ماذا تعرف عن الحياة اليومية في مصر القديمة؟

كلنا نعلم أن الحضارة المصرية القديمة كانت حضارة عظيمة، ولكننا نعلم أيضًا أنها بقدر ما كانت محفوفة بالعظمة فإنها محفوفة بالألغاز.

فكيف كان يعيش المصري القديم؟ كيف كان يأكل؟ وماذا كان يأكل؟ وماذا يحب وماذا يكره؟ وما أبرز عاداته وتقاليده؟

ن ما نجهله عن تلك الحضارة أكثر بكثير مما نعلمه عنها؛ لذا فتعالَ معًا لنتعرف على بعض المعلومات عن تلك الحضارة التي أذهلت وحيرت العالم في آنٍ واحد.

قد يعجبك أيضًا معلومات عن تاريخ مصر الفرعوني

كيف كانت حياة القدماء؟ وكيف عاش المصري القديم؟ 

نتحدث عن حياة المصري القديم ما قبل التاريخ، فكما قيل "مصر ليست دولة تاريخية، مصر جاءت أولًا ثم جاء التاريخ". 

مر الوجود البشري على أرض مصر بعدة خطوات، فقد بدأ منذ نهاية العصر الجليدي، وبالتحديد منذ نحو 120 ألف عام، ولكن على شكل تجمعات عشوائية، حيث اكتُشف هيكل عظمي في منطقة "نزلة خاطر" في محافظة سوهاج في عام 1980 وعند الفحص والتحليل عام 1982 وُجد أن عمر هذا الهيكل يتراوح ما بين 30360 إلى 35100 عام. 

كانت الحياة في ذلك الوقت بدائية في أول الأمر، فقد كانت معتمدة على الصيد، وساعد وادي النيل في ذلك، فوادي النيل لم يكن مثل ما هو الآن بل كان مأهولًا بحشائش السافانا، وممتلئًا بالثروات الحيوانية والسمكية والنباتية، وبعد ذلك بدأت الزراعة. 

ومرت آلاف السنين، وبعدها بدأ المصري في تشكيل حضارات متنوعة، ولكن كانت على نطاق محدود.

فمثلًا ظهر في الجنوب حضارة "البداري"، و"حضارة نقادة" اللتان كانتا تتمتعان بقدر كبير من الثراء والفخامة، فقد عُرف الاستيراد في ذلك الوقت المبكر من التاريخ، ويكفي أن أول ما خطت الهيروغليفية كان ذلك في حضارة نقادة الثالثة.

وظهرت أيضًا بعض الحضارات مثل الحضارة القدانية، وحضارة إسنا، والحضارة الحريفية، وحضارة مريدمدة، وحضارة المعادي، وحضارة العمري، وحضارة الفيوم، كل الحضارات السابقة كانت تعتمد على أساليب حياة بسيطة مثل زراعة بعض المحاصيل والصيد وبعض الصناعات التي أخذت في التطور مع الوقت.  

لو لاحظت عزيزي القارئ فإن كل تلك الحضارات تحمل أسماء مدن وأمكنة موجودة إلى وقتنا هذا؛ وذلك لأنها سُميت باسم المكان الذي ظهرت فيه، إضافة إلى أن ذلك يوضح لنا أن تلك الحضارات كانت على نطاق جغرافي صغير، إلى أن جاء الملك نارمر ووحَّد تلك الحضارات في حضارة واحدة، وبدأ عصر الأسرات.

قد يعجبك أيضًا الزراعة والصناعة في الحضارة الفرعونية

كيف كانت الحياة اليومية في مصر القديمة؟

كانت الحياة في مصر القديمة بها بعض التنوع، مهن عدة مثل الزراعة والصيد والتعدين والكتابة، وطبعًا لا ننسى عمال البناء.

عاش المصري حياته حول وادي النيل ودلتاه؛ وذلك لأن المناخ كان في الغالب صحراويًّا قاحلًا فيما عدا الدلتا والوادي وما حول النهر، والسبب الرئيس لذلك هو الزراعة.

الزراعة

عرف المصري القديم الزراعة وبرع فيها عن غيره، فقد كان المصري ينتظر قدوم الفيضان وانتهاءه فيما بين شهري سبتمبر وأكتوبر، وما أن ينتهي الفيضان حتى يحرث الأرض ويرمي البذور فيها، ويطلق حيواناته لكي تغرس البذور في الأرض بأقدامها، وبعد ذلك يحصد محصوله وينقيه من أي شوائب، وتأتي المرحلة الأخير بتخزينه في صوامع.

وعرف أيضًا زراعة الفواكه، فزرع الأعناب والنخيل والبطيخ والتين والجميز.

الطعام

وفقًا للأطعمة التي تناولها المصري القديم فقد كانت متنوعة، وأغلب طعامه كان يتركز حول الخبز، وكان يستخدم عسل النحل بديلًا للسكر، وعرف أيضًا تناول البيض والحليب، وعرف أيضًا استخدام التوابل والملح.

وكان يحصل على البروتين من الأسماك، وكان يطهو الأسماك بالتجفيف والتخليل، كما نرى وجبة "الفسيخ" التي هي بالمناسبة وجبة موجودة منذ المصريين القدماء، وأيضًا تناول المصري اللحوم ولكن في المناسبات والأعياد فقط؛ لأنها كان من الصعب تناولها لارتفاع أسعارها.

السكن

بدأ البناء في مصر القديمة باستخدام هياكل من القصب أو القش، وبعدها دهنها بطبقة من الطين، بطريقة تشبه ما نعرفه الآن بـ"المحارة".

وكانت البيوت بيضاوية الشكل ومنها ما كان مستطيلًا، وأخذت في التطور والتقدم إلى أن أصبح لكل بيت فناء وشرفة وصومعة للغلال وإسطبل للحيوانات.

مهن أخرى 

كانت في مصر القديمة مهن أخرى عدة، مثل مهنة الكتابة، وكانت من المهن المرموقة؛ لأن نسبة من كان يجيد القراءة والكتابة لا تزيد على 2% من السكان.

وأيضًا كانت مهنة التعدين ولكنها كانت من أسوأ المهن وأقلها رغبة من السكان؛ لأن العامل يحتاج إلى أن يعمل في ظروف قاسية وشاقة سواء من حفر في جبال أو مناجم وتكسير صخور من أجل استخراج  المعادن النفيسة، أيضًا من المهن التي ازدهرت هي المهن الصناعية بمختلف أنواعها كصناعة المراكب والصناعات الفخارية. 

الترفيه

كان الترفيه في مصر القديمة يتلخص في الذهاب إلى نهر النيل للاستمتاع والاستجمام، فقد اعتاد أن يستحم ويسبح فيه، وعُرفت ألعاب مثل الطاولة وشد الحبل وأيضًا اللعب بالكرة، ولم ينس المصري أطفاله، فقد صنع للأطفال دُمى وألعابًا متحركة، وأيضًا عرف المصري لعبة الرماية، ولا ننسى لعبة "سيجا".

ختامًا، فالحضارة المصرية حضارة عظيمة جدًّا، فلا يكفي مقال واحد لنحصي مميزاتها، فحتى علماء المصريات كلهم لم يكتشفوا كل أسرار تلك الحضارة حتى الآن، ولكن من يدري ما سوف نكتشفه من أسرار لتلك الحضارة في المستقبل. وإلى لقاء آخر.

 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة