يزخر العالم بعجائب لا حصر لها في عالم النبات وعالم الحيوان، حتى إن بعض البشر ينالهم من الغرائب والعجائب ما يدعو للدهشة، ويدور العالم على التنوع والاختلاف، ولولا الاختلاف والتنوع لحلت الكآبة والملل محل البهجة والسعادة.
ومن غرائب عالم النبات نرى بعض النباتات النادرة تصبح مزارًا سياحيًّا يأتي إليه الناس من كل حدب وصوب، ولا تُقدَّر بثمن.
ومن أمثلة تلك النباتات شجرة في اليمن تُسمى شجرة الغريب أو شجرة «الكولهمة». والاسم العلمي لها «Adan sonia digitata» ومكانها في دولة اليمن الشقيقة في منطقة تسمى السمسرة التي تبعد عن مدينة تعز بنحو 50 كيلومترًا.
اقرأ أيضًا: شجر البلوط.. معلومات لم تكن تعرفها من قبل
مميزات شجرة الغريب
تتميز تلك الشجرة بالندرة الشديدة. فهي الوحيدة في جزيرة العرب بل في العالم كله باستثناء مدغشقر وتنزانيا التي تنمو فيها الشجرة بارتفاع يصل إلى 18مترًا، ومحيط يصل إلى 53 مترًا.
ويبلغ عمرها أكثر من 2000 عام، وجذورها تتفرع لتغطي دائرة قطرها أكثر من 10 أمتار.
الأشد غرابة أن تلك الشجرة ليست مثمرة كباقي أشجار العالم، ولكنها تعطي ثمرة واحدة تخرج مدة يوم واحد فقط، ثم تختفي في تلك الليلة في أمر محير للجميع.
ويقال إن من يأخذ تلك الثمرة ليلًا رجل غريب بغرض التداوي والمساعدة على الإنجاب وزيادة الخصوبة؛ لذلك سُميت بشجرة الغريب، وهذا القول أقرب للأساطير والخرافة.
اقرأ أيضًا: ما هي شجرة المرخ؟ وما فوائدها؟
شجرة الغريب بين السياحة والإهمال والشعر
شجرة الغريب يأتي إليها السياح لمشاهدة ذلك الجمال نادر الحدوث، ولكن اندلاع الحرب في اليمن أدى إلى إهمال تلك الشجرة وتوقف نموها.
ولقد تأثر بعض الشعراء، فألف بعضهم قصائد عن تلك الشجرة المعمرة، مثلها مثل عجائب أخرى انبرى الشعراء للتأليف عنها.
فعلى سبيل المثال قصيدة للشاعر العربي سليمان العيسى في قصيدته الرائعة «تحت أسوار شجرة الغريب». إذ يقول:
ما أنتِ؟ حارسة للدهر أم خبرُ
يعرى ويورق لا يُدرى له عُمُر
ما أنتِ؟ سرٌّ من الماضي يطوف على
شط الزمان.. بِجلبابيه يأتزر
تغازلين الضحى والليل صامتةً
وحول جذعك يعيا يسقط السفر
ما أنتِ؟ ملحمة غبراءُ آونةً
وتارةً.. يتفيَّا ظلك القمر
وفى النهاية ليتنا نحافظ على تلك الدرر في عالمنا العربي الذي يتمنى الغرب أن يوجد لديه معشار ما لدينا.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.