غريب هذا السؤال! أرى العابرين حولي كل يوم، وأتساءل: «هل يلاحظون وجودي؟ أم أنني مجرد شخص يمر دون أن يترك أثرًا؟».
يقولون إن الإنسان يحتاج إلى الآخرين ليشعر بالحياة، لكن على الرغْم من كل هذه الوجوه، أشعر بوحدة عميقة، كأنني أقف في زاوية بعيدة، ألوِّح ولا أحد يراني. ليت أحدهم يسألني: «كيف حالك؟» ليس من باب المجاملة، بل لأنه يريد أن يسمع الإجابة، أن يفهمها، أن يخفف عني ولو قليلًا.
أتذكر آخر مرة حاولت أن أشارك أحدًا بما أشعر. كنت بحاجة إلى شخص يسمعني، لكنني تراجعت في آخر لحظة. خشيتُ أن يظنوا أنني أبالغ، أو أنني أبحث عن شفقة. ففضلتُ الصمت، وأخفيت كلماتي في داخلي حيث لا يمكن لأحد سماعها.
ومع الوقت، توقفت عن انتظار السؤال. صرتُ أجيب نفسي، أواسيها بطريقتي، وأبحث عن الراحة في أشياء بسيطة: كتاب يسليني، مرآة تعكسني دون أن تحكم عليّ. وجدتُ ملاذي في الطرقات الطويلة، أمشي بلا هدف واضح، أراقب تفاصيل الشوارع، ملامح الغرباء، نوافذ البيوت التي تصدر منها ضحكات العائلات، وأتساءل: «كيف يبدو الدفء؟ هل هو صوت أحدهم يناديني باسمي بحب؟ أم أنه يد ممتدة نحوي دون أن أطلبها؟»
في بعض الليالي، أجلس على جنب، أنظر إلى السماء الممتلئة بالنجوم، وأتخيل أن هناك من يفكر بي في مكان ما، شخص ربما لا أعرفه لكنه يشعر بي. أحب مراقبة القمر، فهو لا يسألني أي أسئلة لكنه دائم الحضور، يضيء الظلام على الرغْم من وحدته في السماء. أشعر أنني أشبهه قليلًا، نحاول أن نتوهج على الرغم من العتمة التي تحيط بنا.
في بعض الأيام، أكتب رسائل لا أرسلها، أخطُّ فيها كل ما لم أقله، وأحتفظ بها وكأنني أخبر الكون بما في داخلي، علَّه يصغي بطريقة ما. أكتب عن الخيبات التي لم أعد أستطيع البوح بها، عن الأحلام التي ما زلت أتمسك بها على الرغم من كل شيء، عن الأيام التي شعرت فيها أنني غير مرئية، وعن تلك اللحظات الصغيرة التي جعلتني أشعر للحظات أنني موجودة حقًا.
قد لا يسألني أحد أبدًا، لكنني أدركتُ أن الإجابة ليست للآخرين. هي لي، وحدي. ولهذا، في كل صباح، أنظر إلى المرآة وأسأل نفسي: «كيف حالك؟» وأجيب دون تردد، دون خوف من أن يفهمني أحد بصورة خاطئة.
آلله آلله كم هى رقيقة كلماتك
كم هى جميلة مشاعرك
كم هو رائع قلمك
كم هو مؤلم سردك
حبيبتى انت جميلة
ومبدعة جدا 💖🌹
كلمات مؤثرة جدا ...
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.