لا يخفى على كثير من الناس أن الدولة الأموية واحدة من أهم الإمارات الإسلامية وأكثرها قوة، والتى حكمت العالم الإسلامي سنوات طويلة، واستطاعت أن توسع رقعة الدولة الإسلامية من أدنى البلاد لأقصاها.
وفي خلال السطور التالية سوف نتعرف على بداية الدولة الأموية ونشأتها وأسباب ازدهارها، وتداعيات سقوطها وكيف انتهت دولتها.
اقرأ أيضًا الدولة الحمادية في شمال إفريقيا
نشأة الدولة الأموية
كانت بداية نشأة الدولة الأموية علي يد معاوية بن أبي سفيان الأموي، عندما تولى الخلافة الإسلامية عام 41 هجرية بعد مقتل الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وتنازل ابنه الحسن بن علي لمعاوية بن أبي سفيان عن الحكم حقنًا للدماء، وسمي هذا العام عام الجماعة، ومنذ ذلك الحين بدأ الحكم الأموي للخلافة الإسلامية، وظلت الدولة الأموية تحكم البلاد من عام 41 إلى 132 هجرية أي لأكثر من تسعين عامًا.
اقرأ أيضًا من أيام الأوائل -1
أسباب قوة الدولة الأموية وازدهارها
• الأخذ بالشريعة الإسلامية والتمسك بها في جميع جوانب الحياة، وتطبيق الحدود على المخالفين والخارجين على القانون، والضرب على أيدي العصاة والمذنبين. وإقامة المدارس الإسلامية، والاهتمام بتعليم الشريعة الإسلامية والعلوم الإسلامية من فقه وحديث وقرآن وغيره، إلى جانب العلوم الأخرى كالفلك والكيمياء والرياضيات وغيرها من العلوم التي انتشرت في ذلك الوقت في ظل الدولة الإسلامية.
• الاهتمام بالفتوحات الخارجية، فقد اتسعت رقعة الدولة الأموية اتساعًا شاسعًا من مشارق الأرض إلى مغاربها، وفتح كثير من البلاد على أيدي بني أمية حتى وصل حكمهم إلى بلاد الأندلس غربًا في أوروبا، وكان من أبرز حكام بني أمية في تلك المدة عبد الرحمن الداخل المسمى «صقر قريش»، فاستطاع أن يحكم بلاد الأندلس بقوة وهيمنة جعلت أعداءه يهابونه ويخشونه طوال مدة حكمه للبلاد.
• الاهتمام بالعنصر العربي وتفضيله على غيره، فلا يسمح لغير العربي بتولي منصب ولا وظيفة مهمة في ظل الحكم الأموي، ولا حتى الاستعانة به في الحروب بوصفه جنديًّا محاربًا، فقد كان اعتماد الدولة الأموية على العنصر العربي فقط.
• الاهتمام ببناء المدن والبلاد وتعميرها، فقد نشأت مدن كثيرة في تلك المدة على أيدي الأمويين، وكان من سمة الحكام والخلفاء الأمويين بناء دور العبادة الإسلامية في البلاد التي فتحوها، فقد بنى الخليفة عبد الملك بن مروان مسجد قبة الصخرة بفلسطين، وبنى أيضًا المسجد الأموي بدمشق.
• تمسك غالبية حكام بني أمية بالدين وبعدوا عن الانغماس في الشهوات والملذات وشرب الخمر، فقد عرف عنهم التقوى والالتزام الديني وانشغالهم بتدبير شئون الحكم وأحوال الرعية.
اقرأ أيضًا من معاهد العلم في عصر الحروب الصليبية: المدرسة الصلاحية
أسباب سقوط الدولة الأموية
بعد المجد والازدهار الذي وصلت إليه الدولة الأموية خلال حكم دام أكثر من تسعين عامًا، سقطت هذه الدولة القوية التي حكمت البلاد وهزمت جحافل الجيوش وقهرت الأعداء وحطمت حصونهم، فمن أسباب وتداعيات سقوطها:
• ضعف الحكام في نهاية حكم الدولة الأموية، وعدم سيرهم على خُطا سابقيهم من الحكام والخلفاء.
• تنازع حكام بني أمية وأمرائهم على الحكم، ما أدى إلى فشلهم وسقوط الدولة الأموية نتيجة ذلك.
• كراهيتهم واضطهادهم لغير العرب من الموالي وأهل الذمة الذين كانوا يعيشون في المدن الإسلامية التي كان يحكمها بني أمية، فأدى ذلك إلى كراهية تلك الشعوب الشديدة وسخطهم على حكم بني أمية، وقيام الثورات ضد حكمهم، ومساعدة أعداء بني أمية للوصول إلى الحكم، كما حدث مع أهل خراسان عندما ساعدوا العباسيين في حروبهم ضد بني أمية والثورة على حكمهم، فكل ذلك أدى إلى سقوط دولة بني أمية.
وفي النهاية نرى أن هذه الدولة القوية سقطت بعد أن حكمت البلاد والعباد أكثر من تسعة عقود، واتسعت رقعتها من الشرق إلى الغرب ودانت لها المدن والشعوب، ولكن في النهاية سقطت وانهارت دولتها فهذا من صنع الله وحكمه ولله وحده الملك.
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
الحمد لله علي كل حال
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.