دائمًا ما نردد في أعياد ميلاد الأصدقاء عبارة: "عيد ميلاد سعيد"، و"تعيش مئة عام". ربما صاحب عيد الميلاد لا يعجبه هذا التعبير، بل يعده وبالًا عليه؛ لأنه حينما يبلغ من العمر مئة عام تكون الأمراض داهمت جسده، وعاملته بقسوة وجعلته في حالة صعبة للغاية. أيضًا أهل بيته ومن كانوا يشاركه مثل هذه المناسبة يتمنون من الموت أن يقصف عمره حتى يرتاحوا منه، ومن الآلام التي عجنت جسده من أعلى إلى أسفل؛ من أمراض سكر وضغط وضعف بصر وفشل كلوي وتليف الكبد وعرج في الساق حتى أصبحت العصا لا تفارق يده المرتعشتين، والصحة أكثر هشاشة، والآلام الجسدية أشد قوة، وهنا يشعر الشخص في هذا العمر أنه عبء على من حوله.
اقرأ أيضًا: "الكوتشينة والذكورة وجهان لعملة واحدة".. خواطر اجتماعية
هذا الموقف يحمل أيضًا في طياته كثيرًا من الحزن والتحدي الذي يتعرض له كبار السن في كثير من الأحيان، ولا سيما في المجتمعات التي لا توفر لهم الرعاية الكافية أو الاهتمام الذي يحتاجون إليه. إذا كانت الفكرة من وراء الدعاء مفعمة بالأمل، ولكنها بالنسبة لبعض الناس، قد تبدو الحياة في هذه السن المتقدمة مجرد معاناة مستمرة.
والحقيقة أن كبار السن يتعرضون فعلًا لتحديات صحية تؤثر في حياتهم، حتى إذا اختلف الحال من شخص لآخر؛ لأن بعض الناس يتمنون العيش طويلًا وسط الأحباء، في حين يتمنى آخرون الراحة والسلام.
بعض الأشخاص في مرحلة متقدمة من العمر، وهو يظهر التناقض بين المفهوم التقليدي للاحتفال بالعيد و"التمتع" بسنوات طويلة من الحياة، وبين الواقع القاسي الذي يعيشه الشخص حينما تتراكم عليه الأمراض والمشكلات الصحية.
على الرغم من أن في معظم الثقافات، يُعد الاحتفال بعيد الميلاد مناسبة سعيدة، فيتمنون للإنسان طول العمر، ولكن هذه الأمنية لا تكون مصدرًا لسعادة الذين بلغوا سنًّا متقدمة، إذا كانت أجسادهم قد تآكلت بفعل الأمراض المختلفة، وبعد أن تكون المشكلات الصحية -ممثلة في الأمراض المزمنة- قد اقتحمت حياتهم. وهذه هي المعاناة التي تعبر عنها آلام المفاصل والعظام؛ ما يؤدي إلى صعوبة الحركة والآلام المستمرة. وكذلك الأمراض المزمنة: مثل السكري، ضغط الدم المرتفع، الفشل الكلوي، تليف الكبد، وغيرها من الأمراض التي تجعل الحياة اليومية صعبة. وعلى هذا يصبح بحاجة للاعتماد على الآخرين، ويصبح الشخص في حاجة مستمرة إلى المساعدة من عائلته أو من مقدمي الرعاية الصحية. هذا قد يُشعره بأنه عبء على من حوله. ويكون قد فقد الاستقلالية في هذه المرحلة غير قادر على أداء الأنشطة اليومية البسيطة بمفرده، مثل المشي أو تناول الطعام أو حتى العناية بالنظافة الشخصية.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.