ماذا تعرف عن التثليج أو (عضة الصقيع)؟

يصاب الجسم كله أو أجزاء منه بالتثليج عندما يتعرض لبيئة ذات درجة حرارة منخفضة، وهو أكثر شيوعًا في المناطق الباردة.

السبب

يعد السبب الرئيس للتثليج هو تعرض جسم الإنسان لبيئة أقل من صفر درجة مئوية مدة طويلة.

قد يهمك أيضًا فوائد تقشير الجسم وكيف يمكن صنعه؟

تطور المرض

يمكن للتعرض للبيئة الباردة لمدة طويلة، والتعرض لرطوبة البيئة المحيطة، وانخفاض مقاومة الجسم، والإصابات أو النزف، والبقاء في حالة تجمد مدة طويلة دون حراك، واتساع الأوعية الدموية الطرفية بعد شرب الكحول، وسرعة تبديد الحرارة وغيرها من العوامل الأخرى أن تؤدي لتفاقم إصابة الجسم بالبرد.

ويعد كبار السن والأطفال الصغار أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض؛ بسبب ضعف استجابتهم للتنظيم الحراري.

فبعد إصابة الجلد نتيجة التعرض لطقس بارد، تنقبض الأوعية الدموية بشدة مسببةً نقص وصول الدم إلى الأنسجة (نقص التروية).

وتستمر درجة الحرارة في الانخفاض، وتتجمد الأنسجة، فإذا حدث التجمد بسرعة، تتكون بلورات ثلجية داخل الخلايا، وإذا حدث ببطء، تتكون بلورات ثلجية بين الخلايا.

ونظرًا لتكوين تلك البلورات، تتغير البيئة المِكْرَوِيَّة داخل الخلايا وخارجها، وتُصاب الخلايا بالجفاف، ويزيد تركيز إنزيمات الكهرل (الإلكتروليت) والسكر في الخلايا.

 وبعد إعادة تدفئة الجلد، تتمدد الأوعية الدموية، ويركد الدم بعد دخوله إلى الشعيرات الدموية المتسعة، فتزيد السوائل مسببة تورمًا.

ويؤدي تسرب البلازما وتركيز الدم إلى حدوث تجلط الدم واضطرابات في دورة الأوعية الدقيقة، ما يتسبب في نقص وصول الدم إلى الأنسجة أكثر، وعلى هذا موتها بعد ذلك.

في الوقت نفسه، بسبب زيادة أيض الأنسجة، والحاجة إلى الأكسجين، فمن المرجح أن يتسبب ذلك في حدوث تغيير وموت خلايا الأنسجة.

لذلك، يجب ملاحظة مدى الإصابة بالتثليج ونطاقها لعدة أيام، لاتخاذ القرار المناسب.

فضلًا على ذلك، تختلف قدرة الأنسجة المختلفة على تحمل البرد، ويُعتقد عمومًا أن الأعصاب والأوعية الدموية والعضلات هي الأجزاء الأكثر حساسية، يليها الأجزاء الأكثر مقاومة للبرد كالجلد، والغشاء العضلي، والنسيج الضام، والعظام والأوتار.

قد يهمك أيضًا الصدفية وأنواعها وأسبابها وطرق علاجها.. تعرف عليها الآن

الأعراض السريرية

 يحدث الضرر غالبًا في الأجزاء التي تعاني ضعف الدورة الدموية الطرفية والأجزاء المكشوفة من الجسم مثل: اليدين والقدمين والأنف والأذنين والخدين.

فيصبح جلد المنطقة المصابة شاحبًا وباردًا، والشعور بالألم والخدر، وتصبح المنطقة المحيطة بعد إعادة التدفئة مشابهة لشعور الإصابة بالحروق، أما حدوث التورم عامة فلا يكون واضحًا.

وبحسب عمق الإصابة وشدتها، يمكن تقسيمها إلى أربع درجات:

الدرجة الأولى: التثليج السطحي

يصبح الجلد شاحبًا في البداية، ثم يتحول تدريجيًّا إلى اللون الأزرق الأرجواني، متبوعًا باحمرار وتورم والشعور بالحكة والوخز والتنمل دون ظهور بثور.

تختفي الأعراض بعد نحو أسبوع، ويحدث تَقَشُّرَ للجلد تدريجيًّا، ولا تترك ندوبًا بعد الشفاء.

 الدرجة الثانية: التثليج الأكثر سماكة

يصبح لون الجلد أحمر، متورمًا، والشعور بحكة وألم كالحرق، وقد تظهر بثور في غضون 24 إلى 48 ساعة.

فإذا لم تحدث إصابة بالعدوى، فإن تلك البثور تجف خلال 2 إلى 3 أسابيع، مشكِّلة قشورًا جافة سوداء.

وبعد تقشر الجلد، يُغطى بطبقة ظهارية جديدة، مع حدوث نقص في التقران أي نقص في نمو الكيراتين على الجلد.

وقد يحدث تيبس والشعور بالألم مدة طويلة في المنطقة المحيطة، ولكن لا تترك ندوبًا.

الدرجة الثالثة: التثليج العميق في طبقات الجلد بما في ذلك الأنسجة تحته

يتغير الجلد تدريجيًّا من اللون الشاحب إلى الأزرق ثم إلى الأسود؛ ما يؤدي إلى فقدان الإحساس بالجلد، وظهور تورم وبثور في الأنسجة المحيطة بالمنطقة المصابة، والشعور بألم شديد وحرقان.

فبعد تقشر النسيج الميت يصبح الجرح عرضة للإصابة بالعدوى، ويُشفى ببطء، تاركًا ندوبًا بعد الشفاء.

الدرجة الرابعة: إصابة الجلد والأنسجة تحته والعضلات حتى العظام كلها بالتثليج

يحدث فقدان تام في الإحساس والوظيفة الحركية في المنطقة المصابة، وتصبح رمادية داكنة، وقد يظهر تورم وبثور عند التقاطع مع الأنسجة السليمة.

وتموت الأنسجة في غضون 2 إلى 3 أسابيع، وعادة ما تحدث الإصابة بالغرغرينا الجافة.

ولكن في بعض الأحيان تحدث الإصابة بالغرغرينا الرطبة بسبب تجلط الدم في الأوردة، وحدوث تورم في الأنسجة المحيطة والإصابة بالعدوى، ما يتسبب في حدوث أضرار وخلل وظيفي.

يمكن حدوث مضاعفات لبعض المرضى الذين يعانون من التثليج، أكثرها شيوعًا الإصابة بالعدوى نتيجة موت أنسجة المنطقة المصابة، والإصابة بالتهاب الأوعية اللمفية الحاد، والتهاب الغدد اللمفية، والتهاب النسيج الخلوي الحاد، والحمرة وما إلى ذلك.

وتشمل أكثر الأمراض خطورة التيتانوس، والغرغرينا الغازية، وتسمم الدم (الإنتان)، إضافة إلى احتمالية تزامن الإصابة بالتهاب الكبد، والتهاب غشاء القلب (التأمور)، والتهاب حوض الكلى، والتهاب المفاصل.

عندما يتعرض الجسم لدرجة حرارة منخفضة جدًّا على نحو مفرط، يمكن أن يتسبب ذلك في حدوث تثليج للجسم كله، ويسمى في هذه الحالة بالتجمد وهو نادر الحدوث.

ولكنه يتسبب في حدوث الإثارة العقلية المبكرة، وتضيق الأوعية المحيطة، وارتفاع ضغط الدم، وشحوب الجلد، والشعور بالبرودة، وزيادة معدل ضربات القلب، والشعور بالقشعريرة.

فعندما تنخفض درجة حرارة الجسم إلى أقل من 35 درجة مئوية، تتحول الوظائف الفسيولوجية المختلفة من التحفيز إلى التثبيط.

وعندما تنخفض درجة حرارة الجسم إلى أقل من 32 درجة مئوية، يشعر المريض بالخمول والهذيان، ويتباطأ التنفس ومعدل ضربات القلب، ويحدث تصلب للعضلات؛ وعندما تنخفض درجة حرارة الجسم إلى 29 درجة أدناه، تصبح استجابة الجسم بطيئة أو حتى الإصابة بالغيبوبة، وينخفض ​​ضغط الدم.

قد يهمك أيضًا أسباب جلد الوزة ووسائل علاجه

المضاعفات

عندما تنخفض درجة حرارة الجسم إلى أقل من 26 درجة مئوية، قد يحدث رجفان بطيني، وفي النهاية يتوقف نبض القلب والتنفس.

الفحوص المعملية

لا يوجد وصف لهذا المحتوى ذو صلة في الوقت الحالي.

قد يهمك أيضًا علامات التمدد Stretch Marks.. تعرف إليها الآن

فحوص مساعدة أخرى

أمراض الأنسجة: حدوث وذمة في البشرة والأدمة، واحتقان الأوعية الدموية، وظهور خثرة حمراء، يتبعها تضخم في بطانة الأوعية الدموية، وتضيق في التجاويف، وضمور الزوائد الجلدية أو تغييرها، وتبلور في الأنسجة الدهنية وموتها.

وفي بعض الأحيان تنفصل الأجسام الدهنية داخل الخلايا في الأوعية الدموية (وهي خاصية فريدة من خصائص التثليج).

ومع تفاقم درجة التثليج، تصبح درجة تغير خلايا الأنسجة وموتها أكثر خطورة أيضًا التي يمكن التعبير عنها بتغيرات نسيجية مرضية للغرغرينا الجافة والرطبة.

التشخيص

يتم التشخيص بناءً على التاريخ الطبي والأعراض السريرية.

قد يهمك أيضًا 5 وصفات طبيعية لعلاج جفاف الجلد

العلاج

1.  إعادة تدفئة الجزء المتجمد بسرعة بوضعه في ماء تتراوح درجة حرارته من 38 - 42 ،حتىيصبحلونالنسيجورديًّاولينًا،وذلكيستغرقعادةًمابين 30 - 60 دقيقة.

وعندما يعود لون الجلد لطبيعته والشعور بالإحساس، يجب مسحه على الفور حتى يجف، وارتداء الملابس الدافئة. ويُحظر تمامًا تعرضه للحرارة أو الفرك بالثلج.

2. الحفاظ على سطح المنطقة المصابة جافًّا معقمًا. ويجب رفع الأطراف المصابة لتسهيل الدورة الدموية وتجنب تفاقم تلف الأنسجة.

3. وضع مرهم للاحتقان على المنطقة المصابة بالتثليج من الدرجة الأولى أو الثانية، ثم لفها وتدفئتها بضمادة معقمة.

ويمكن لأولئك الذين يعانون من البثور تعقيم المنطقة المصابة ثم تصريف ذلك السائل وجعلها جافة، ولفها بضمادة معقمة للتدفئة. فيجب معالجة المنطقة المصابة جراحيًّا.

4. وفقًا للتثليج من الدرجة الثالثة والرابعة، فيجب إجراء استئصال جراحي للأنسجة الميتة على نحو واضح، ويجب إجراء ترقيع للجلد لتسريع التئام الجروح إذا لزم الأمر.

يمكن علاج الآثار الناجمة من التثليج بالوخز بالإبر، والعلاجات الفيزيائية المختلفة أو العلاج بإحصار العصب السمبثاوي.

في الوقت نفسه، بالنسبة للتثليج من الدرجة الثالثة والرابعة، يجب تعزيز العلاج الداعم للجسم كله.

فيمكن استخدام الأدوية التي تعمل على تحسين تدفق الدم على نحو مناسب مثل: الديكستران الجزيئي المنخفض، والديبيريدامول (بيرسانتين)، والهيبارين، والديكومارول، وما إلى ذلك.

والأدوية الفعالة للأوعية مثل: حمض الهيدروكلوريك، والأمينوفيلين وغيرها، والأدوية التي تحمي الأوعية الدموية داخليًّا مثل: فيتامين E، والأدوية التي تقلِّل نفاذية الأوعية الدموية مثل: فيتامين c، والكالسيوم إلخ.

قد يهمك أيضًا ما هو مرض تصلُّب الجلد المجموعي؟

الوقاية

توعية العاملين في المناخ البارد بطرائق الوقاية من التثليج، بتقليل فقدان درجة حرارة الجسم، وارتداء الملابس الفضفاضة الدافئة، وتدفئة الأطراف والأذنين والأنف والخدين خاصة. ويجب أيضًا أن يظل الحذاء جافًّا، وكذلك الأيدي والأقدام.

وفي حالة عدم إمكانية تجنب الرطوبة، يمكن استخدام الفازلين للوقاية. ويجب أن يكون الحذاء الجلدي كبيرًا وليس ضيقًا وغير منفذ للماء.

وفي المناطق الرطبة، يمكن وضع الزيت أو الفازلين على الحذاء من الخارج. ويجب النوم عدد ساعات كافية، وتجنب الإرهاق المفرط، وتناول الأطعمة الغنية بالدهون والبروتين والفيتامينات.

وبمجرد الإصابة بالتثليج، يجب معالجته في أسرع وقت ممكن.

 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة