قد تكون متخرجًا في الجامعة، وقد تكون من أوائل دفعتك، لكنك ربما قضيت عدة سنوات وأنت عاطل من العمل، وعندما أتيحت لك الفرصة أجريت مسابقة ونلت منصب عمل.
وها أنت تطير فرحًا بهذا المنصب، بعد جهد جهيد تمكنت من جمع مبلغ من المال مكنك من الزواج.
لكن ماذا عن المنزل؟ ماذا عن السيارة؟ لا تقلق يا صديقي، فالحل بسيط، لأن الراتب لا يكفي لهذه الأمور الكبيرة، فالبنك فكر عوضًا عنك، وأعطاك الحل بكل بساطة، الحل السحري هو الاقتراض لشراء سكن وشراء سيارة، لم لا؟
ما الثقافة المالية؟
تظن أن المنزل والسيارة هما ملك لك، لكنك واهم، فهما ملك للبنك الذي سيسترجع ماله من راتبك أضعافًا مضاعفة.
إضافة إلى أن الضرائب لن ترحم هذا الراتب المسكين، حتى لو زاد راتبك نتيجة الأقدمية التي اكتسبتها في العمل أو نظير ترقيتك، فالضرائب ستزيد حتمًا، وأسعار مختلف الأغذية والسلع التي تقتنيها سترتفع أيضًا، وستبقى في دائرة مغلقة، لماذا؟
ذلك بكل بساطة لأنك لا تملك ثقافة مالية، فهم لم يدرسوك في الجامعة شيئًا اسمه ثقافة مالية، هذا باختصار مقدمة لفتح شهيتك؛ لكي تقرأ كتابًا بعنوان الأب الغني والأب الفقير للملياردير الأمريكي من أصول آسيوية روبرت كيوزاكي.
فرغم أن والده أستاذ جامعي وعضو في الحزب الجمهوري، لكنه كان في النهاية موظفًا بسيطًا تفوق مصروفاته راتبه الشهري، في حين أن والد صديقه رجل الأعمال الناجح ومالك الشركات الكبرى يملك ملايين الدولارات.
لذلك عد والده الحقيقي الأب الفقير، ووالد صديقه الأب الغني، وهذا كله بسبب افتقار والده إلى الثقافة المالية، وهذا راجع إلى المنظومة التعليمية التي لا تعترف بالثقافة المالية أو تدرسها.
في حين أصبح الولد تاجرًا في العقارات وحقق دخًلا كبيرًا، يروي كيوزاكي قصة صديقه الذي ادخر مبلغًا من المال من راتبه لكي يتمكن ابنه من الدراسة في الجامعة، فقال له كيوزاكي لم لا تستثمر هذا المبلغ لكي تحقق ربحًا؟
كن لم يكن لدى هذا الأخير أي فكرة عن كيفية استثماره، وبما أن كيوزاكي خبير عقارات فقد ساعده على شراء عقار مناسب.
وبعد مدة باع هذا العقار ليحقق ضعف المبلغ، وهكذا صار صديقه تاجرًا للعقارات، وحقق أرباحًا فاقت ما كان يتصوره.
الدخل والمصروفات
يوضح لنا كيوزاكي أن الدخل يجب أن يكون أكبر من المصروفات حتى يمكنك ادخار بعض المال، بشرط ألا تنفق هذا المال أقساطًا شهريةً لصالح البنوك؛ لأنك تريد شراء منزل أو سيارة منهم، بل يجب عليك التفكير في استثمار يعود بالفائدة مثل شراء عقار وإعادة بيعه، أو شراء محل وتأجيره.
فيبقى الدخل العائد منه مستمرًا ولو لم تكن حاضرًا، وهذا هو الفرق بين الوظيفة والأعمال، فالوظيفة تتطلب حضورك في حين الأعمال تنفذ وأنت غائب، مثل شراء أسهم أو تأجير محل أو اقتناء آلة حفر وتأجيرها.
أما إذا كان دخلك مساويًا مصروفاتك أو أقل، حينها يجب عليك تعلم مهنة أو حرفة تجعلك قادرًا على تغطية مصروفاتك؛ لتدخر جزءًا متبقيًا من دخلك لكي تستثمره.
إضافة إلى أن الحل ليس بالاشتغال في وظيفة أخرى، كأن تشتغل في النهار ثم في الليل.
صحيح أنك ستحقق مدخولًا آخر، لكن هذا سيكون على حساب وقتك وصحتك، وبعد مدة قصيرة ستكون مرهقًا وغير قادر على المواصلة؛ لذلك يجب عليك اكتساب ثقافة مالية لكي تجابه احتياجاتك المادية المتزايدة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.