة من غير استقلالك لها في بث إحساس التقدير العالي لذاتك، وتنبهك إلى الخلق القويم الذي خلقك به الله عز وجل وكرمك من أجله، ويمكنها أيضًا أن تكشف لك عن ميزات إبداعية لم تكن تلقي لها بالًا.
والواجب عليك هنا أن تفكر في تجربة تفعيل خصائص قانون الجذب والتوكيدات الإيجابية، وأن تعي قيمتها عليك من واقع ممارستك لهما، وأنت مؤمن بفاعليتهما بكل صدق وأدائهما بإحساس روحاني عالٍ متصل بنفسك، وأن تكون جادًّا في ذلك، حتى ترسخ كلماتك وأفكارك في عقلك اللاوعي.
وأخيرًا وليس آخرًا.. إذا كنت تريد أن تحقق شيئًا ما لا بد لك أن تعلم عنه كثيرًا، حتى تكون على معرفة تامة بتفاصيله وجوامع الكلم فيه، والأهم من ذلك يجب أن تسال نفسك سؤالاً:
لماذا وُجد كل هذا الكم الهائل من العلوم؟
وأخص هنا تلكم العلوم التي اهتمت بدراسة النفس البشرية من النواحي السلوكية والغريزية والانفعالية، وإجابتك على السؤال تحدد مدى رغبتك في إحداث تغير ما إيجابي في حياتك، وأنا هنا فقط قصدت أن ألفت أنتباهك وأضع لك لافتة حمراء، مكتوب عليها "قف تأمل"!
لتتأمل كل ما هو مفيد وذو منفعة لك، ويمكنه أن يغير حياتك إلى الأفضل إذا رغبت في ذلك، وكما يقولون التجربة خير برهان.
اقرأ أيضًا
أكتوبر 13, 2022, 8:54 ص
مقال رائع
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.